وقفـةالجريمة والعقاب

وما حدث ليس له علاقة بالرياضة من قريب أو بعيد‏,‏ ولا يمكن القبول بأي مبررات لهذا التشويه الفاضح في وقت يقدم فيه الشعب التونسي الشقيق الدعم والعون لعدد هائل من المصريين القادمين عبر الحدود مع ليبيا‏,‏ ورأينا كيف سارع الشباب هناك ومن تلقاء نفسه الي نقل الخيام المستخدمة في الاعتصامات والاحتجاجات بالمدن التونسية لتكون تحت تصرف هؤلاء الفارين من الحرب الليبية إضافة لكل ما يملكه هذا الشباب التونسي الرائع من أموال للانفاق علي تلك المساعدات خاصة للمصريين بعد أن جمعت روح الثورة بين الشعبين‏.‏ جريمة نكراء تبعث علي الحيرة في توقيتها ووقائعها التي اذيعت علي الهواء مباشرة لترسم علامات استفهام كبيرة يجب حسم الاجابة عليها من خلال تحقيقات جادة بدأت بالفعل بتعليمات المجلس الأعلي للقوات المسلحة‏,‏ ولن يهدأ الرأي العام في مصر الا بالتعرف علي مرتكبيها والمحرضين عليها أيا كانوا ولتوقيع الجزاء الرادع الذي يتناسب مع حجم الضرر الذي أصاب صورة مصر وشبابها بعد الثورة‏.‏ نريد العدالة الناجزة والحاسمة والسريعة حتي تطفئ حالة الغضب المستعرة في القلوب والعقول‏,‏ وحتي يدرك الجميع أن لا أحد فوق القانون وأن الحساب قادم لكل من تسول له نفسه العبث بتلك الجرأة المتناهية والوقحة‏.‏ وما نقوله يعني ضرورة الوصول الي جذور وأسباب ما حدث وليس تقديم بعض من شاركوا في الجريمة ونترك من خطط لها‏.‏ لقد ساهم التحرك الرسمي السريع في تخفيف وقع ما حدث علي الأشقاء وكان الأمر اللافت والمثير للإعجاب الرسائل المتبادلة عبر الانترنت بين شباب البلدين حيث أكدت الوعي الكامل بما يدور حولهم‏,‏ بل إن العدد الأكبر من الشباب التونسي كان يقول للمصريين لا تقلقوا‏,‏ نحن نحب مصر ولن نسمح بتعكير الصفو فيما بيننا‏.‏