المحتوى الرئيسى

على إسرائيل الدفاع عن مواقفها الأساسية فى مرحلة عدم اليقين

04/05 09:50

بقلم: دورى غولد 5 ابريل 2011 09:30:23 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; على إسرائيل الدفاع عن مواقفها الأساسية فى مرحلة عدم اليقين  دخلت إسرائيل، هذا العام، مرحلة صعبة واجهت خلالها ضغوطا إقليمية ودولية متعارضة.تثير الثورات فى أنحاء العالم العربى قلقا عميقا وسط المراقبين فى الغرب، ولا سيما ما قد تسفر عنه من نتائج. ومن الأمثلة على ذلك ما قاله وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس فى مقابلة أجرتها معه صحيفة «واشنطن بوست» فى 22 مارس: «أعتقد أنه من الصعب معرفة نتائج الثورات مسبقا، وليس مؤكدا أن النهاية ستكون جيدة.. نحن نتلمس طريقنا فى الظلام، ولا أحد يستطيع أن يعرف نتائج ما سيحدث».تواجه إسرائيل مرحلة من عدم اليقين الإستراتيجى بالنسبة إلى مستقبل الشرق الأوسط، الأمر الذى يفرض عليها أن تكون حذرة جدا قبل الالتزام بأى انسحابات. وعلى الرغم من التطورات فى الشرق الأوسط، هناك من يقترح على إسرائيل، وبينهم أصدقاء لها، تسريع عملية السلام من خلال تقديم تنازلات جديدة. فخلال الشهر الأخير قامت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بالضغط على الأمم المتحدة وعلى الاتحاد الأوروبى من أجل وضع إطار لاتفاق إسرائيلى فلسطينى، على أمل أن يؤدى الدعم الدولى لمطالب فلسطينية أساسية إلى تشجيع أبومازن على العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل، ومن المحتمل أن يُطرح الإطار المقترح على طاولة اللجنة الرباعية فى اجتماعها المقبل فى 15 أبريل.تدعى الدول الأوروبية الثلاث أن على الطرفين «الإسرائيلى والفلسطينى» التوصل إلى اتفاق بشأن الحدود بالاستناد إلى خطوط 1967. وتسعى هذه الدول بموقفها هذا لتحديد نتائج المفاوضات مسبقا، والثمن الذى ينبغى دفعه من أجل حث الفلسطينيين على المشاركة فى النقاشات.قوة الإخوان المسلمينتجدر الإشارة هنا إلى أنه على الرغم من صعوبة معرفة إلى أين ستؤدى الثورات فى العالم العربى، إلا أن بعض وجهاتها بدأ يتضح.أولا: يبدو أن حركة الإخوان المسلمين تعزز قوتها فى المنطقة. إذ بعد أن حرصت الحركة فى مصر على البقاء بعيدا عن الأضواء فى مرحلة إسقاط الرئيس حسنى مبارك،فإنها تتصدر حاليا موقع القيادة. أما الشباب العلمانى المصرى، الذى قاد الثورة فى ميدان التحرير فقد بات أقل تأثيرا. ويقول معلقون من ذوى الخبرة والموثوق بهم إن الإخوان المسلمين توصلوا إلى تفاهمات صامتة مع الجيش المصرى.وفى الأردن، قال رئيس الحكومة معروف البخيت عبر التليفزيون الأدرنى إن لديه أدلة قاطعة تؤكد أن الإخوان المسلمين فى الأردن يشجعون أعمال الشغب ضد الحكومة بالتنسيق مع الإخوان المسلمين فى مصر وسوريا.كذلك ذكرت شبكة «سى إن إن» فى تقرير بثته فى 25 مارس، أن زعماء الإخوان المسلمين فى ليبيا غادروا لندن لزيارة بنغازى بهدف تأمين دور للإخوان فى أى نظام.ينشأ بعد القذافى. وقد اعترف زعماء الثوار فى ليبيا أن بعض الفصائل، التى تقاتل القذافى يضم عناصر من «الجهاد»، الذين قاتلوا ضد القوات الأمريكية فى العراق إلى جانب القاعدة.وحتى لو لم ينجح الإخوان المسلمين والمجموعات الإسلامية الأخرى فى الوصول إلى السلطة فى هذه المرحلة، فمن المؤكد أنهم سيشكلون فى المستقبل جزءا من الائتلاف السياسى. وفى موازاة عملية حشد القوة، التى تقوم بها حركة الإخوان المسلمين، فإنها تعمل على جر الدول المجاورة لإسرائيل إلى شبكة معقدة من العلاقات معها، وستدفعها إلى دعم عمل عسكرى ضد إسرائيل فى المستقبل.ثانيا، إن موجة الاحتجاجات الحالية تضعف من قدرة الأنظمة العربية على السيطرة على مناطق واسعة من الدول العربية، وقد أدى الوضع الحالى إلى نشوء فراغ فى مناطق عديدة سارعت التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة إلى ملئه. ويبرز هذا بصورة خاصة فى اليمن، لكنه موجود أيضا بوضوح فى مصر، خصوصا فى شبه جزيرة سيناء، حيث تملك القاعدة و«حماس» نفوذا وسط البدو هناك.خلال حرب العراق حاول فصيل من القاعدة فى العراق أن يقيم موقعا متقدما له فى مدينة إربد فى الأردن، فتصدت له قوات الأمن الأردنية. فهل تضمن إسرائيل التصدى لعمل كهذا فى المستقبل؟فى مرحلة عدم اليقين المتزايد، على إسرائيل أن تبنى موقفها وفقا للوقائع على الأرض، فهى غير قادرة على اتخاذ خطوات غير مسئولة كتلك التى يقترحونها عليها.إن الانسحاب الإسرائيلى الكامل إلى خطوط 1967 فى الضفة الغربية لن يقسم القدس فقط، بل سيجرد إسرائيل أيضا من غور الأردن، الذى يشكل حزاما جغرافيا استراتيجيا يسمح بالدفاع الفعّال ضد التهديدات، بدءا بمنظومات السلاح المتطورة، التى استُخدمت فى العراق وأفغانستان والتى لم تصل إلى الضفة الغربية بعد، وانتهاء بانتقال القوات المدربة على القتال والتى شاركت فى المعارك التى خاضها الجهاد العالمى.لا أحد يستطيع أن يعرف إلى متى ستستمر الموجة الحالية من عدم الاستقرار وماذا ستجلب إلى المنطقة، والتقدير أننا ما زلنا فى بداية عملية ستحدث تغييرات كثيرة. كذلك ليس فى إمكان أحد أن يضمن بقاء الأنظمة الموجودة إلى الشرق من إسرائيل بعد مرور عامين أو خمسة أو عشرة أعوام. كما لا يمكننا أن نستبعد إمكان ألا تحل المجموعات الإسلامية المتطرفة مكان الأنظمة الموجودة حاليا فى الدول المجاورة لإسرائيل.إن فى وسع إسرائيل الدفاع عن نفسها ضد دائرة واسعة من التهديدات، التى قد تنشأ فى الأعوام المقبلة، لكن الخسارة الكبيرة ستكون فى تنازلها عن الحدود القابلة للدفاع عنها بفعل الضغوط الخارجية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل