فضفضةروح ميدان التحرير

أخشي أن أقول أن روح الثورة تلاشت،‮ ‬أو كادت أن تتلاشي من داخل نفوس المصريين‮.‬لم يزعجني أبدا الخلاف الذي نشب بين أنصار‮ »‬لا‮« ‬وبين معارضيهم من أنصار‮ »‬نعم‮« ‬للتعديلات الدستورية،‮ ‬لم يقلقني الحوارات الساخنة،‮ ‬التي قد تصل الي مراحل متقدمة حول جدوي تقديم الإنتخابات البرلمانية علي الرئاسية،‮ ‬وتبريرات كل طرف لوجهة نظرة‮.‬كل هذا أراه إيجابيا،‮ ‬ما دمنا في النهاية سوف نختلف،‮ ‬ونحتكم في النهاية الي آلية ديموقراطية نرتضي بها حكم الأغلبية‮.‬ولكن ما يقلقني اختفاء روح الثورة،‮ ‬وأكاد أستشعر أنها سرقت،‮ ‬فأين روح ميدان التحرير التي صهرت كل الخلافات؟ أين الاحلام التي كانت تناطح السحاب؟ أين الأقباط الذين كانوا يحرسون زملاءهم من المسلمين وقت الصلاة؟ وأين المسلمون الذين كانوا يعدون القداس لزملاء الميدان من المسيحيين؟مصر كلها كانت في الميدان‮" ‬كبارهم وصغارهم أقباطهم جنبنا الي جنب مع المسلمين،‮ ‬لم يهتم أحد أن يسأل عن ديانته،‮ ‬كان العلماء والصفوة والنخبة تفترش الأرض وتقتسم الحلم والأمل في‮ ‬غد أفضل كما اقتسمت اللقمة،‮ ‬والمحنة،‮ ‬مع البسطاء‮.‬من يعيد روح ميدان التحرير لكل ميادين مصر؟