حگاية في رسالة محمد.. رصاصة في القلب!!
كتبت مايسة عبدالجليل:مضت ساعات الليل وكادت الشمس أن تشرق.. وأسرة مجدي لم يغمض لها جفن انتظارا للابن الغائب.. فقد خرج محمد منذ الصباح الباكر كعادته قاصدا مصنع الملابس الداخلية بشبرا حيث يعمل ولكنه لم يعد.. محاولات مستميتة علي هاتفه المحمول بلا مجيب.أوهام وأفكار تعصف بالأب وسؤال حائر لا يجد اجابة.. أين ذهب محمد وسط هذا الجو العاصف والمظاهرات الصاخبة والنفوس الغاضبة وكيف الوصول الي الابن العائل الوحيد للاسرة بعد ان اقعد المرض الأب.لم تحتمل الأسرة المزيد من القلق خرج الأب هائما علي وجهه يبحث عن محمد.. طاف بأقسام الشرطة فلم يفده أحد بكلمة.. قادته قدماه المضطربتان الي مستشفي ناصر العام بشبرا يتصفح الوجوه.. لم يكن بينها وجه محمد.. قالوا له ابحث في الثلاجة.. كلمة قاتلة انقبض لها قلبه ولكن ما باليد حيلة.. دخل يسبقه دعاؤه وأمانيه الا يجده.. أربع جثث ممدة في الثلاجة. لم يصدق عينيه عندما وجد فلذة كبده بينها ملفوفا في الملاءات البيضاء.. رصاصة حية اخترقت جسد الابن لتسكن قلب الأسرة كلها.. مات محمد -٠٢ سنة- وسجل اسمه يوم ٩٢ يناير ضمن ضحايا وشهداء الثورة.الاسرة البسيطة تحتسب عند الله ابنها ولكنها لا تعرف ماذا ستفعل بهم الايام بعده.. الأب مجدي ماهر أحمد جلال الساكن في ٨٣١ شارع قابيل بعزبة رستم شبرا الخيمة يعلم ان اموال الدنيا لا تعوضه ابنه ولكنه يرجو ان تخصص لهم الدولة معاشا ضمن المعاشات المخصصة لاسر الضحايا والشهداء. فهل يستجب لهم المسئولون؟!
Comments