رؤيةالشـــــــــمّاعــة ..
أتمني أن تكون قضية الانفلات الأخلاقي علي قائمة القضايا المجتمعية التي تناقشها لجنة الحوار الوطني طالما أن هذه اللجنة تضم فيها اطيافا للقوي السياسية والاهلية لوضع رؤية مستقبلية لمصر .. ان سلوك البشر والارتقاء به اصبح له الاولوية في الحوار الآن قبل النظر في آليات الانتخابات البرلمانية او التشريعات الدستورية لأن السلوك هو عنوان الانسان .. وكل هذه الحوارات بدون إنسان يتمتع بالخلق والسلوك لاقيمة لأي حوار .. .. هل ترضيكم الفوضي والانفلات الاخلاقي الذي أحني رؤوسنا أمام العالم وقدمنا فيه اعتذارات رسمية وشعبية لاتحصي ولاتعد فقد أجبرنا رئيس الحكومة علي ان يحني رأسه للحكومة التونسية .. ولشعبها .. عن انفلات أخلاقي ارتكبته قلة من الجهلة فشوهوا ثورتنا التي ابهرت كل الشعوب .. هل يرضيكم ان نسكت او تسقط هذه الافعال الغوغائية من حساباتنا علي انها حوادث فردية وهي مثل النبت الشيطاني الذي يسري في سلوكيات الشارع المصري .. - لماذا لانواجه هذا الانفلات بشيء من الشجاعة ولاندفن رؤوسنا في الرمال وندعّي انه مخطط " لثورة مضادة ".. لماذا لانعترف بأن مجموعة البلطجية الذين نزلوا ارض الملعب مع اختلاف اعمارهم وإختلاف مظهرهم هم شريحة من مشجعي فريق نادي الزمالك .. لايمكن للنظام السابق ان يحشر مثل هذه الاعداد في مقاعد الاستاد علي امل ان يحدث خطأ من حكم المباراة لتنزل هذه الاعداد في فوضي حاملين " الشماريخ " والنبابيت والصواريخ الي ارض الملعب وهات ياضرب في الضيوف وطاقم التحكيم .. هل هذا معقول .. من يتصور هذا .. انا افهم ان النظام السابق يستثمر اعوانه في ثورة مضادة في التظاهرات وتحريك المظاهرات لكن ان يجند هذه القلة لتفسد مباراة كرة وهو يعرف جيدا »أ، ب« تأمين الملعب واللاعبين ..ولو افترضنا انه لجأ الي هذا الاسلوب العبيط فتكفيه واقعة " الجمل " التي لم ينجح في الافلات منها وتحت يد النيابة العامة اسلحة الادانة التي طالت قيادات حزبه.. فكيف يجرؤ علي عملية أخري خايبة.. - السؤال هنا .. الي متي سنظل نعلق الاحداث والانفلات الأخلاقي علي " شماعة " الثورة المضادة .. لماذا لا ندعو المجتمعات الاهلية علي الارتقاء بالسلوك الفردي عند البشر .. من خلال حملات التوعيه في الاحياء.. علي الاقل يتغير المفهوم عند العامة حتي يحافظوا علي هذا البلد.. - هل نسمي الانفلات الاخلاقي علي الطرق والتي يتسبب في قتل الابرياء .. نسميه بأنه مخطط لثورة مضادة.. ماهي علاقة الثورة المضادة في شخص بلا أخلاق لايراعي آداب المرور فيحاول ان يتخطي السيارات التي أمامه ولايهمه ان كان صح او غلط .. فتراه يجري بسيارته مثل البهلوان .. وعلي طريقة " الغرز " يدخل بين السيارات في سرعة جنونية وعندما يعترضه احد ، يطل الشر من عيونه وكأنه يهدد الابرياء.. .. لقد اصبحت للطريق العام " بلطجية ".. ينشرون الرعب بين أصحاب السيارات .. لايعترفون بقانون المرور.. ولا بالقانون العام .. لايجدون من يحاسبهم ومن يردعهم..- وكما يحدث بين قائدي السيارات .. يحدث علي طرق الاوتوستراد جرائم في وضح النهار .. عربات تحمل " رتش " ومخلفات المباني ترمي بحمولتها علي جانبي الطريق العام .. حتي أصبحت الطرق الطوالي .. بما فيها الطريق الدائري .. والطرق السريعة مكدسة بأطنان الردم " و الرتش " بسبب الانفلات الاخلاقي .. اشخاص لاعلاقة لهم بهذا البلد وكأنهم غرباء عنه .. - أنا افهم ان ثورة 25 يناير خلقت الحس الوطني عند الناس.. فأصبح كل مصري يقول ان البلد بلدنا .. بعد ان كانت البلد بلدهم.. رموز النظام السابق صالوا وجالوا وافسدوا الحياة السياسية فيها.. ونهبوا ثرواته .. بعد الثورة اصبح من حقي ان اقول ان هذا البلد بلدي.. رغم ان هذا الاحساس للأسف لم يصل الي اعماق بعض الناس .. فلا قانون يردعهم .. ولا قيم تهمهم .. لأنهم يعشقون الفوضي .. لم يتعلموا من شباب الثورة كيف ساهموا في نظافة بلدهم يوم ان حملوا " المقشات " ونظفوا ميدان التحرير .. مثل هؤلاء المنفلتين اخلاقيا لايمكن ان يشكلوا ثورة مضادة لأنهم يعيشون بيننا .. ومن غير المعقول ان نعلق " فوضاهم " علي شماعة الثورة المضادة لأنهم اصلا فوضويون.. عاشوا علي البلطجة في كل العهود .. ان هؤلاء يعملون علي عدم عودة الامان للشارع المصري .. - لذلك أقول أعانك الله يادكتور عصام شرف .. فأنت الوحيد الذي يحمل هموم هذا البلد.. وكونك ان تريد ان تتعرف علي الرؤي الوطنية للشارع المصري لينير لك الطريق امام خطوات العمل الوطني .. فهذا فعلا لايأتي إلا من خلال الحوار مع اطياف المجتمع .. فقد أحسنت يادكتور.. المهم ان يضع الجميع ايديهم مع الحكومة وان يتصدي كل مواطن شريف للمنفلتين خلقيا أو أمنيا .. حتي نعبر بمصر الي بر الامان .. قولوا يارب .
Comments