عبورخطط الجمل
انها بكل المقاييس، سياسية واخلاقية، وبداية فإنني أحاول إزاحة اسم الدكتور يحيي الجمل من دائرة اهتمامي، رغم أنني راصد لتناقضاته في مواقفه، غير أن الواقع يكشف عن أمور لم نتوقعها، منذ تدخله في برنامج العاشرة مساء وإعلانه اسماء الوزراء قبل صدور التشكيل الرسمي من المجلس العسكري الأعلي، ثم ذرفة الدموع علي رحيل أحمد شفيق وأكتفي بالتعليق علي ما يبدر منه كحالة تستدعي الانتباه، لكنني لم أتوقع قط أن الرجل الذي كان يقدم نفسه باعتباره معارضا، بل ويشارك في تأسيس حزب سرعان ما ينسحب منه، لم أتوقع أنه ضليع في الفساد إلي هذا الحد الذي تكشف أخيرا، آثار أنتباهي أقتراح غريب صدر عنه بالتصالح مع رجال الأعمال المتعثرين أو الذين أرتكبوا أخطاء جسيمة في الحصول علي أموال البنوك وسائر المعاملات المشبوهة التي تمت في ظل الفساد المستشري وحكم المافيا. كان الأقتراح غريبا، مريبا، وظننت أنه يصدر عن رؤية خاطئة، لكن تكشف مؤخرا أنه يصدر عنه لمصلحة بعض رجال الأعمال الذين مارسوا الفساد وحرضوا علي قتل شباب الثورة. أتضح أن الدكتور الجمل يعمل مستشارا لبعض هولاء ولشركات بعينها. وأن أقتراحه الذي أنطلق من موقعه كنائب لرئيس مجلس الوزراء يستهدف خدمة اشخاص بعينهم، وهذا هو الفساد السياسي والأخلاقي بعينه، أن الدكتور الجمل أخطر بكثير مما كنت أتصوره استخفافا بالعقول أو زلات لسان أو كثافة ظهور في التليفزيون، أن وجود مثل هذا النائب في حكومة جاء رئيسها من ميدان التحرير يبدو غريبا الآن ومعبرا عن الثورة المضادة، وما آمله من الدكتور عصام شرف أن يتحقق من علاقة نائبه برموز النظام السابق، وخطواته التي يتخذها من موقعه لخدمتهم، يحتاج الأمر إلي حزم من الدكتور شرف وصلابة في مواجهة الفساد القابع إلي جواره وينوب عنه!جمال الغيطاني
Comments