المحتوى الرئيسى

سيد حسين يكتب: باب القفص مفتوح

04/05 15:55

يقول مانتوس: "لا تظن إن الإنسان الحديث - نظرياً - هو المحصلة الأخيرة أو الخاتمة النهائية لما نظنه سلسلة التطور، إذ إننى (مازال الكلام لمانتوس) إذاء ما أراه من خيبة قوية - ناهيك عن تخلف وغباء - لبعض البشر أعتقد شبه جازماً أنه مازال فى البداية". بالنسبة لى، كان يساورنى الشك فى بعض الأحيان عندما أرى بعض حكامنا التى بُليت بهم هذه الرقعة من العالم إن الإنسان (الحاكم على وجه الخصوص) أصله حمار! (هناك أغنية بهذا المعنى بالفعل تمجد أحدهم) ولكن فلنلتزم بما هو شبه مؤكد علمياً - أو على الأقل محل بحث - بأن الإنسان أصله قرد، مما دفعنى من جهتى على ضوء هذا الإفتراض بالقيام بأبحاثى الخاصة التى وفقت فيها بالنهاية على الخلاصة بأن بعض البشر - وليس كلهم - أصله قرد فعلاً مما يؤكد نظرية "داروين" (اللى لا مننا ولا علينا)، وإليكم نتيجة عينات البحث الذى أجريته على خمس منهم - لو فحصتهم كلهم سأحتاج لجبلاية وليس تلك المساحة المتواضعة - وقد استغرق الأمر ثلاث شهور من الملاحظة والتجربة لإثبات أصلهم الشمبانزاوى. ولكم الحكم فى النهاية:القرد الأول:جعلته الأول لأنه أول من ربط بين الطبيخ والرئاسة ليؤسس لعلم وفتح جديد فى عالم النفاق (برغم إن له زميل رئيس تحرير سابق لجبلاية أخرى كتب مرة بالحرف "إن الرئيس يسأل دائماً: بكام كيلو الجبنة البيضا يا صفوت") وتبنى كل ماهو باطل - وعمل كل ما لايمكن أن يقوم به أى قرد حقيقي يحترم نفسه - لتحويل هذا الباطل إلى شبه حق غير عابئ بما يجلبه هو وكتيبته لزعيمهم من سخط وغضب إنتهى بالاطاحة بهم جميعاً من سلم التطور إلى مزبلة التاريخ التى لم يجدو فيها أماكن فتم وضع كبيرهم قيد الإقامة الجبرية وتم تسريح الزملاء لعمل عجين الفلاحة أمام المشاهدين فى بعض الفضائيات. ولكنه لم ييأس وبدأ من جديد بالبحث عن سيد أخر فوجد ضالته فى مرشح الرئاسة الأكثر حظاً فى إستطلاعات الرأى وبدأ منذ الآن فى نفاقه - على حذر - إستعداداً لنيل مكافأته بالعودة لمنصبة حال نجاح المرشح والعودة إلى مقالات الطشة إياها.القرد الثانى:يمتلك جبلاية خاصة به ولكنه يؤجرها بمنافعها (التى تشمله هو شخصياً) لكل ديكتاتور طاغية متجبر يذبح شعبه بدم بارد - بالداخل والخارج - ويخلع عليه ألقاباً لن تجدها حتى فى - استغفر الله - أسماء الله الحسنى، وبرغم إن مخدومه قد سجنه من قبل إلا انه قد خرج وهو أشد إخلاصاً له واكثر نفاقاً مما يذكرنا بمبدأ "جوّع كلبك - رغم كونه قرد أصيل - يتبعك" الذى نسب إلى ملك "حِمير" والتى ردت عليه إمرأته قائلة: "إني لأشفق على من يلقون الجَهد .. ونحن نعيش فى رغد، وأخاف أن يصيروا سباعًا .. وقد كانوا لنا أتباعًا"، وهو بالظبط ما حدث بقيام الثورة، ولكنه لملم نفسه سريعاً راكباً تسونامى التغيير، ماحياً كل ما يشير إلى ماضيه، إلا ذاكرة البشر ممن يعرفونه جيداً ويعلمون أن سيده لو عاد غداً لأنقلب فوراً على الثورة والثوار والكل كليلة شارعاً فى عمل عجين الفلاحة وهو ما أشك حتى فى أنه يتقنه.القرد الثالث:رئيس جبلاية أقرب لعزبة خاصة ضمت مجموعة غير قليلة من سدنة وطبالى وزمارى النظام يسبحون بحمده - النظام - آناء العمود وأطراف الصفحات، منهم من يقدس الأب والأم ومنهم من كان ينتظر الإبن، ومجموعة محترمة (فعلاً) من الليبراليين وأخرون يلعبون على الونجين (قرود بأه)، أتذكر لأحدهم - دكتور فى لجنة السياسات - سلسلة مقالات مضحكة يمتدح فيها سفير لدولة عربية كبيرة بصفات وألقاب وإنجازات أنا أكيد أن السفير نفسه فوجئ بتمتعه بها. أما عن رئيس تحرير الجبلاية/العزبة نفسة فقد كان - على إستحياء - يمهد الطريق للنجل الضال الذى تتشابك مصالحة مع مصالح مُلاّك الجبلاية، لذلك كان تحت شعار الحياد -  لكل مايؤيد النظام -  والموضوعية - التى لا تستخدم إلا مع المعارضين - يرتكب كل الجرائم المهنية الإخلاقية، وأخرها تلميع أحد الحرامية المطلوبين للعدالة، ولكن "يمكرون ويمكر الله" لأن كل الظروف والوقائع تنبئ بنهاية الإثنين. (ياللا فى داهية).القرد الرابع:فور مشاهدتك له سيقفز إلى رأسك على الفور تساؤل: الله؟! هى دى راس القرد ولا ......؟ لأن رأسه تشبه بالظبط (ولامؤاخذة) مؤخرة القرد وغالباً بنفس المحتوى. تجده يهاجم الفساد، ويطلق على راعيه الأب والإنسان وكبير العيلة، يشتم الثوار، ويهيج الشعب البسيط المهاود عليهم، وفور نجاحهم بكى بالدمع الحارق فرحاً بسقوط الطاغية الفاسد!!! له أخ من نفس الفصيلة مارس وظيفة قرد متطوع بدأب غير عادى متنقلاً بنشاط من شجرة لشجرة ومن فرع لأخر ناشراً نظرياته عن الأجندات والعملاء والمتربصين بأمن الوطن وفور إسقاط الثوار لسيده، حاول أن يقنع الناس بأنه كان يقصد عكس ما قاله ولكنه فشل بإمتياز، ثم أختفى فى ظروف غير غامضة متربصاً لخدمة من سترجح كفته ليواصل التنطيط (برغم صعوبته بسبب حجمه).القرد الخامس:المدافع الأول عن الشرطة فى جبلاية التليفزيون وفى صحيفة الحكومة الأولى، تعذيب، ترهيب، خطف واعتقال للمعارضين، تزوير للإنتخابات .. برضه يدافع! شعاره الاول والأخير دائماً "الظباط (المجرمين) دول إخواتنا وصحابنا .. فيه عيلة مافيهاش ظابط شرطة؟"، مع إن الإجابة سهلة: بسم الله الرحمن الرحيم .. أيوه فيه! العيلة اللى مافيهاش لواءات ولا أعضاء حزب وطنى ولا لجنة سياسات ولا رجال أعمال حرامية ومرتشين مافيهاش ظباط شرطة. لن ينسى له أحد دفاعه عن قتلة خالد سعيد، ولا هجومة على الثوار بالافتراءات والأكاذيب هو وزميلة ثقيل الدم، والغريبة أنه يقدم نفسه فى مقالاته الركيكة كمحلل نفسى وحلال عقد ومشاكل برغم حاجته الشديدة لمن يقوم بهذا الدور معه. إنتهت العينات.ولمن أتنبأ أنهم سيتهمونى سلفاً بالكفر لتبنى نظرية اليهودى "داروين" أهديهم هذه القصة:عندما كنت طفلاً فى مدرسة "هدى شعراوى" الابتدائية المشتركة للبنين - ولهذا الإسم قصة منفردة - قال أستاذ عادل (بتاع العربى) شارحا بثقة: "..كلنا عارفين طبعاً إن كلنا بننحدر من صلب أبينا أدم و.." فقاطعه أحد زملائى - وكان نجل عضو الحزب الوطنى الشهير ر. ح. - رافعاً يده قائلاً: لكن يا أستاذ أنا سمعت بابا بيقول إن إحنا أصلنا قرود. فرد عليه أستاذ عادل بهدوء قائلاً: إقعد يا حبيبى، إحنا بنتكلم عن البشر بصفة عامة مش عن عيليتكوا بس.الله يجازى اللى نسى باب القفص مفتوح...

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل