المحتوى الرئيسى

أسئلة مللنا تكرارها

04/06 08:16

اعتاد النظام السابق - بنجاح فائق - ممارسة سياسة الصمت، معتمدا على أن كثرة المحن يُنسى بعضها البعض، وحقيقة أنهم يحتكرون الفعل فيما لا نملك نحن إلا الكلام. فهل يقبل المجلس الأعلى على نفسه أن يمارس نفس الدور، ويغض الطرف عن أسئلة طرحها الجميع بلا إجابات؟! لا يختلف اثنان فى دور المجلس الأعلى فى حقن دماء المصريين. هذا هو الوضع الطبيعى المُنتظر من خير أجناد الأرض، كما وصفهم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. كذلك لا يجادل أحد فى وجوب الهيبة العسكرية لهم، لكننا الآن نتحدث عن (إدارة سياسية لأزمة). ■ ■ ■ وتبقى نفس الأسئلة التى تكررت عشرات المرات: لماذا لم تتم محاسبة الرئيس السابق حتى الآن؟ كيف نحاسب الذيول ونترك رأس النظام؟ كيف نحاكم عز وجرانة والعادلى ونترك المسؤول الحقيقى، الذى لم يكن ممكنا أن يتم الفساد إلا بإذنه أو بعلمه وتغاضيه؟ (إن كنت تدرى فتلك مصيبةٌ.. وإن كنت لا تدرى فالمصيبة أعظم). وإذا كانت مواد القانون الحالى لا تتيح محاكمة مبارك بتهمة الفساد السياسى، فلماذا لا يُشكّل المجلس الأعلى محاكم ثورة من نواب محكمة النقض مع توفير جميع الحقوق القانونية للمتهمين؟ (لا نفعل بهم ما فعلوه بخصومهم من محاكم عسكرية للمدنيين). محاكمة مبارك هى الضمان الحقيقى لعدم تكرار فساد حاكم قادم، والامتناع عن محاكمته يصيب فكرة العدالة فى مقتل، وكلنا نذكر حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس إنما أهلك من كان قبلكم أنه كان إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وإذا سرق فيهم الشريف تركوه، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها». ربما تكون هناك أسباب لا نعرفها، وتكون هذه الأسباب وجيهة فعلا. ربما اضطروا لإجراء صفقة مقابل تخليه عن السلطة حقنا للدماء. ربما هى المصالح العليا للوطن، التى لا نُلمّ بملفاتها. فقط قولوا الحقيقة ولا تتركونا للتخمين. ■ ■ ■ السؤال الثانى عن زكريا عزمى وفتحى سرور ومفيد شهاب وصفوت الشريف، هل من المعقول أن كل الإجراءات التى اتخذت ضدهم هى تجميد أموالهم؟ وهل من المعقول أنهم لم يحولوا ثرواتهم للخارج حتى الآن؟ ■ ■ ■ السؤال الثالث عن الأمن: لماذا لم يعد كاملاً حتى الآن؟! لو كانت المطالب المشروعة للثورة قد تحققت على الفور، وعلى رأسها التحفظ الفورى على أقطاب النظام مع قطع الاتصالات عنهم حتى تتم محاكمتهم العادلة، لأجهضنا دورهم الشرير فى الثورة المضادة، ولكان مقبولا بعدها أن يفرض المجلس الأعلى الحسم العسكرى بكل شدة وقوة ويُظهر العين الحمراء، ووقتها لم نكن نسمع عن بلطجى أو حوادث اختطاف. ■ ■ ■ وأخيرا، نحن نعرف أن المجلس الأعلى يعمل بكل قوته ولا يكاد ينام. نعرف أيضا أن نزاهتهم ووطنيتهم فوق الشك والجدال. فقط نريد أن نفهم، وحين نفهم يكون الاطمئنان.

Comments

عاجل