نور‏..‏ وجميلة

ربما أعطي لنفسي الحق أن أتدخل في تلك العلاقة التي تربط أيمن نور وجميلة إسماعيل‏..‏ لقد رأيت كليهما نموذجا فريدا لزواج ناجح مستقر كل طرف فيه يدرك جيدا  أنه كان موفقا إلي أبعد حد حينما وقع اختياره علي الطرف الآخر وقد زارني أيمن نور في منزلي مع زوجته جميلة والحوار بينهما هادئ وكل منهما ينصت باهتمام إلي الآخر وخلافهما في الرأي أحيانا لا يؤثر علي صلابة العلاقة ومتانتها.. ومن يتابعهما معا يتولد لديه انطباع فوري أنهما أسعد زوجين وأن هذا الرباط الذي يجمعهما ناتج عن ثقة متبادلة نابعة من مصداقية كل طرف ومواقفه الثابتة ودرجة قبوله لدي الرأي العام.. المؤكد أن الزوجة يتعاظم اعتزازها بهذا الزوج الذي أقبل دون تردد علي هذه المخاطرة الكبري دون أن يعبأ بعواقبها وأقدم علي ترشيح نفسه أمام رئيس الدولة صاحب هذا النفوذ والجاه واستطاع أن يحصل علي هذه الأصوات والزوجة تعلم أيضا ماذا حدث لزوجها عقب هذه المخاطرة وكيف نكل به وكيف تعرض للبطش الأمني بعد الاطاحة به خارج جدران البرلمان.. وقد روت لي جميلة إسماعيل حينما جاءتني في جريدة الأهرام عن المضايقات التي تعرضت لها خلال خوضها لانتخابات مجلس الشوري من أجل إفساح الطريق لممثل الحزب الحاكم الباطش حينذاك ولو لم تكن هذه التلاعبات لكانت حققت الفوز علي منافسها المسنود والغريب أنهم يلجأون للتزوير من أجل إسقاطها بينما هم أنفسهم يتهمون زوجها بتزوير التوكيلات.. المؤكد أن أيمن نور يدرك أيضا درجة القبول التي تنالها زوجته ويسعد بشعبيتها الجارفة وكلاهما ينافس الآخر في هذه الشعبية وفخور بهذا الارتباط وكلاهما ينتسب إلي عائلة لها جذورها ومن هنا نتساءل: ماذا وراء هذا الانفصال المفاجيء ربما خشيت الزوجة علي أبنائها بعد خروج الزوج من السجن وإصراره علي مواصلة مشواره الصعب وطلبت منه اعتزال السياسة في ظل هذا النظام الباطش بينما هو لم يستجب ووقع الانفصال وما أعلمه أنه جاء بناء علي رغبة الزوجة دون الزوج. إنني مرة أخري أزعم بحكم صلتي بكليهما أن بقاء الوضع علي ما هو عليه فيه خسارة جسيمة للطرفين واللوم يوجه لكليهما ومادامت الشمس أشرقت من جديد والنظام البائد رحل دون رجعة وكلا الزوجين كانت معاناته مشتركة من بطش هذا النظام وجبروته فإنني أدعوهما لبدء صفحة جديدة يسيران معا في طريق الحرية والبناء ويواصلان عطاءهما ويتفانيان معا من أجل شباب هذا البلد الأمين. المزيد من أعمدة شريف العبد