المحتوى الرئيسى

"ائتلافات الطلاب".. باكورة مبشرة لقائمة انتخابية موحدة

04/05 09:45

كتب- إسلام توفيق: واصل شباب مصر تقديم نماذج وأطروحات للنخب والقوى السياسية للاستفادة منها، فبعد أن أشعلوا شرارة الثورة يوم 25 يناير، وصمموا على الاستمرار حتى وصلوا إلى ميدان التحرير، وظلوا فيه حتى رحيل النظام، قدَّم الشباب صورةً أخرى ناجحةً للتحالفات السياسية بين كل القوى دون استثناء؛ في ائتلافات عقدوها داخل الجامعات المصرية، لخوض انتخابات الاتحادات الطلابية، ولاقى برنامجها ثقة عموم الطلاب.   الخبراء بدورهم أكدوا لـ(إخوان أون لاين) أن هذه الائتلافات الطلابية تعد باكورة لدعوة فضيلة الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان، حين دعا إلى خوض الانتخابات البرلمانية القادمة بقائمة نسبية موحدة، تستمد قوتها من الشعب، وتضم التيارات السياسية كافة.   "ده ائتلاف طلابي يجسِّد فائدة القوائم النسبية والتحالفات السياسية في أي انتخابات قادمة من أجل مصر".. بهذه الكلمات بدأ ماجد الصاوي، أحد طلاب ائتلاف "أحرار جامعة القاهرة"، كلامه الذي أكد فيه أن التنسيق يمثِّل رسالة تطمينية إلى كل القوى الوطنية والسياسية أن الإخوان يمدون أيديهم إلى المجتمع كله لبناء مصر، ولا يسعون للقفز على الثورة كما يروج من يشوِّهون الإخوان.   وأضاف: "تعمدنا ألا تزيد نسب تمثيلنا في أي قائمة على 50%، وبالتالي عدم حصولنا على أي أغلبية؛ حيث تراوحت نسب تمثيلنا في مختلف كليات الجامعة بين (35%- 50%)، وتواصلنا مع شباب التيارات السياسية الأخرى والأسر الطلابية والجمعيات الخدمية؛ للدخول معنا في تحالف واحد؛ من أجل إعادة الجامعة إلى دورها الريادي في التعليم والسياسة والفكر.   وقال إن فكرة الائتلاف لاقت قبولاً من كل الطلاب، خاصةً أن الجميع يهدف إلى مصلحة الوطن، والكل عانى كثيرًا من النظام السابق والاتحاد القديم الذي كان بـ"التعيين" بناء على تعليمات أمنية، مشيرًا إلى أن الصعوبة الوحيدة التي لاقوها كانت في التواصل مع المستقلين.   وأكد الصاوي أن الائتلاف ضمَّ كل التيارات السياسية والفكرية بالجامعة، فكان هناك تمثيل لشباب 6 أبريل وسلفيين وناصريين واشتراكيين وليبراليين، مشيرًا إلى أن البرنامج الموحد تنازل عن الأجندات السياسية، ليكون برنامجًا طلابيًّا بحتًا، فكان التوافق حوله سهلاً للغاية، ولاقى قبولاً من الجميع.     د. جمال حشمت وأكد الدكتور جمال حشمت، الأستاذ بجامعة الإسكندرية وعضو البرلمان الشعبي، أن الإخوان يعتمدون منذ أن شاركوا في العمل العام على التحالفات السياسية مع الجميع من أجل الصالح العام، مشيرًا إلى أن ما حدث في الانتخابات الطلابية جزء من هذه السياسية.   وقال: إن الائتلافات الطلابية باكورة مبشرة لقائمة نسبية موحدة محتملة خلال الانتخابات القادمة، مشددًا على ضرورة أن تنظر القوى السياسية إلى اقتراح فضيلة الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان، الذي دعا فيها إلى خوض الانتخابات القادمة بالقائمة النسبية من أجل تكاتف كل الجهود لصالح مصر.   وأضاف: "أولى ثمار هذه المبادرة ظهر في انتخابات الجامعات، وأتمنى أن تمتد إلى ما بعد ذلك، ولا نجد انشقاقًا من أي قوى عن المجموع".   وأوضح سعد عبود، عضو مجلس الشعب السابق، أن الشباب يواصلون تقديم النماذج الطيبية لعموم الشعب المصري وقواه السياسية، مشيرًا إلى أن التحالفات والائتلافات السياسية خلال أي انتخابات قادمة هي الوسيلة الوحيدة للحفاظ على الثورة ومكتسباتها، في ظل عدم قدرة أي فصيل على ترؤس وإدارة البلاد منفردًا.   وقال: إن الائتلافات الطلابية تعتبر رد فعل طبيعيًّا لما شهدته الثورة من تحالف وتكاتف ظهر داخل ميدان التحرير، فلم نكن نستطيع التفرقة بين الإخواني والمسيحي، ولا بين الليبرالي والوفدي، ولا بين الاشتراكي والسلفي، فالكل كان هدفه واحدًا؛ هو مصلحة الوطن وتغيير النظام.      سعد عبودوقال: إن هذه التحالفات أثبتت قدرتها على سحب البساط من فلول الوطني الذين يحاولون ركوب موجة الثورة، أو من الذين يرغبون في القفز عليها، بتشكيلها مجلسًا يضم كل التيارات ويمثِّل الجميع.   وناشد عبود كل القوى السياسية والوطنية بالتضافر من أجل الاتفاق على قائمة نسبية موحدة، تمثل الجميع في الانتخابات القادمة.   وشدد الدكتور محمد أبو الغار، عضو الجمعية الوطنية للتغيير والأب الروحي لحركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، على ضرورة الاتفاق على عمل تحالف موحد، ينضم إليه كل القوى والتيارات في مصر لعمل قائمة موحدة في الانتخابات القادمة، إلا أنه أبدى تخوفه من بعض الفروقات والاختلافات التي قد تعوق مثل هذه القائمة.   وقال: "أولى هذه التخوفات تكمن في أن هذه أول انتخابات برلمانية بعد الثورة، ويريد الجميع أن يكون ضمن برلمان التغيير، في الوقت الذي لا تزال القبلية والعائلات مسيطرة على بعض الدوائر خاصةً في الصعيد".   وأضاف: "الاختلافات في الرؤى أو في الوسائل قد تعوق مثل هذه الائتلافات، خاصةً أن هناك أزمة ثقة بين عدد من التيارات، تعود تفاصيلها لسنوات طويلة ماضية، يجب القضاء عليها قبل أن تتشكل هذه التحالفات".   وأشاد د. أبو الغار بما قام به الطلاب، وتمنى أن يتم تكراره في الانتخابات القادمة، لتكرار النجاح الباهر الذي حققه الطلاب بقائمتهم وبرنامجهم الذي نال ثقة الجميع".   من جانبه، أكد الدكتور عمر هاشم ربيع، الخبير في الشئون البرلمانية بمركز (الأهرام) للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن انتخابات الاتحادات الطلابية تعتبر مؤشرًا جيدًا للانتخابات البرلمانية القادمة، ولكن لا يمكن أن نعتبرها بروفة كاملة تعبِّر عما سيحدث خلال انتخابات أكتوبر المقبل.   وأكد أن انتخابات الاتحادات الطلابية أثبتت أنه سيعم مصر جانب من الحرية والديمقراطية الحقيقية بدون الحزب الوطني ولا مرشحي الأمن، إلا أن انتخابات الشعب تختلف لما فيها من تيارات سياسية أكبر وتحالفات عشائرية وقبائلية، فضلاً عن الطابع الجغرافي والاجتماعي الذي قد يختلف عن انتخابات الجامعات ذات الطابع الضيق والمحدود، باعتبارها تخرج أعضاءً تنفيذيين، بينما تفرز الانتخابات البرلمانية أعضاءً تشريعيين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل