المحتوى الرئيسى

سمير زاهر‏...‏ وجوه كثيرة

04/04 05:34

لم تمر ساعات علي بقاء سمير زاهر في منصب رئيس اتحاد الكرة بعد نهاية جمعة التطهير والمظاهرات المليونية دون فقدانه لمنصبه حتي مرت مصر بمحنة البلطجة في ستاد القاهرة‏,‏ وتهديد أرواح لاعبي الأفريقي التونسي قبل نهاية لقائه مع الزمالك‏..‏ بالرغم من شدة المحنة وصدمة العقوبات المنتظرة في حق الكرة المصرية إلا أنها كتبت حقيقة جديدة وهي ضرورة البدء في تطهير الوسط الكروي ويبرز اسم سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة الحالي وعضو الحزب الوطني المطعون في شرعيته وعضو مجلس الشوري المنحل‏..‏ فهو في عيون الملايين المسئول الأول عن المحنة لإصراره علي احياء لعبة إلهاء الشعب في وقت عصيب‏,‏ وكذلك ترقب الثمن الباهظ المنتظر أن تدفعه البلاد من عقوبات لأحداث البلطجة‏.‏ وأجبر سمير زاهر الملايين في مصر الآن علي عدم انتظار رحيله عن منصبه لاشعار آخر‏,‏ وتقديم الوجه الحقيقي لرجل النظام السابق في الكرة المصرية‏.‏  قاد مكانة مصر للحضيض تخصص معارك خاسرة ليست مبالغة بتراجع مكانة مصر إقليميا وقاريا وعالميا علي صعيد إدارات كرة القدم منذ قدوم سمير زاهر لتولي منصب رئيس اتحاد الكرة في يونيو‏2005‏ زاهر بحكم المنصب فقط يفترض بأنه الأب الشرعي لكرة القدم المصرية وحاملا مكانة عظيمة وقيادية تتربع بها مصر علي قمة الهرم الكروي إقليميا وقاريا‏,‏ لكنه في وجوده تراجعت تلك المكانة وتعرضت المؤسسة الكروية المصرية إلي خسائر معنوية وكروية بالجملة في عهد سمير زاهر كان التراجع الإداري المصري حقيقة ملموسة بسبب تصرفاته الشخصية وسعيه وراء مصالح وتنفيذا لرغبات الكبار ممن قاموا بحمايته في العديد من الأزماتي علي الصعيد الإقليمي فقدت مصر بسبب سمير زاهر منصب النائب الأول لرئيس الاتحاد العربي لكرة القدم وهو منصب ضاع عبر انتخابات شرعية فشل فيها زاهر في الحصول علي أصوات رؤساء الاتحادات العربية بما يمنحه الأغلبية لتعاطفهم في المقام الأول مع منافسه الجزائري وقتها محمد روراوة بعد الاتهامات وحملات تشويه السمعة التي مارسها زاهر ضد روراوة خلال فترة لقاءات المنتخبين المصري والجزائري في التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال‏2010,‏ ولولا جهد هاني أبو ريدة نائب رئيس اتحاد الكرة وعلاقاته الطيبة ما حافظت مصر علي مقعدها في عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد العربي‏,‏ والغريب أن زاهر حاول تحميل أبو ريدة فيما بعد مسئولية فقدان مصر لمنصب النائب الأول لرئيس الاتحاد العربي‏,‏ المثير أيضا أن تلك الانتخابات وتداعيات نتائجها كشفت عن صفقات سرية كان يبرمها زاهر قبل صدامه مع محمد روراوة تتمثل في تدول المنصب بين الرجلين منذ منتصف العقد الماضي‏,‏ وأن الدور كان مفترضا أن يذهب إلي زاهر في الخطة الماضية‏,‏ ولكن خروجه عن النص في أزمته مع روراوة دفعت الأخير للانتقام‏,‏ وظهر الحجم الطبيعي لزاهر في الاتحاد العربي مع الأخذ في الاعتبار أن الاتحاد غير معترف به دوليا ولا توجد مسابقات رسمية للأندية والمنتخبات العربية‏.‏ وعلي الصعيد القاري حدث ولا حرج عن صفقاته التي قللت من شأن مصر في إفريقيا‏,‏ فعندما كانت أيامه ـ خوالي ـ مع محمد روراوة وقبل أن يسترد الأخير منصب رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم‏,‏ وافق زاهر علي إقامة بيزنس إنشاء اتحاد شمال إفريقيا لكرة القدم‏,‏ وهو اتحاد يضم في عضويته اتحادات دول الشمال الإفريقي مصر وليبيا والجزائر وتونس والمغرب المفترض أنها أعضاء بالاتحاد العربي لكرة القدم وتأسيس الاتحاد في أواخر عام‏2006‏ ومطلع عام‏2007‏ وفاجأ زاهر الجميع بتنازله عن حق مصر في تولي رئاسة الاتحاد في أول ظهور له ومباركة ذهاب المنصب إلي روراوة وتولي زاهر الجانب التسويقي الخاص بالاشراف علي إقامة بطولات للأندية والمنتخبات بدول الشمال والغريب أنه عندما اصطدم زاهر مع روراوة فقدت مصر وجودها الحقيقي في الاتحاد بل وصدرت عقوبات مدوية ضد إبراهيم حسن مدير الكرة السابق بالمصري البورسعيدي وايقافه عن مزاولة النشاط لـ‏5‏ أعوام وهي العقوبة التي تعرض بعدها روراوة لضغوط من أجل تخفيضها لعام ونصف العام‏.‏ وعلي الصعيد القاري‏,‏ خرج سمير زاهر من عباءة الكاميروني عيسي حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم‏,‏ ولم ينجح في إحداث تواصل مع الرجل الحاكم للكرة السمراء في العقود الثلاثة الأخيرة‏,‏ في ظل فهم حياتو لطبيعة شخصية زاهر ـ غير القيادية وغير المؤثرة ـ إلي حد أنه لم يطرح اسمه ضمن المرشحين لخلافته وتصدرها من الجانب المصري هاني أبو ريدة نائب زاهر‏.‏ أما العلاقة بين اتحاد الكرة وجوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم فتكشف عن مهزلة بكل المقاييس سببها سمير زاهر نفسه الذي لا يجيد فنون الإدارة سمير زاهر فرض علي اتحاد الكرة عام‏1998‏ عندما كان رئيسا له التصويت لجوزيف بلاتر ضد ليفهارت يوهانسين رئيس اليوفا في انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم‏,‏ وظل يردد مكاسب تنتظر الكرة المصرية في حال مساندة بلاتر مثل الفوز بملف تنظيم كأس العالم بعد ظهور بلاتر واعلانه تداول إقامة البطولة بين قارات العالم‏,‏ بل وقدم زاهر نفسه مع سحر الهواري أحد أهم أعوانه في عمله بالجبلاية أصحاب نفوذ لدي بلاتر‏,‏ وتمر الأعوام دون أن تجني الكرة المصرية أدني استفادة حقيقية من اظهار الولاء لبلاتر‏,‏ فعندما حازت مصر علي شرف تنظيم كأس العالم للشباب عام‏2009‏ تم الأمر بناء علي تربيطات قام بتنفيذها هاني أبو ريدة وعندما حصلنا علي حق تنظيم أمم إفريقيا عام‏2006‏ كان للعلاقة القوية بين عيسي حياتو من جهة واللواء حرب الدهشوري رئيس اتحاد الكرة بين عامي‏2004,2000‏ وهاني أبو ريدة من جهة ثانية‏,‏ والأخطر من ذلك هو الهزائم التي تعرضت لها الكرة المصرية في الملفات التي تولي إداراتها سمير زاهر مثل ملف الشكوي الجزائري الذي شهد توقيع عقوبات تأديبية ومالية علي اتحاد الكرة وقيام زاهر بالتوقيع علي تعهد بمنع تعرض أي بعثات كروية للاعتداء الجماهيري أو المضايقات في القاهرة والاقصاء من المونديال في حالة حدوثه ووقتها ذهب سمير زاهر إلي سويسرا ببعثة رسمية كان أبرز أعضائها اصطحابه مترجما له علي نفقة الدولة متعهدا بالحصول علي الحقوق المصرية الضائعة في الأزمة الشهيرة مع الجزائر وعاد كالتلميذ البليد بعد خسارة القضية وتكبد الدولة غرامة مالية ضخمة بخلاف تكاليف الرحلة إلي سويسرا من سفر وإقامة وتنقلات‏,‏ وهذا هو الحجم الحقيقي لاتحاد كرة يترأسه سمير زاهر في الإقليم والقارة والعالم‏.‏  لاعب مغمور تحول لموديل إعلانات شعاره‏:‏ نفسي‏..‏ ومن بعدي الطوفانسمير زاهر هو من يستفيد دائما وليس الكرة المصرية‏..‏ وسمير زاهر هو أبرز مسئول كروي ظهر علي الساحة يجيد فن عقد الصفقات والتربع علي المقاعد القيادية والصعود الرهيب في المناصب دون أن يكون هناك له مشروع يخدم الكرة المصرية أو سياسة طويلة الأجل تخدم من يأتي بعده في مناصبه‏.‏ سمير زاهر عرف في الستينيات من القرن الماضي كلاعب كرة في دمياط صادفه التوفيق بالانتقال إلي الأهلي وارتداء قميصه الكروي في عدد محدود من المباريات بعد اكتشاف ضعف قدراته الفنية وساعده القدر أن يعتزل الكرة وهو لاعب في الأهلي وبالخامسة والعشرين من عمره بسبب نكسة يونيو‏1967‏ وتوقف النشاط الكروي‏..‏ بعدها اختفي اسمه لأكثر من عقدين في الوسط الكروي قبل أن يعاود الظهور في أواخر الثمانينيات بالاقتراب من اللواء حرب الدهشوري‏,‏ وخلال فترة الاختفاء عن الكرة عمل زاهر في مجالات مختلفة أبرزها عمله كموديل إعلانات في شركات حسن أبوالفتوح رئيس نادي الزمالك السابق‏.‏ وظهر سمير زاهر جنبا إلي جنب اللواء حرب الدهشوري كعضو لمجلس الإدارة ومسئول عن تنمية الموارد عام‏1992,‏ ثم صعد إلي منصب نائب رئيس الاتحاد الوكيل وقتها في انتخابات‏1993‏ مستفيدا من وجوده في قائمة حرب وظل يؤدي دور الرجل الثاني بلا بصمات حقيقية حتي جري حل المجلس عام‏1996‏ وظهر في العام التالي رئيسا للاتحاد‏.‏ وفي الولاية الأولي تم تدمير قاعدة الناشئين والشباب حيث فشل منتخب الشباب مواليد‏1977‏ و‏1979‏ في الصعود لمونديال كأس العالم‏..‏ نفس الأمر إلي منتخبات الناشئين‏.‏ ونسب إلي نفسه الفضل في احراز المنتخب الوطني لقب كأس الأمم الأفريقية عام‏1998‏ ببوركينافاسو التي ذهب إليها المنتخب وسط تصريحات من محمود الجوهري المدير الفني تفيد احتلالنا للمركز الثالث عشر وانتهت ولاية زاهر بالاقالة بعد الخروج المهين من الدور الأول لكأس العالم للقارات بعد الخسارة من السعودية‏5/1‏ واختفي مرة أخري لمدة‏4‏ أعوام قبل أن يعود للظهور لاستعادة منصب رئيس الاتحاد عام‏.2005‏ وخلال الدورة الأولي‏2008/2005‏ ومن بعدها الدورة الثانية‏2008‏ مستمرة إلي الآن كان أهم ما يميز سمير زاهر انطلاقه في عالم إبرام الصفقات وممارسة البيزنس بحماية من الحزب الوطني‏.‏ واللافت للنظر في أعوامه الستة الأخيرة قيامه بمنحه المناصب وفقا لمدي قوته فهو عندما يلاحق مثل هذه الأيام بدعاوي تطالبه بالتنحي وتطالبه بالاستقالة يذهب لاستقطاب أحد المعارضين وهو إيهاب صالح لتولي منصب المدير التنفيذي لاتحاد الكرة رغم الاتهامات العنيفة التي وصلت إلي حد التشكيك في ممارسات مالية بين الرجلين‏,‏ وعندما يكون مسيطرا كما كان الحال في عهد حسني مبارك يستقطب رجاله مثل صلاح حسني ومن بعده عزمي مجاهد‏.‏ وعندما تتعارض مصالحه مع زملائه في المجلس يتكرر السيناريو‏..‏فهو يختلف مع هاني أبوريدة نائب الرئيس بسبب صداقة الأخير لمحمد بن همام ومساندته للقطري عند إعلانه خوض انتخابات رئاسة الاتحاد العربي ضد الأمير سلطان بن فهد الذي ينتمي له زاهر تجد الأخير يضع العقبات أمام أبوريدة في مزاولة مهام عمله كنائب ويدفعه للاستقالة‏,‏ لكنه يعود ليصالحه عندما يكتشف رفض الجمعية العمومية لرحيل أبوريدة ومناصب الأخير القارية والدولية التي تمنحه مساندة إعلامية‏.‏ باستثناء أبوريدة لم يرفض زاهر طلبا لأعضاء مجلسه مثل إشراف مجدي عبدالغني علي لجنة شئون اللاعبين‏,‏ وهيمنة حازم الهواري علي الكرة الخماسية‏,‏ ويعرف السر في ضعف شخصيته هو التلويح المستمر من جانب الأعضاء بفضح المستور في بيزنس الجبلاية كما يتردد في الكواليس‏..‏ وآخر ضحايا زاهر هو محمود طاهر الذي سانده في إزمة أبعاده عن الجبلاية ثم انقلب عليه‏.‏  

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل