المحتوى الرئيسى

الرئيس السـورى الذى أعرفه

04/04 10:48

بقلم: ديفيد ليش 4 ابريل 2011 10:34:42 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; الرئيس السـورى الذى أعرفه  أين كان الرئيس السورى بشار الأسد الأسبوع الماضى؟نظم آلاف السوريين فى أنحاء البلاد مظاهرات ضد الحكومة، وتردد أن عشرات المتظاهرين قتلوا على أيدى قوات الأمن. ويوم الثلاثاء أقيلت الحكومة، وهى مع ذلك، لفتة لا معنى لها، ما لم يتبعها إصلاح حقيقى. وفى أثناء ذلك، ظل الرئيس الأسد صامتا حتى أن شائعات ترددت حول الإطاحة به، ولكن بينما كان السوريون فى أمس الحاجة إلى القيادة، لم يتضح بعد نوع القائد الذى سيكونه الأسد.هل سيكون على مثال والده، حافظ الأسد، الذى منح خلال ثلاثة عقود من حكمه لقوات الأمن حرية مطلقة تقريبا من أجل الحفاظ على النظام، وأجاز القمع الوحشى لانتفاضة إسلامية عنيفة أوائل الثمانينيات؟ أم أنه سيجدها فرصة لدفع سوريا فى اتجاه جديد، وفاء للوعد الذى أخذه على نفسه عندما تولى الرئاسة عقب وفاة والده عام 2000؟وتشير خلفية الأسد إلى أنه قد يسير فى أى من الاتجاهين. فهو طبيب عيون درس فى لندن، وبارع فى استخدام الكمبيوتر، يحب الألعاب التكنولوجية الغربية، وكانت زوجته أسماء المولودة فى بريطانيا لأبوين سوريين، تعمل مصرفية فى مؤسسة جيه بى مورجان. ومن ناحية أخرى، يعتبر الأسد أحد أبناء الصراع العربى الإسرائيلى والحرب الباردة. ويؤمن بشدة أن لبنان ينبغى أن يظل داخل مجال النفوذ السورى، على خلاف المصالح الأمريكية، وهو ابن الطائفة العلوية الإسلامية الأقلية التى خاضت صراعا على السلطة السورية منذ عقود.وفى عامى 2004 و2005، بينما كنت أؤلف كتابا عن الأسد، أجريت معه لقاءات طويلة، وبعد نشر الكتاب، واصلت الالتقاء به كضابط اتصال غير رسمى بين سوريا والولايات المتحدة عندما تدهورت العلاقات بين البلدين. وفى ذلك الوقت، رأيت الأسد وقد صار رئيسا واثقا من نفسه، صقلته المعارك.وشهدته أيضا وهو ينغمس فى نظام سورى خامل. وعلى نحو بطىء، استبدل المشكوك فى ولائهم بحلفاء فى الجيش وقوات الأمن وفى الحكومة. لكنه لم يمتلك قوة مطلقة. حيث كان عليه أن يساوم جيوب المقاومة داخل الحكومة ومجتمع الأعمال ويتفاوض معها ويتحايل عليها من أجل تطبيق إصلاحات، مثل السماح بالبنوك الخاصة، وإنشاء بورصة أسهم، وهو ما سيحول النظام السورى القائم على الديمقراطية إلى اقتصاد موجه أكثر نحو السوق.غير أن الأسد كان يتغير أيضا بمرور الوقت. وعندما التقيته خلال الاستفتاء الرئاسى عام 2007، كان يبدى ارتياحا كبيرا لأن الشعب أحبه حقا. ولا شك أن التأييد المتدفق للرئيس الأسد كان من الممكن أن يثير الإعجاب لو لم يكن هو المرشح الوحيد، وإذا لم يكن نصف هذا التأييد مرتبا. وكعادة القادة المستبدين، كان قد بدأ يساوى بين مصالحه ومصالح بلاده، وعزز أتباعه الفكرة. وبدا واضحا أنه سيكون رئيسا مدى الحياة.غير أننى أعتقد أن نواياه كانت جيدة، وإن عبر عن ذلك بصورة غير ملائمة أحيانا. وحتى مع تصاعد العنف هناك، يجدر تذكر أن سوريا ليست ليبيا والرئيس الأسد ليس العقيد معمر القذافى. وقمع المتظاهرين لا يعنى بالضرورة أنه يحكم قبضته على السلطة، فربما كان البوليس السرى، الذى تمتع بسلطات هائلة طويلا، هو المتحكم فى الأمور. فضلا عن أن العناصر المناوئة للأسد ينبغى أن تكون منتبهة لما تريد.حيث تتسم سوريا بالتنوع العرقى والدينى، ومن الممكن أن تتعرض للانهيار مثل العراق فى حالة الإطاحة المتهورة بالسلطة المركزية. ولهذا تريد إدارة أوباما أن يظل فى السلطة، حتى وهى تنصحه باختيار طريق الإصلاح.ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الأسد يوم الأربعاء إلغاء قانون الطوارئ، الذى ظل يستخدم طوال 50 عاما تقريبا لخنق معارضى النظام. ولكن عليه اتخاذ خيارات صعبة أخرى، منها تحديد فترات الرئاسة، وتفكيك الدولة البوليسية. وهو يستطيع تغيير مسار سوريا إذا تخلى عن الوضع الذى صار مريحا له للغاية.وربما يكون الاضطراب فى سوريا قد أتاح للرئيس الأسد فرصة أخيرة، ليصبح أكثر من مجرد ابن حافظ الأسد.إضافة من الكاتب:ينتشر فى العالم مستبدون ينسبون مشكلات بلادهم إلى «مؤامرة» و«أعداء» مجهولين. ولكن عندما قال الرئيس بشار الأسد ذلك فى خطابه الذى طال انتظاره، فقد كان يعرض فقط عقلية سورية تآمرية معتادة، من شأنها التأثير على مواطنيه المستعدين بالفعل لتصديقه. غير أنه يتجاهل تماما ما يعانيه المواطنون العاديون من الإحباط الحقيقى الاقتصادى الاجتماعى، والسياسى، والشخصى، الذى تسبب فى الاحتجاجات.وتحدث الرئيس الأسد عن بعض الإصلاحات بطريقة غامضة مخيبة للآمال، من المستبعد أن تؤدى لإخماد المظاهرات. وليس هناك من ينكر صعوبة إعلان إصلاحات جدية، ناهيك عن تنفيذها فى بلد مثل سوريا. ولا شك أن الأسد سيكون عليه المواءمة بين مجموعة من المصالح القوية للبلاد لإنجاز أى شىء. بيد أنه كانت لديه الفرصة بهذا الخطاب لتكوين كتلة حاسمة من الدعم الشعبى للإصلاح فى مواجهة كتلة حاسمة تكونها المعارضة ضده قد تقلل من قيمة أى شىء يقوله وتجعله متأخرا للغاية. غير أنه لم يفعل ذلك للأسف.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل