المحتوى الرئيسى

العلمانية.. ودورها المشبوه

04/04 16:50

بقلم: أ.د. رشاد محمد البيومي ما إن تنفس الناس الصعداء بعد معاناة مريرة من المواجهات القاسية مع النظام البائد وبلطجية الحزب الوطني ومباحث أمن الدولة.. وبعد ملاحقات وهموم الإعلام الحكومي الموجه على الثورة ورجالاتها ووصفهم بأقذع الصفات بدأت أبواق العلمانية بوجهها القبيح تتلون بلونٍ آخر وتدَّعي لنفسها البطولة، وأنها شاركت الثوار ثورتهم وعايشتهم في أصعب أيام حياتهم.   برزت الأقلام المشبوهة تدَّعي لنفسها البطولة وتنصب نفسها في مقام الريادة وتطالب المجتمع المصري الأصيل أن يتخلى عن قيمه وثوابته ليسير فى ركب تلك الترهات التي يدعونها والأباطيل التي يضللون الناس بها يستبدلون العلمانية بالدين.. يجاهدون بلا حياءٍ حصر الدين في المساجد والكنائس؛ ليحتكموا إلى شريعة البشر، يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير.   يتقولون على الدين ما ليس منه ويتصيدون الأخطاء البشرية في بعض الممارسات؛ ليستدلوا بها على مقاصدهم السيئة.   ما أعجب ما أسمع ممن يسمون أنفسهم عبثًا وافتراءً (بالمثقفين) بضرورة عزل الدين عن السياسة؛ لأن السياسة تقوم على الأكاذيب والأحابيل.. وأنا أقول لهم أليس من الأجدر والأمثل والأسمى أن يحكم الإنسان في كل أموره قيم سماوية مفادها الصدق والخوف من الله والعدل والإحسان؟.. أليس الأحسن والأفضل أن نسلك في حياتنا مسارًا حمله رب العزة بكلِّ أنواع الرفعة والتميز لبني الإنسان.. ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)﴾ (الإسراء).   يقولون ويتشدقون بأن السياسة كلها كذب وافتراء وأنها ميكيافيلية المنهج.. أي أن الغاية تبرر الوسيلة.. ونحن نقول لهم لماذا لا نمارس السياسة بصدق وأمانة وشفافية؟.. لماذا لا نتأدب بأدب ديننا الذي يأمرنا بأن نعبد الله كأننا نراه، فإن لم نكن نراه فإنه يرانا؟.. وهكذا يكون في حياة كل مَن يمارس السياسة وغيرها ضمير حي ورقيب يحول بينه وبين ما فوجئنا به في ممارسات النظام السابق من كذب ونهب وسرقة لمقدرات الأمة..   لماذا لا تتسم ممارساتنا بالشفافية والأمانة التي أمرنا بها رب العزة؟   لماذا لا تتسم ممارساتنا بالعدل كما تعلمنا من سيرة عمر بن الخطاب وعمر بن عبدالعزيز؟إن ديننا الذي يأمرنا عبادةً أن نحترم العلم والعلماء ونضعهما في المكان المناسب الكريم الذي يليق بهما.. معلنًا ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (43)﴾ (النحل: من الآية43).   نحن أشد ما نكون حاجة في تلك الفترة الفاصلة من تاريخنا إلى الذين يراعون حق الله في شعوبهم وإلى القيم السامية الراقية التي تعيد إلى أمتنا "التي انتهكت كرامتها" عزتها وأمنها وأمانها.. يلتزم بها كل مَن يتولى مسئولية هذا الوطن السليب الذي تمزقت إمكانياته لذوي الأطماع والمحاسيب.   نحن في أشد الحاجة إلى الالتزام بكلام الله. ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)﴾ (النساء).   ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا (36)﴾ (الأحزاب). -------- * نائب المرشد العام للإخوان المسلمين

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل