المحتوى الرئيسى

سياسة أوباما الواضحة فى ليبيا

04/03 10:15

بقلم: دافيد إجناشيوس 3 ابريل 2011 09:44:51 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; سياسة أوباما الواضحة فى ليبيا  أعلن الرئيس أوباما يوم الاثنين انتصار تدخله العسكرى المحدود فى ليبيا. وقال إنه بعد أسبوع فحسب حققت أمريكا هدفها بمنع وقوع مذبحة للمتمردين. فهل يعنى ذلك أن أوباما مستعد لتقديم مساعدة عسكرية مماثلة لمحتجين محاصرين قادمين فى البحرين، مثلا، أو اليمن أو سوريا؟ربما كانت الإجابة بالنفى، وتلك علامة مهمة، ولكن غير معلنة عن الواقعية التى تشكل أساس محاولته شرح السياسة الأمريكية غير الواضحة تجاه ليبيا. فعلى الرغم من أن أوباما اقتنع بتأييد «خيار الحرب» لوقف معمر القذافى، توضح مصادر أنه لا يرى التدخل فى ليبيا سابقة لعمليات تدخل مماثلة فى أماكن أخرى بالمنطقة.وطرح أوباما صيغة مشابهة لما سمعته الأسبوع الماضى أثناء سفرى مع وزير الدفاع بوب جيتس: على الولايات المتحدة ألا تستخدم منفردة قوتها العسكرية إلا فيما يتعلق بجوهر المصالح الأمريكية؛ وفى الحالات الأخرى، كما فى ليبيا، لا تتصرف عسكريا إلا بمساعدة حلفائها. وبعبارة أخرى، لن تكون أمريكا بمثابة شرطى العالم، لكنها على استعداد لأن تعمل باعتبارها «قائد الشرطة» فى تنظيم عمليات حفظ السلام الدولية.وأوضح أوباما ذلك فى احدى الفقرات المهمة من خطابه: «القيادة الأمريكية لا تعنى أن نعمل منفردين ونتحمل العبء وحدنا بالكامل. فالقيادة الحقيقية تخلق الظروف والتحالفات كى يتحمل الآخرون المسئولية أيضا».ولا يريد الرئيس أن يصيغ هذا باعتباره «مبدأ أوباما» لأنه على نحو ما يريد أن يتيح لنفسه أقصى قدر من حرية الحركة لكن الأمر واضح للجميع. وللتأكد من جذور ذلك فى الإطار الفكرى العام لأوباما، انظر إلى صفحة 308 من كتابه الصادر عام 2006 «جرأة الأمل»، حيث يميز بين «التهديدات الأساسية «الوشيكة»، التى تتطلب استجابة منفردة، وبين تلك التهديدات التى يفضل معها النهج التعددى.وسعى مسئولو البيت الأبيض إلى توضيح قضايا «ماذا بعد؟»، التى ألمح إليها أوباما فحسب. فسوف تعقب المرحلة الأولى العسكرية من الحملة الليبية، جهود سياسية ودبلوماسية (وأنشطة استخبارية غير معلنة) تهدف إلى إقامة حكومة ائتلافية يمكنها إدارة شئون ليبيا بعد رحيل القذافى. ويتفهم الرئيس أن هذه مهمة مربكة، لكن أمريكا لن تكون وحدها فى هذه المهمة، فمعها فى هذه العملية الصعبة الأمم المتحدة والدول الكبرى الأوروبية والعربية.ووفقا لنائب مستشار الأمن القومى دينيس ماكدونو، فإن الولايات المتحدة على اتصال بالمتمردين «والتسويات» داخل نظام القذافى بشأن تشكيل حكومة مقبلة. وتمثل المعارضة الليبية مجموعة غير منظمة، وربما تحتاج الولايات المتحدة بعض الوقت حتى تتعرف على العناصر الأساسية بصورة أفضل، وتساعدها على خلق هياكل حاكمة انتقالية.ويبدو أن أوباما يطور استراتيجية مختلطة، تمزج بين قضيتى «الواقعية» و«التدخل الإنسانى». وقبل عدة أسابيع، بدا أن الإدارة تتحالف تقريبا مع المحتجين الشيعة فى البحرين ضد الأقلية السنية الحاكمة. بيد أن أوباما أدرك أن أمريكا لديها مصلحة ثابتة فى استقرار السعودية، التى تعتبر البحرين امتدادا لها، ولن تسمح بالإطاحة بالأسرة الحاكمة فيها. وبالمثل، يعمل أوباما فى حالة اليمن على الموازنة بين الحماس الأمريكى لتحقيق تغيير سياسى ديمقراطى وحاجتها الاستراتيجية لحكومة قوية تستطيع مواجهة عمليات القاعدة فى الجزيرة العربية. فالرئيس على عبدالله صالح بسبيله للرحيل، بيد أن البيت الأبيض بحاجة إلى فهم أفضل لما يجرى على الجانب الآخر من هذا التحول والتأكد من مواصلة سياسات مكافحة الإرهاب.لقد كان خطاب أوباما يوم الاثنين درسا، فى كيف تكون الرئاسات نوعا من أنواع التجرية والخطأ. فالمرشح الذى كان من أسباب وصوله إلى السلطة قوة معارضته لحرب العراق، انتهى به الأمر إلى إرسال المزيد من القوات الأمريكية إلى ميادين حربية أخرى. لكنه يفعلها على مضض كل مرة، بعد أن تأجيل وجدل.لقد ألقى أوباما خطابا جيدا بشأن ليبيا، لكنه سرعان ما سيحتاج إلى إلقاء «خطاب القاهرة الثانى»، الذى سيصيغ استراتيجية متماسكة للمنطقة. وكما قال «التاريخ يتحرك» من المغرب إلى إيران، وفى أفغانستان وإيران أيضا. وسوف يحل المعضلة الأساسية فى رئاسته، إذا استطاع أن يربط سياسته تجاه أفغانستان وباكستان بموجة الديمقراطية التى غيرت تونس ومصر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل