المحتوى الرئيسى

الحقيقة المُرة "5": مكر وانتقام في عزبة الإجرام

04/04 23:18

يحكى أنه كانت هناك عزبة كبيرة تسمى عزبة الإجرام تقع داخل مملكة نفرتوم العظيمة التي حكمها ملك ظالم لمدة ثلاثين عاماً, إمتلأت العزبه فساداً وأصبح محصولها بالكامل ملوثاً وإتجه أغلبية شعب المملكه إلى المحاصيل التي تنتجها عزب الممالك المجاوره ذات السماوات المفتوحه أملاً منهم أن يجدوا فيه ضالتهم المنشودة, وتركوا محصول عزبتهم يزيد فيه الفساد والواسطه والرشوه إلى أن فاحت رائحته الكريهة وملأت المملكة.وفي لحظة تاريخية شاء فيها القدر أن يتنحى الملك الظالم عن الحكم بعد أن ثار الشعب ضده وضـد نظامه وحاشيته, بدأ التفكير في كل أمور الدوله ومستقبلها وفي مصير عزبة الإجـرام وزعـيمها أنيس الشقي -الذي كان مشهوداً له بالتقوى والعمل الصالح والسيرة حسنة السمعة, وكان القرار سريعاً وحاسماً بحل العزبه وتحويل زعيمها إلى محكمة الجنايات وحبسه على ذمة التحقيقات, ولكن الشعب الثائر لم يكتف بحبس الزعيم وطالب بمحاسبة فلول العزبة ومن بينهم "شنبي وخضير وفستق" بالإضافة إلى إبراهيم الأقرع الذي طالب بحرق شباب الثورة بل ونزل في مظاهرات مؤيدة للملك المخلوع متناسياً أن شباب المملكه هم من رفعوه على الأعناق وهم السبب في كل ما وصل إليه من سلطة وشهرة. بدأ القلق يسري في قلوب الثلاثه " شنبي وخضير وفستق", وتساءلوا ما هو الحل الآن؟ لقد وقفنا مع الملك الظالم ولكن الشعب إنتصر.. والآن تم تحويل الزعيم الشقي إلى الجنايات وأصبحنا بلا عزبة... كيف نستطيع أن نواجه الجماهير؟ واتفقوا على أن يتقابلوا في المساء لبحث الموقف, بينما لم يكترث الأقرع بكل ما يحدث حوله وتداعيات أفعاله.وعندما حل الليل وصل خضير وفستق مبكراً بينما كان شنبي أخر الحاضرين ودخل مبتسماً ابتسامته الشهيرة قائلاً: " مساء الأنوار.. كيف حالكم؟ رد عليه خضير بثبات "نحن بخير.. ولكن ربما لا نكون بخير مستقبلاً إذا لم نضع تصوراً لما يجب علينا فعله في الفترة القادمة".وهنا بدأت إبتسامة شنبي في الزوال تدريجياً وقال بصوت منخفض أنا لا أعتقد أن المشكله كبيرة إلى هذا الحد, فنحن لم نخرج في مظاهرات تأييد للنظام كما فعل البعض, وكل ما فعلناه أننا حاولنا التهدئه حفاظاً على مصلحة المملكة, فقاطعه خضير قائلاً: " هذا الكلام كنا نضحك به على الناس في الماضي, أما الآن فالشعب لا يمكن أن نضحك عليه بهذه السهولة".فكر شنبي لحظات وقال" إذا لا يوجد سوى حل واحد ,لابد وأن نقوم بتأييد الثورة من الآن, ونهاجم كل فلول حاشية الملك المخلوع, بل ونسخر من أي أشخاص كانوا مؤيدين  له وأصبحوا ضده بعد نجاح الثوره ونصفهم بالمتلونين المنافقين, وبذلك سينسى الناس  تدريجياً كل ما فعلناه وسنرتدي ثوب الوطنيه, خاصة أن نسبة من شاهدونا أيام الثوره قليله جداً نظرا لانشغال شعب المملكة بمتابعة الأحداث السياسية".سادت لحظات من الصمت بعد إنتهاء شنبي من حديثه و بدا على خضير علامات الإقتناع والقلق في نفس الوقت ونظر إلى فستق الذي لم ينطق بكلمة واحدة طوال الجلسة وسأله بعنف لماذا تجلس كالكرسي الذي تحتك؟ هل هذا وقت السكوت؟ تكلم وإعطي لنا حلولاً للخروج من ذلك المأزق الصعب أيها القزم .وكان رد القصير المكير فستق حاسماً " إن أزمتي أكبر منكم بكثير لأنني بخلاف هجومي على الثورة فإن الكثير من مشجعى الفريق الأحمر يضطهدوني بسبب هجومي الدائم على فريقهم والآن زادت الأمور سوء...ولكن لي رأي أجد فيه ضالتنا المنشودة, لقد قام حسنين حتاته -المدير الفني لمنتخب المملكة- بالنزول في تظاهرات لتأييد الملك المخلوع, وهم مقبل بعد فترة قصيرة على موقعة حاسمة أمام منتخب مملكة الجنوب وفي حالة الخسارة فسوف نغيب عن كأس الممالك القادمة, وهنا يأتي دورنا بالهجوم الضاري عليه وسيصفق لنا الشعب بسبب كرههم له بعد فعلته ايام المظاهرات وبذلك نضرب كل العصافير بحجر واحد".كلامك صحيح أيها القصير.. هكذا رد خضير, وأكد أنه سينتهز الفرصه للتحدث حول سئيل حسنين حتاته الذي دخل مجال عملهم بالواسطة وكل الشعب يعرف ذلك, وهنا قاطعه صوت شخص يرتدي نظارة سوداء صائحاً بقوة " إياكم ومحاولة الحديث بسوء حول الملك المخلوع أو محاولة خديعة الناس أيها الأفاقين, أنتم تعرفون من هو  المستشار منحنى مكسور الذي طالما حارب الفساد والفاسدين, وإن لم تصغوا إلي فسوف أظهر كل الأوراق والمستندات التي تدينكم للرأي العام" وتركهم منصرفاً ليسود الصمت لمدة دقيقة... إلى أن قال شنبي ضاحكاً "ملفات؟؟؟... ما اتحرقت كلها" وهنا أخذ الجميع في الضحك بصوت عالي.. ولكن قبل الإنصراف أصر خضير على الإتصال بإبراهيم الأقرع للإستفسار حول نواياه في الفترة القادمة وكانت المكالمه التي تعجب لها الثلاثي بعدما قال الأقرع بكل صرامه أنه سيظل على موقفه وسيبذل كل ما في وسعه ليثبت للجميع أن الثورة لن تفيد شيئاً سوى الهمجية وغياب الأمن وأنه سينتقم من مملكة حورس الخضراء التي تسببت  في إشتعال الثورة في نفرتوم وسيأتي اليوم الذي سيثبت للجميع أن شباب الثورة هم أصل الهمجية في المملكة دون إبداء أي توضيحات عما يدبر له.وبعد انتهاء المكالمة انصرف الثلاثي إلى بيوتهم متفقين على تنفيذ الخطه ومتعجبين من موقف صاحب النظاره السوداء ودفاعه المستميت عن الملك المخلوع حتى هذه اللحظة رغم أنه كثيراً ما وقف ضد الفساد وضد معظم حاشية الملك الظالم, كما تساءلوا فيما بينهم عما يدبر له الأقرع دون القدرة على الوصول لإجابة.وبالفعل تم تنفيذ الخطة بنجاح شديد, وإستطاع شنبي وخضير وفستق الإستمرار في مناصبهم ولم يتأثروا بما فعلوه أيام الثورة, كما إستطاع الأقرع أن يحقق مخططه الخبيث لتلويث صورة الثوار والإنتقام من مملكة حورس الخضراء, إلى أن جاء اليوم الذي تولى فيه ملك صالح شئون المملكة, وهنا تذكر أن شباب مملكته هم فقط السبب وراء وضع التاج على رأسه, وأن أرواح الشهداء دين في رقبته, وأنه قطع عهداً على نفسه بمحاربة الأفاقين والمخربين فصدر قراره بحبس الأقرع بعد ثبوت تورطه في موقعة الجلابيه, كما قام بتطهير عزبة الإجرام من كل الفساد الذي يملأها, وأصدر قراره بإبعاد شنبي و خضير و فستق وسئيل عن العزبة تمامأ, بالإضافة إلى العديد من الشخصيات البارزة, كما قرر تغيير إسمها من عزبة الإجرام إلى وزارة الإعلام.ملحوظه: الكاتب غير مسئول عن أي تشابه بين أحداث القصة أو شخصياتها وبين الواقع, أما أي تشابه قد حدث فهو بالتأكيد "مصلحة".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل