المحتوى الرئيسى

تليجراف: الأسد يشك في نفسه

04/03 11:16

قالت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية إن الاحتجاجات غير المسبوقة منذ 30 عاما التي اندلعت في سوريا مؤخرا، كشفت الوجه الحقيقي وأضافت أن" الأسد منذ شهرين فقط ظهر مطمئنا وواثقا من أن الثورات والاحتجاجات التي انتشرت في المنطقة لن تؤثر على بلاده ولكن شعبه الذي خرج في تظاهرات متحديا أحد أكثر الأنظمة قمعا تسبب له في حالة ارتباك كبيرة".وذكرت الصحيفة أن ما حدث بعد ذلك ليس بمشهد جديد فقد خرجت قوات الأمن واستهدفت المتظاهرين وتسببت في سقوط عشرات الضحايا وفي الوقت ذاته اختفى الأسد الذي لا يكف التليفزيون الحكومي عن متابعة أخباره عن الأنظار تاركا شعبه في هذا الوقت الحرج".وتابعت:" ثم جاء خطاب الأسد مخالفا للتوقعات وعلى عكس الأنظمة القمعية الأخرى في المنطقة التي حاولت استرضاء المتظاهرين وتقديم تنازلات، أعلن الأسد التحدي ضد معارضيه وظهر في صورة ديكتاتور عنيد رغم أن بعض دول الغرب مازالت تنظر إليه كرئيس معتدل حتى أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قالت عنه قبل خطابه بيومين إنه "مقيد من قبل المتشددين داخل النظام".ولكن مسئولين سوريين سابقين وأفراد من عائلته قالوا للصحيفة إن هذه "صورة مغايرة للواقع، فبشار الأسد هو أشد المعارضين للتغيير داخل النظام.. وإن الأسد لم يتوافق مع المتشددين داخل النظام نتيجة لضغوط وما يشاع عن تقييده من قبل الحرس القديم ما هي إلا شائعات أطلقها مسئولون في إدارته وخدعوا بها الغرب.وسعت الصحيفة لمعرفة ما دار في الكواليس قبل الخطاب، وقالت إنه قبل الخطاب بيوم واحد التقى الأسد بنحو 20 من أعضاء اللجنة المركزية لحزب البعث، لمناقشة سبل مواجهة هذه الاحتجاجات إلا أنه وقع انقسام في الرأي حول أن يتضمن الخطاب إصلاحات فورية أو التنازل عن أي شيء للمحتجين".ووفقا لبعض التقارير، فقبل ساعة من الخطاب تم تمزيق ورقة الخطاب لأنها كانت تحتوي على صيغة تصالحية مع المحتجين، إلا أن بعض المسئولين شككوا في هذا الأمر، وأشارت الصحيفة إلى عدم صحة ما يشاع عن وجود انقسام داخل الأسرة الحاكمة بل أنها في الأساس عقل واحد، وقال مسئول على صلة وثيقة بعائلة الأسد:" على المرء أن يتذكر أنه في نهاية المطاف أن بشار هو الوحيد الذي يمكن أن يعطي الأوامر هنا".ونقلت الصحيفة عن مسئول حكومي :" ليس هناك صراع على السلطة.. أعتقد أنه تم نشر هذه الشائعات لأنهم يريدون حماية الرئيس.. بعض القوى تريد أن تجعل الناس يعتقدون أنه دمية.. إنها مجرد كذبة لإبقائه.. والناس الذين يعتقدون وجود تعارض بين النخبة هي إما ساذجة جدا وإما يلعبون لعبة قديمة".وتتحدث الصحيفة عن أن الرئيس الأسد يريد الإصلاح لكن الحرس القديم الذي ورثه عن والده يمنعه، وعندما جاء الأسد للسلطة عام 2000 تفاءل الكثير وتوقعوا عهد جديد من الحرية، فالأسد له زوجة شابة ولدت وترعرعت في بريطانيا، وعلى الفور أصبح رمزا لبرنامج زوجها وطموح للإصلاح.ولكن بعد سنوات سجنت الديمقراطية وآمال الإصلاح الحقيقي انطفأت، وأنحي باللائمة على فلول نظام والده.وقال نديم حوري الباحث في شئون سوريا :" إن الأسد في السلطة منذ 11 عاما الآن.. وبعد 11 سنة لا يمكن أن تكون لا يزال جزءا من الحرس الجديد.. في مرحلة ما إما أن تبدأ الإصلاح وإما لا، وعلى مدى السنوات الـ 11 الماضية لم يتخذ أي خطوة حقيقة نحو الإصلاح.. ولعبة إلقاء اللوم على الآخرين قد تعمل سنة واحدة، ولكن ليس الآن".  

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل