المحتوى الرئيسى

حديث السوقالسلفيون والاقتصاد

04/05 01:15

بغض النظر عما اذا كان هذا الانطباع خطأ ام صوابا فإن الاحتفاء الذي حظيت به الثورات العربية في الاعلام الاجنبي عند بدايتها تحول الآن الي قلق‏,‏ ان لم يكن هلعا‏,‏ والسبب هو ذلك الصعود السلفي السريع في الشارع وفي الاعلام. علي نحو بات كثير من الغربيين يفكرون في مستقبل العلاقات العربية مع العالم في ظل ما يعتقدون انه وقوع مراكز السلطة واتخاذ القرار في البلاد العربية في قبضة الإسلام السياسي. وبرغم بعض الممارسات التي اظهرها السلفيون في الحياة العامة أخيرا وأثارت غضب الكثيرين بما فيها مؤسسة الازهر نفسها, فإننا نعلم ان الاسلام السياسي بكل فصائله لايعدو ان يكون مكونا من مكونات الحياة السياسية الجديدة في بلادنا بعدقيام هذه الثورات والتي سمحت لهذا الفصيل بأن يمارس دعوته ويبوح بأفكاره في العلن بعد زمان كانت عناصر الاسلام السياسي تعاني من الحصار والملاحقة الامنية المفرطة, وغير المبررة في معظم الاحيان. القضية علي هذا النحو لم تعد شأنا سياسيا داخليا أو صراعا بين الافكار حول مستقبل البلاد وانما تعدت الي ماهو اخطر واكثر تأثيرا خاصة علي صعيد العلاقات والتعاملات المالية والاقتصادية مع دول العالم والتي تبدأ وتنتهي بالسياسة وبالقبول العام الذي يتعين توافره قبل ان تقرر أي دولة تمتين التعاون الاقتصادي مع دولة اخري. وغني عن البيان اننا, مثل اي دولة اخري سعت للنمو وتحسين احوال شعوبها, نحتاج الي الاسواق الخارجية لتسويق انتاجنا كما نحتاج الي زيادة الاستثمارات الاجنبية, ونحتاج الي جلب التكنولوجيا الحديثة وتوطينها في بلادنا, وكل هذه المطالب الملحة والدائمة تحتاج الي ضمان توافر القبول العام في الخارج للتطورات التي تحدث في بلادنا, وتحتاج الي توفير الاطمئنان في الاسواق الخارجية بما يشجعها علي استمرار التعاون الاقتصادي مع اسواقنا وزيادته علي نحو يسمح بتنفيذ مشروعات التنمية الطموح التي هي في النهاية الهدف الرئيسي من كل ماحدث في الشهور الاخيرة. ان المطلوب بصورة عاجلة من التيارات الدينية المتصاعدة ان تحدد بوضوح مشروعها التنموي وخططها للخلاص من الفقر والضيق, وان ترسل رسالة اطمئنان للعالم انها لاترفض الآخر, وانها تقبل الانخراط في تعاملات اقتصادية صحية مع العالم الخارجي, قد تكون هذه بديهيات, ولكننا اليوم نعيش زمن التناحر حول ماهو بديهي.. لسوء الحظ. المزيد من أعمدة عـمـاد غـنيـم

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل