المحتوى الرئيسى

القطري بن همام في مهمة كسر همينة الغرب وتولي رئاسة الفيفا

04/04 23:35

دبي – يزن أحمد قبل شهرين بالتمام من موعد انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، حسم رئيس الاتحاد الآسيوي للعبة القطري محمد بن همام أمره، وقرر دخول معترك الانتخابات أمام السويسري جوزيف بلاتر، الرئيس الحالي والرجل القوي في هذه المؤسسة الكبيرة، والذي يُمنّي النفس بولاية رابعة، كانت تبدو على مرمى حجر منه، قبل أن تأتي المفاجأة من أقرب المقربين له. قبل عدة أشهر ماضية، لم يكن إسم محمد بن همام وارداً بشأن المنافسين المحتملين لجوزيف بلاتر على رئاسة الفيفا، فهما صديقين حميمين وعلاقتهما قوية إلى حد دفع البعض للتأكيد أنه لولا دعم بن همام وعلاقاته الواسعة لما فاز بلاتر في الولايتين الأولتين على حساب المخضرمين السويدي لينارت يوهانسون والكاميروني عيسى حياتو. لكن أصدقاء الأمس أصبحا أعداء اليوم، ولعل في التصريحات النارية الأخيرة لهما، وتشكيك كل منهما بنزاهة الآخر، ما يؤكد أن مصطلح العداوة ليس مبالغاً به، رغم حرص بن همام على القول بأنه سيظل صديقاً لبلاتر بغض النظر عن التنافس المحموم بينهما حالياً على رئاسة الفيفا. ورغم قوة ودهاء "الثعلب" بلاتر وتجربتيه السابقتين الناجحتين أمام يوهانسون (1998) وحياتو (2002)، فإن تجاوزه لبن همام لا يبدو سهلاً على الإطلاق، ويرى مراقبون أن كل المؤشرات تؤكد أن القطري سيكون الرئيس القادم لـ"جمهورية الفيفا" ليكون بذلك أول رجل من خارج أوروبا أو أمريكا الجنوبية يصل لهذا المنصب. فمحمد بن همام يتمتع بعلاقات قوية جداً في مختلف قارات العالم، وقد تمكن خلال السنوات التي أمضاها رئيساً للاتحاد الآسيوي من إحداث تطور هائل في القارة الصفراء التي أصبح يُنظر إليها على أنها مستقبل كرة القدم في العالم، كما أنه يملك المال الذي سيُمكنه من تدشين حملة إعلامية كبيرة، وفي هذا الصدد يعتمد بشكل كبير على المليونير الكوري الجنوبي مونغ جون تشونغ عضو اللجنة التنفيذية السابق بالفيفا، والطامح لإسقاط بلاتر بأي ثمن. كما أن بن همام يصغر بلاتر بـ13 عاماً، وهو عامل مهم وفق بعض المراقبين الذين يرون أنه سيضيف الكثير للفيفا في حال نجح بالوصول إليها، بعكس بلاتر الذي توقفت عجلة تطور الفيفا في السنوات الأخيرة من عهده، حيث استُنفذ ولم يعد يملك شيئاً جديداً ليضيفه، على الأقل بحسب تصريحات بن همام. "عاشق الكرسي" السويسري جوزيف بلاتر وتأخذ كثير من الاتحادات الوطنية في العالم على بلاتر حرصه على كرسي رئاسة الفيفا بأي ثمن وبغض النظر عن المبادئ، فهو حين انتُخب في عام 1998 لخلافة البرازيلي جواو هافيلانج وعد بالبقاء لولايتين فقط (ثماني سنوات)، بيد أنه تنصل من تلك الوعود، ومدّد لولاية ثالثة (بالتزكية)، ويطمح الآن لولاية رابعة، يقول أنها ستكون الأخيرة. ولعل هذه النقطة بالذات تصب أيضاً في مصلحة بن همام، إذ أن بعض الاتحادات تأمل وجود شخصية جديدة مكان بلاتر الذي أُحيطت به العديد من قضايا الفساد والرشوة وغير ذلك من الاتهامات التي لطّخت سمعة الرجل. في المقابل، يتمتع بن همام بالاحترام داخل اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي، إذ يشغل منصبه فيها منذ عام 1996 ولعب دوراً كبيراً في حصول بلاده على شرف استضافة كأس العالم 2022، وهو رئيس مشروع الهدف المخصص لمساعدة الدول النامية، إذ تحصل هذه الدول على مساعدات مالية لبناء مقرات لها أو ملاعب تدريبية وغيرها. وفضلاً عمّا سبق، فإن ما شجع بن همام على خوض هذا الغمار هو الدعم المسبق الذي وعدت إنكلترا بتقديمه لكل من ينافس بلاتر على رئاسة الفيفا، وهو أمر لا يعني أن صوتاً جديداً سيحصل عليه المرشح العربي فحسب، بل "حزمة" كاملة من الأصوات الخاصة بدول "الكومنولث" قد تكون من نصيب بن همام بالنظر لإمكان تأثير الإتحاد الإنكليزي على بعض تلك الدول. وشعر المسؤولون في الاتحاد الإنكليزي بغضب شديد تجاه بلاتر على خلفية عملية التصويت على اختيار الدولة المنظمة لكأس العالم 2018 والتي حظيت بشرف تنظيمها روسيا، في حين نالت إنكلترا صوتين فقط في التصويت الذي جرى في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول الماضي في زيوريخ. "عرّاب الكرة الآسيوية" القطري محمد بن همام ولد القطري محمد بن همام العبدالله في الثامن من مايو/ أيار عام 1949، وشغل عدة مناصب محلية وآسيوية وعالمية، بدأها برئاسة نادي الريان القطري من 1972 وحتى 1987، وفي الوقت ذاته شغل مركز رئيس الاتحاد القطري للكرة الطائرة وكرة المضرب من 1979 إلى 1983، ثم اختير رئيساً لاتحاد كرة القدم من 1992 إلى 1996 قبل أن يتم تعيينه عضواً في مجلس الشورى القطري بقرار من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عام 1996. على الصعيد الآسيوي، انتُخب بن همام عضواً في اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 1996، كما ترأس سابقاً اللجنة المالية للاتحاد، قبل أن يتقلد رئاسة الاتحاد الآسيوي كأول شخصية عربية عام 2002 ويستمر به حتى الآن بعد بفوزه بولاية ثالثة بالتزكية عام 2011 وحتى 2015. أما في الاتحاد الدولي "فيفا"، فقد دخل بن همام اللجنة التنفيذية للفيفا عام 1996 ثم أُعيد انتخابه عام 2000، وهو عضو حالي في اللجنة المالية، ويشغل أيضاً رئاسة مشروع الهدف التابع للفيفا، كما كان عضواً في اللجنة المنظمة لكأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. وشهدت الكرة الآسيوية نهضة كروية كبيرة منذ أن تسلم بن همام منصبه، خصوصاً الرؤية الآسيوية التي وُضعت للارتقاء بمستوى الكرة في آسيا، وإطلاق دوري أبطال آسيا للمحترفين في نسخته الجديدة بحسب معايير معينة والتزام بدفتر شروط، إضافة إلى دوره في ضم أستراليا إلى كنف الاتحاد الآسيوي. يُشار إلى أن انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم ستجري في الأول من يونيو/ حزيران المقبل في مدينة زيوريخ السويسرية، ويشارك في عملية التصويت الاتحادات الوطنية الـ207 المنضوية تحت لواء الفيفا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل