صيحات من اللوعة ممزوجة بامل اللقاء بقلم: محمد اصبيح "حسيني فلسطيني"
صيحات من اللوعة ممزوجة بامل اللقاء بقلم: محمد اصبيح "حسيني فلسطيني" من خلف الحدود والاسوار... ومنعطفات التاريخ ...جلست وحيدا مع الليل واسوداده...والأشواق تطاردني ,ويدور في خاطري هموم وطأة القيد, وتصلب القضبان... والف حارس والف باب موصد... واسلاك واقفال !...فعشقت الصمت المرعب بين ثنايا المتاهات... وعشقت القمر الذي يفقد جماله بين لفائف الاسلاك ... والأضواء المتنصتة على حركتنا وانفاسنا. فكنتم يا زوجتي وابنائي معي في داخل صمتي وآهاتي ... فعشقتكم كما نعشق تسابيح الفجر المعلنة عن بزوغ فجر يوم جديد من الألم والمعاناة... في قفص التيه والضياع... فمزجت هموم القيد بعشقكم, فعشقتكم مثلما تعشق أهداب السنابل لقطرات الندى... فكنتم الوحيدين معي... في داخلي... مع صمتي وأحزاني... ورسمتكم لوحة ملونة داخل قلبي ووجداني ... فاصبحت بكم اعيش على أمل مقدس كقدسية المسيح... وكلما زارني طيف احلامي يرتعش كياني كالواقف بين يدي الرب... فتتلاشى الصورة في مزيج مبهم من الإنفعالات والإضطرابا النفسية... فانتقيت من حروف اللغة ابدعها واجملها ... ومزجتها كلمات عابرة من على أطياف افكاري المشردة...فأرتعش مليون مرة, ويهزني عبير الشوق اليكم... فصرخت في السكون عاليا لا..لا..فعاد ترداد صوتي بـ نعم... لاعود من جديد الى واقعي المر... فتلاطمت خمالتي بين زوايا زنزانتي الضيقة, آه آه ... حتى أحلامنا مغتصبة؟.. فيا أيها الحارس..أأنت إنسان؟..أتملك مشاعر انسانية؟... الا تسمح لي بان اتمتم بصمت...وأنشد بصمت... وأتنفس بصمت... وأقرع قضبان الفجوة بصمت... و,فيرتعد باب زنزانتي من جديد أثر لطم النعال.اه...الى اين.. الى جولة ثانية وثالثة وعاشرة,وتساؤلات جديدية ولكمات شديدة, ونتانة *"الكيس" ... فهل سيصمد جسدي النحيل أمام غطرسة الجلاد وأصفاده وقيوده؟.... فلولا أنني رسمتكم أزهى الأزهار المخملية في زمن الجدب والمحل...وأروع بسمة في جبين زمن البسمات المقيدة... وأروع قصة مدفونة في الأحشاء...وانتشقت روائح شذاكم عبر النسمات المقبلة التي اجتازت المسافات...وتسللت من عبر الجدران والفجوات المعتمة,,,فعادت اليّ حيويتي وعزيمتي... فتكسرت كل الموازين على صخرة الصمود, وأصبح السجان مقيد بكبرياء انتمائي لكل قوافي اللاءات ... وقيدت سجاني بسجن صمتي فلم يعد يجرؤ لسؤالي...لان قوافي الكلمات تحطمت على اعتاب شموخ هامتي فاصبحوا مكبلين باصفاد أصفادي...فحان موسم الحصاد...ولم غلة البيدر,لتنحني لي الحرية من جديد _____ *الكيس:عبارة عن كيس من القماش الخشن الملوث بالفضلات يوضع على راس المعتقل أثناء فترة التحقيق [email protected]
Comments