المحتوى الرئيسى

اعتذار إلى مصر

04/04 18:16

ياسر أيوب كأنها كانت المعركة الكبرى.. الحاسمة والفاصلة.. التى سعت إليها الكرة المصرية وأرادت خوضها والانتصار فيها لتسترد مكانتها القديمة وكل نفوذها الذى أوشك أن يضيع بعد يناير.. لكن المعركة انتهت للأسف بهزيمة الكرة وخسارتها لما تبقى لها عند المصريين من أرصدة الحب والاحترام والاهتمام.. وبعدما كانت الكرة بالنسبة لكثيرين منا فرحة نخاف ألا نلحق بها.. باتت الآن فضيحة نخاف أن تلحق بنا.. وعلى عكس ما كان متوقعا.. لم تأت ردود الأفعال على فضيحة ما جرى فى استاد القاهرة أثناء مباراة الزمالك والأفريقى كما هو المعتاد والمتوقع.. تبادل للاتهامات وتناثر آراء وتضارب مواقف حسب الهوى والمزاج الشخصى والانتماء للألوان والأسماء.. وإنما كانت ردود أفعال ضاقت فى معظمها باللعبة نفسها.. شعور جماعي بالاستياء والقرف والأسى والخجل.. حتى إن رئيس الوزراء قرر فى لحظة إلغاء الدورى العام لهذا الموسم فلم يلق هذا القرار اعتراضا أو استياء من أحد حتى من أصحاب المصالح المباشرة المرتبطة بالدورى.. فقد الجميع أى حق وأى رغبة فى الدفاع عن الكرة التى خذلتهم كلهم.. وعلى الرغم من أننى فى هذا المكان، وقبل أيام قليلة وكثيرة، طالبت بإلغاء الدورى لأنه مستحيل أن يكتمل فى الظروف التى نعيشها.. فإننى لن أستطيع مثل غيرى إعلان الخصومة مع الكرة وإنهاء علاقتى بها.. وسأبقى عاشقا لهذه اللعبة الجميلة.. لكن لن يدفعنى العشق للقبول بأى شىء ولن يمنعنى من رؤية العيوب.. ولهذا أصرخ اليوم مطالبا بتحقيق حقيقى فيما جرى فى استاد القاهرة.. تحقيق عادل ونزيه دون أى مجاملة أو خوف أو استثناء.. من الذى حرض وخطط وقاد ومن الذى فتح الأبواب ومن الذى أسهم وشارك وأراد وكسب بهذه الفوضى.. وأيا كان من تثبت إدانتهم فلا رحمة أو تهاون وغفران ولا اختلاق لأعذار وتفاسير تعفى من المساءلة والعقاب.. لدينا تصريحات سبقت المباراة ودعاوى للتحريض والجنون والأهم لدينا لقطات كثيرة ترصد تفاصيل ما جرى وكل الذين نزلوا إلى الملعب يريدون تحطيم وتشويه كل شىء والاعتداء على أى أحد فى سلوك همجى فاضح ومشين.. ولست هنا أريد القيام بدور القاضي فأستبق هذا التحقيق وأحدد الجناة وأختارهم حسب هواى ورؤيتى الشخصية.. ولكننى سأسكت احتراما لهذا التحقيق وانتظارا لنتائجه.. ولن أسكت بعدها إن قيل لى إنهم بسطاء مضحوك عليهم أو طلبة قد يضيع مستقبلهم.. كما أرجو أن يحترم التحقيق أيضا ويسكت كل هؤلاء الذين بدأوا يعلقون كل الخطايا على الشماعات الجديدة فى حياتنا.. الثورة المضادة.. فلول الحزب الوطنى.. المجرمون الذين ليسوا وراء القضبان ولا يريدون الخير لهذا البلد.. فنحن بهذا الفكر نسهم فى مزيد من تخريب هذا البلد وتدميره.. فما جرى فى استاد القاهرة جريمة ولابد من متهمين نحاسبهم وهم داخل قفص الاتهام.. وجوه وشخوص وأسماء حقيقية وليس مجرد تلك التعابير والشماعات والتبريرات سابقة التجهيز التى أصبحت جاهزة وحاضرة على ألسنة الكثيرين.. وأرجوكم ألا تخلطوا بين ما جرى فى الاستاد وأى قضايا كروية أخرى حتى لا تختلط الملفات وتضيع الحدود والفواصل.. انتظروا أولا التحقيق الجنائى فيما جرى حتى تتأكد الإدانة وتنتهى المحاكمة العادلة ثم التفتوا لإصلاح نظام كروى فاسد أو إصلاح أحوال إعلام رياضى يحتاج هو الآخر إلى ثورة تطهير وتغيير.. أرجو أيضا أن تكونوا قد أدركتم زيف ما كان يقال لكم حول لجان شعبية وروابط مشجعين هى التى ستحمى الكرة وملاعبها ومبارياتها.. فأصحاب تلك الدعاوى تعاملوا مع الأمن وكأنه من رفاهيات الحياة التى من الممكن الاستغناء عنها وثبت أن ذلك غير صحيح. وفى النهاية.. إذا كان رائعا أن نتوجه كلنا بألف اعتذار صادق وحقيقى لتونس وأهلها ولأى ضيف كان فى بلادنا وعجزنا عن استضافته بأمان واحترام.. فإننى أتقدم باعتذار أهم ولكن إلى مصر نفسها.. فالإساءة الأكبر كانت لمصر والوجع الحقيقى والباقى هو وجع مصر وكل المصريين. * نقلاً عن "المصري اليوم"

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل