المحتوى الرئيسى

ثورة شباب لبنان

04/03 01:16

علي مدي التاريخ الحديث ينفرد نظام الحكم في لبنان بتركيبة طائفية فريدة قائمة علي وجود‏3‏ رؤساء يمثلون الطوائف الرئيسية الثلاث بالبلاد‏.. رئيس الجمهورية مسيحي ورئيس الحكومة مسلم سني ورئيس البرلمان مسلم شيعي, الي جانب تمثيل باقي الطوائف والمذاهب والتيارات بمقاعد في البرلمان والحكومة, وعلي الرغم من دعاوي الاستقرار النسبي خاصة بعد انتهاء الحرب الاهلية المدمرة التي استمرت علي مدي02 عاما, وحسمت باتفاق الطائف وتحريم الدم اللبناني علي اللبناني, الا ان بذور الخلاف الطائفي والمذهبي لا يزال كامنا وقابلا للانفجار دفاعا عن مصالح كل طائفة وتوجهاتها واهدافها وهو ما شهدته الساحة السياسية مؤخرا من فراغ سياسي واعتصامات امام دار الحكومة بقلب بيروت بالتبادل بين مؤيدي تيار41 مارس ومعارضيهم من تيار8 مارس المدججين بالسلاح تحت دعوي المقاومة. ومع نجاح المعارضة بدعم قوي داخلية واقليمية في إقصاء حكومة تسيير الاعمال برئاسة سعد الحريري بعد تمسكها باستمرار عمل المحاكمة الدولية لمحاكمة مرتكبي جرائم الاغتيالات السياسية ومخاوف حزب الله من اتهام عدد من اعضائه بتدبير والقيام بالاغتيالات وينجح المعارضة في تكليف نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة الجديدة, الا ان الصراعات الطائفية والدينية مازالت تتحكم في تأخير تشكيلها امام احرار كل طائفة علي الاحتفاظ بحق الاغلبية المعطلة لعمل واستمرار الحكومة, هذا الواقع الذي يغلب المصالح الطائفية علي حساب المصالح الوطنية للشعب اللبناني دفع مناخ التأزم الحكومي والسياسي وامتداد الثورات والانتفاضات العربية دفع الشباب اللبناني من المستقلين غير الحزبيين ولا الطائفيين( حزب الأغلبية الصامتة) الي التواصل عبر شبكة الفيس بوك بالدعوة لانطلاق مظاهرات من اجل اسقاط النظام الطائفي في لبنان والتنديد بزعماء الطوائف والمطالبة بدولة مدنية علمانية مستعيرين شعار الثورات التونسية والمصرية ولكن باختلاف( ان الشعب اللبناني يريد اسقاط النظام الطائفي) ورموزه. هذه الانتفاضات الشبابية الشعبية التي انطلقت في العالم العربي من المحيط للخليج رغم تعدد اتجاهاتها إلا انها جميعا تهدف الي اصلاح الكثير والكثير من نقاط الضعف في مجتمعاتنا العربية, فهل تترك جميعها بروح الشباب لسرعة الإصلاح الجاد والمخلص امام قوي الهدم التي تتسابق للحفاظ علي مكاسبها وغنائمها. المزيد من أعمدة أمين محمد أمين

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل