المحتوى الرئيسى

خليل أبو شادي: عندما يتغنى حمدي خليفة بالثورة

04/03 14:25

هل حرية الرأي والتعبير تعني حرية خداع الشعب؟ وإطلاق حق المتلونين في التلون عبر العصور ومدهم بالمساحيق والأدوات اللازمة لذلك؟أسأل هذه الأسئلة بمناسبة إتاحة موقع اليوم السابع لنقيب المحامين السابق حمدي خليفة مساحة لنشر مقال بعنوان”محاكمة المفسدين ضرورة حتمية”، دعك من أن المقال إنشائي ليس فيه فائدة تذكر، لكن المهم هو أن “اليوم السابع” نشر المقال بتوقيع خليفة باعتباره نقيب المحامين دون أن يضع بعدها كلمة “السابق”، وأن خليفة الذي فاز بعضوية مجلس الشورى عن الحزب الوطني بالتزوير، والذي فاز قبل ذلك بمنصب نقيب المحامين بمساندة من الحزب الوطني أيضاً، والذي كان مؤيداً لمشروع التوريث، يدخل ضمن جوقة المنظرين حول ضرورة محاكمة المفسدين، ويتغنى بثوار 25 يناير الذين هاجمهم في خضم الثورة، ما أدى إلى ثورة القراء وخروجهم عن طورهم، فوضع الموقع تعليقاً كالتالي “اليوم السابع يعتذر عن حذف عدد كبير من التعليقات، والتى جاءت منافية تماماً لبرتوكول نشر التعليقات فى الموقع، حيث تضمنت التعليقات مساساً بالحياة الخاصة لـــــــ خليفة، واتهامات صريحة فى حقه”.في السابق لم أكتب رأياً ضد خليفة أو غيره من المتصارعين بنقابة المحامين، توخياً للحيدة تجاه شئون النقابة التي أغطي أخبارها منذ سنوات، حيث لم تفصلني عن تغطية أخبار النقابة سوى فترة وسيطة امتدت لعام، وبعدها فوجئت بخليفة الذي كان يتقرب لكل المحامين، ويعتبر نفسه صديقاً لكل الصحفيين على اختلاف صحفهم ومشاربهم قبل حصوله على منصب النقيب؛ يضع الحواجز بعد حصوله على المنصب بينه وبين المحامين والصحفيين، بعد أن أحاط نفسه بحاشية من محامي الحزب الوطني والمتقربين منه، وصحفيي الصحف القومية الذين توافقوا مع توجهاته، ورغم هذا التوجه لم أفكر في كتابة رأي ينحاز ضده، بل واستمر حيادي، كنت طوال هذه الفترة أراه مجرد لاعب سياسي تعلم الانتهازية من سياسة الحزب الوطني في ظل الديكتاتورية، واستغل ذكاءه وخدمته الظروف ليحصد أصوات الإخوان المسلمين والحزب الوطني معاً في النقابة، لكنه تمادى في استخدام ذكائه على حساب مصالح الشعب، فقبل مقعد الشورى بالتزوير، وساند مخطط التوريث، ثم هاجم الثوار أثناء تقتيلهم في ميدان التحرير، فأصبحت دماء الشهداء بيننا وبينه، فرفعت الأقلام وجفت الصحف وأصبح الحياد جريمة.إن مطلب الشعب بتطهير المؤسسات والنقابات والجامعات من الحزب الوطني وأتباعه لهو من أهم مطالب الثورة التي لا يجب التهاون أو التفريط فيها، وليس هناك معنى للتخلص من مبارك وعائلته وحاشيته الضيقة دون التخلص من الحاشية الواسعة في كل أركان مصر، ليس فقط بحظر الحزب الوطني، فالكثيرون يقفزون من سفينة الحزب الأن، ويتغنون بالثورة أمثال خليفة، وهؤلاء هم الأخطر، والذين يجب على الشعب أن يحظرهم بنفسه بغض النظر عن الحظر القانوني من عدمه.الغريب في هؤلاء أنهم يتبعون تكتيكاً غريباً، يراهنون فيه على ضعف ذاكرة الشعب، فيتحدثون منفصلين عن ماضيهم، لكنهم ينسون أن ذاكرة الشعب بعد 25 يناير تختلف عن ذاكرته قبلها. وأنا أنتظر منهم وقتاً غير قليل؛ حتى يغيروا تكتيكاتهم، فيعترفون بأخطائهم صراحة، ويطلبون من الشعب العفو والغفران والمصالحة..وأنا شخصياً لا أتصالح على الدماء.مواضيع ذات صلة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل