المحتوى الرئيسى

كلمة حق

04/05 01:15

كان السبت الماضي يوما أسود‏,‏ لم تشهد الرياضة المصرية مثيلا له في السواد علي مدي تاريخها الطويل‏,‏ أسوأ ما فيه هو الاعتداء الهمجي من الجماهير علي فريق شقيق ضيف لم يرتكب أي فرد فيه ما يجافي آداب الضيافة.  بل إن هذا الفريق ـ الإفريقي التونسي أكرم وفادة الزمالك في مباراة الذهاب بينهما بتونس, واحتفلت به الجماهير التونسية باعتباره ممثلا للثورة الشعبية الشقيقة في مصر. وكان الحكم الجزائري عادلا منصفا, موفقا للغاية في ادارة اللقاء, مايقطع الطريق علي احتمال أن تكون الجماهير الزملكاوية قد أثارتها قراراته الظالمة! لكن فريق الزمالك قد فرط في نتيجة لقاء الذهاب, مما صعب مهمته في العودة, ومع ذلك أضاع لاعبوه أكثر من فرصة للفوز المطلوب بفارق الهدفين, وبصفة عامة فإن الفريقين تأثرا بتوقف النشاط الرسمي في مصر وتونس بمناسبة الثورة هنا وهناك, ولهذا يمكن القول ـ فنيا ـ أن الذي تأهل لدور الـ16 هو أحسن الوحشين! وأعود للأهم وهو مذبحة الروح الرياضية علي أيدي مجموعات كبيرة من الصبية والشباب الصغير من مشجعي الزمالك الذين أساءوا لناديهم إساءة تاريخية لاتغتفر, بل أساءوا إلي وطنهم بهذا الانفلات الأخلاقي المشين, والسلوك الغوغائي الدخيل علي ثقافتنا وعاداتنا. وهنا أختلف مع من وصفهم بالبلطجية ومن ثم اسناد المسئولية عن الجريمة إلي فزاعة الثورة المضادة أو فزاعة فلول النظام المخلوع, فالبلطجية شكلهم معروف وهم محترفون يتم استئجارهم كما ظهروا في واقعة الجمل لكن هولاء, شباب منحرف في سن المراهقة, اتفقوا فيما بينهم علي إفساد المباراة لو لم يتمكن فريقهم من الفوز بمجموع نتيجتي اللقاءين, وكانت مهمتهم سهلة للغاية في غياب هيبة الأمن وسطوة الشرطة. والآن مطلوب منا أن نلغي النشاط الرياضي, وأن نستسلم للواقع المرير وهو أن الفوضي هي السائدة والشرطة أضعف من المنحرفين, وأي نزاع بينهما علي تطبيق القانون فإن الشارع والإعلام سوف ينحازان مباشرة إلي المنحرفين وينقض الجميع علي رجال الامن باسم حقوق الإنسان[email protected] المزيد من أعمدة عصام عبدالمنعم

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل