المحتوى الرئيسى

أحداث في الأخبار

04/03 23:18

طائر الفساد العنيد أخطر ما يقض مضاجع المصريين الآن, أن الفساد مازال يورق ويزدهر رغم انفجار الثورة. إن أهم سمة من سمات الفساد( أو قل سر أسرار عبقريته) أنه قادر علي تخليق نفسه من جديد أولا بأول, وكأنه طائر الفينيق الأسطوري الذي ما إن يموت حتي يعود فيولد من جديد. وخذ عندك هذه الأمثلة إن شئت: بعض رجال الأعمال عندنا- وليس جميعهم- حصلوا علي أراضي الدولة بنصف جنيه للمتر في العصر الغابر, بحجة أنهم سوف يستصلحونها ويزرعونها لزوم خطط التنمية المزعومة, فإذا بهم يصقعونها ويبيعونها بمئات الملايين, وعندما قامت الثورة وانكشف فسادهم راحوا يعرضون علينا رد فارق السعر. لا يا شيخ! هل سترد حقا الفرق بين نصف الجنيه والـ4 آلاف جنيه التي بعت بها المترالواحد أم أنه طائر الفينيق العتيد يحاول أن يبعث من جديد ؟ ثم انظر إلي رجال سياسة العصر الغابر.. ماذا يفعلون. لقد تخفوا في ثوب البراءة المصطنعة, وراحوا يهتفون: والله لقد قلنا للرئيس الراحل, وحذرناه هو وابنه, لكنهما كانا عن كلامنا غافلين! وها هي الوجوه نفسها تعد العدة للانقضاض علي الحكم في صورة طائر فينيق جديد! وانظر- متعك الله بطول النظر ونقاء السريرة- إلي السادة المتلونين في وسائل الإعلام( الحكومي منها والخاص!) ولاحظ كيف دخلوا غرفة المكياج, هكذا بكل بجاحة, وخلعوا قناع أنس وصفوت وعز, وارتدوا قناع ميدان التحرير, وكأننا نحن جمهور المشاهدين والقراء, لاسمح الله, مختومون علي أقفيتنا, أو دققنا العصافير! وماذا نفعل يا تري إزاء طائر الفينيق الفاسد المتأصل فينا هذا؟ بسيطة.. لا نسمح له بالتواجد أو التكاثر, وذلك بتعريض كهفه السري المظلم للنور. إن الطائر الآثم لا يمارس طقوس تلاقحه المحرمة إلا في الظلام, فإن أنت دلقت عليه الشمس, أو دققت قلبه بأوتاد الحقيقة, ذاب وتهاوي وذوي. تعالوا- كل من يسمع منا أو يري أو يشم رائحة فساد ما- نسلط عليه الضوء.. وسوف يموت, وساعتها سنشعر بحلاوة الثورة, إلا إن كنتم أنتم لا تريدون له أن يموت! هل حقا تريدون ؟ المزيد من أعمدة سمير الشحات

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل