المحتوى الرئيسى

لا أنجح الله حزبك

04/03 09:47

بقلم: معتز بالله عبد الفتاح 3 ابريل 2011 09:25:11 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; لا أنجح الله حزبك  سؤال لفضيلة شيخ الأزهر وللمفتى ولعلماء المسلمين، هل هذا العنوان قياس منضبط على قول الرسول صلى الله عليه وسلم «إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع فى المسجد، فقولوا: لا أربح الله تجارتك! وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة، فقولوا: لا رد الله عليك ضالتك» (صححه الألبانى) وزاد مسلم رحمه الله: «فإن المساجد لم تبن لهذا؟» والقضية أن البعض قد حولوا المساجد (وقطعا الكنائس ولكن هذا موضوع نقاش آخر قادم) إلى ساحة للتجنيد الحزبى وللحشد التصويتى. وظننت أن ما حدث قبل الاستفتاء، استثناء لن يتكرر. ولكن الحادثة تكررت فى مدينة المنيا على يد أحد الأفاضل المنتسبين لجماعة الإخوان، وفقا لما تناقلته الصحف، حيث طلب من الناس بعد خطبة الجمعة أن يوقعوا على استمارات الحزب الجديد للإخوان.أقترح تحريم (شرعا) وتجريم (قانونا) استغلال المساجد والكنائس فى التجنيد الحزبى والحشد التصويتى. هذا ليس إسلاما أو مسيحية، هذه ميكافيلية سياسية. لماذا؟ المسجد كان ساحة للتداول بين المسلمين فى الماضى، ولكنه كان تداولا فى الشئون العامة (مثل ترسيخ مفاهيم الأخوة فى الدين، الإخلاص فى العمل، شروط الحاكم الصالح، أهمية المشاركة فى الحياة العامة)، لكنه قطعا لم يكن ساحة للتجارة (بدليل كلام الرسول المشار إليه)، وقطعا ليس للتسويق السياسى لأن «المساجد لم تبن لهذا».هذا لا يعنى أن نحجر على حق إمام المسجد أو القسيس أن تكون له تفضيلاته السياسية الخاصة به ويجوز أن يجاهر بها للأصدقاء والمعارف ولكن ليس داخل المسجد أو الكنيسة. المسجد والكنيسة لجميع الناس بكل انتماءاتهم السياسية والكروية والطبقية. دور العبادة للجميع وليست لممارسة التجارة السياسية «فإن المساجد لم تبن لهذا».لا ينبغى أن يكون ازدهار حياة حزبية سليمة فى مصر على حساب حياة دينية سليمة. لا نريد مسجدا سلفيا وآخر إخوانيا وثالثا وفديا. هذه المساجد لله فلا ينبغى أن ندعو داخلها مع الله أحدا حتى لو كنا نظن أننا نفعل ذلك استجابة لأمر إلهى. دور العبادة مكان للسكينة والهدوء والتذكرة الواعية بمصالح الأمة كاملة وواجبات أفرادها، وليست ساحة للتناظر والفرقة السياسية. ولو ظل الصراع بين على ومعاوية (رضى الله عنهما) سياسيا فقط لما ظهر الخوارج ثم الشيعة وهكذا.إن انسداد أفق العمل النقابى والإعلامى أمام بعض القوى لا يبرر أن تتحول دور العبادة إلى ساحات للعمل الحزبى؛ هذا نوع من علاج خطأ بخطيئة. العلاقة بين الدين والسياسة فى الإسلام ليست علاقة إحلالية ــ صراعية، فلا تستطيع دار العبادة أن تحل محل أو أن تتصارع مع دار الحكم، لكنها علاقة تكاملية ــ تمايزية، فالتمايز بينهما واضح والتكامل بينهما ضرورة. يخرج من دار العبادة القيم العظمى للأمة وتتصارع السياسة من أجل أفضل طريق لتحقيقها، دون أن يسعى الساسة لأن يتخذوا من دور العبادة مقارا انتخابية لهم. هذه مفسدة للدين وللسياسة. ولكل من يحاول أن يستغل دور العبادة للترويج لحزب أو مرشح، نقول له «لا أربح الله تجارتك، ولا رد عليك ضالتك، ولا أنجح لك حزبك أو مرشحك».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل