شاهدة علي ماجري في الاستاد
كنت أشاهد مباراة الزمالك والافريقي التونسي باستاد القاهرة.. حالة الإنفلات الأمني المقصودة والهدف منها بث الرعب في نفوس المصريين قبل تشويه سمعة مصر.. ولن أقول تشويه صورة الزمالك وجمهوره.. لأن ما حدث أكبر من ذلك بكثير.كنا هناك.. وكانت الأمور طبيعية سوي غياب واضح للشرطة أو الأمن الذي إعتدنا عليه في المباريات.. وكان جمهور الألتراس »الوايت نايتس« أكثر من رائع.. لتشجيع راق حضاري ومساندة قوية لفريقه.. جمهور يحمل من الوعي ما جعله يحمل اعلام تونس وليبيا وفلسطين أكثر ما يحمل أعلام مصر.. لافتاته »ودخلاته« كانت تحمل تحية واعية لشعب تونس وثورته الملهمة لثورتنا المجيدة ولمن لا يعرف فالألتراس زملكاوي وأهلاوي كانوا شركاء في ثورة ٥٢ يناير ومن يومها الأول.. وكانوا قوة لا يستهان بها في الميدان.. فجأة وبعدها استبسل الجمهور الأبيض كالعادة في تشجيع فريقه.. وكنا راضين تماما عن النتيجة أيا كانت خاصة وأن أحدهم لم يقصر في الملعب.. ولم نكن مستنفرين ضد الحكم بأي من الأشكال رغم الغائه الهدف الثالث للزمالك.. فجأة فتحت الأبواب الحديدية الضخمة لينزل منها قلة مندسة بين الجمهور ونحن مذهولون مما يحدث.. قلة لا تعرف من أين جاءوا بهم.. فتحت الأبواب قصداً لنري في الملعب من يرتدي الجلاليب ويحمل الشوم والعصي ليطيح في كل من هوموجود لا يفرق بين مصري أوتونسي.. جمهور يحطم كل شئ دون سبب.. جاء ليدمر فقط ويشيع الذعر والفزع.. جمهور نفذ الاوامر دون »وعي«.. أوامر لا نعرف مصدرها.. فجأة تحول الاستاد الي فوضي.. الكل خائف مذعور.. وحالة من الذهول لا توصف.. فهل هذه هي الفوضي التي خيرنا بينها الرئيس المخلوع وبينه؟!لمصلحة من يغيب الامن تماماً وينزل هؤلاء البلطجية في صورة تعيد للاذهان موقعة »الجمل« الشهيرة.. إنها مؤامرة حقيرة ليست علي نادي الزمالك وجمهوره ولكن علي مصر وشعبها.عفواً لم يكن جمهور الزمالك.. ولم يكن الالتراس كما احب البعض ان يلصق بهم التهم.. لم يشترك جمهور الزمالك في تلك المؤامرة الرخيصة كما لم يشترك في حرب شوارع حول الاستاد كما ذكرت بعض المواقع.. من أعطاهم تلك الاسلحة ومن سمح بدخولها الاستاد؟! من سمح بدخول الشماريخ التي اشتعلت منذ الدقائق الاولي من المباراة مع اعتراض كامل منا نحن جمهور الزمالك الحقيقي.. وكيف يشعل جمهور شماريخ تضئ الملعب طوال الوقت وفريقه لم ينتصر بعد؟! أليس غريباً والأغرب وجود طلقات نارية دوي صوتها حولنا وألعاب نارية وكأننا في معركة؟! لابد من كشف تفاصيل المؤامرة التي عرضتنا ومعنا أسر عديدة بينها أطفال للخطر.وفزع.. لقد نجونا بمعجزة وخرجنا بعد ساعات نحمد الله علي سلامتنا بعد هذا اليوم غريب الأطوار.. خرجنا اسفين لتونس وشعبها وفريقها.. أسفين أكثر لحالنا وحال البلد الذي لم يعد أمناً.. والان نريد حسابا سريعاً عسيراً لكل هؤلاء. حسابا سريعا يعيد لنا الثقة في الأمن والجيش تلك الثقة التي بدأت تغيب تماما بكل اسف.
Comments