المحتوى الرئيسى

تحرير الثقافة من قبضة الأمن بقلم:محمود الأزهري

04/03 19:48

سم الله الرحمن الرحيم تحرير الثقافة من قبضة الأمن بقلم / محمود الازهرى ما الذي نرجوه من وزارة الثقافة في المرحلة المقبلة ؟ سؤال يطرح نفسه على الساحة حاليا بعد ثورة شباب 25 يناير البيضاء ؟ وهو سؤال المرجو من الإخوان المثقفين أن يعيدوا تأمله محاولين الإجابة عليه في ترو وموضوعية بعيدا عن أية حسابات شخصية أو تصفية حسابات أو محاولة لإعادة انتشار دفاتر الحسابات ... وبالنسبة لي فإنني أرجو من المسئولين عن الثقافة في مصر أن يعملوا على رفع يد الأمن من جسد الثقافة ... لقد تدخل الأمن بشكل سافر في شئون كثيرة وفي تفاصيل عديدة ودقيقة تخص الشأن الثقافي و غيره ... وهناك الكثير من المشاكل والأزمات والعوائق الموضوعة عمدا في طريق الثقافة و التي كان تفسيرها صعبا ولكن الآن ومن قراءة مجمل الأحداث يبدو من السهل تفسيرها وإيجاد الجواب الشافي لها ... فمشاكل نوادي الأدب واحدة تقريبا في 90 % من نوادي أدب مصر والصراعات الشخصية القائمة على أسباب تافهة أو مبررات وهمية واهية واحدة في هذه النوادي ، والصراع الزائف بين كبار المبدعين وشباب المبدعين في هذه النوادي واحد ومكرر ولا يتوقف ، وتقليص الأنشطة الثقافية وعدم تنفيذ الأنشطة بسبب أخطاء في أوراق التسويات الروتينية أو التأخير في تقديم هذه التسويات – أيضا – مشكل قائم وموجود في معظم النوادي الأدبية . وعزل الحركة الثقافية عن الشارع والمدرسة والقرية والمؤسسة العمالية وقصر النشاط الثقافي على حجرات مغلقة يقتصر حضورها على أعضاء نادي الأدب هو أمر لا ينتج إلا عن خطة موضوعة مسبقا وبشكل محكم ومعمم على أرض مصر كلها وبلا استثناء هذا إذا افترضنا أن أعضاء النادي الواحد نجحوا في إقامة النشاط الثقافي ولم تحدث بينهم انقسامات أو انشقاقات أو فتن ودسائس هي بدورها محسوبة ومقننة ومخطط لها بعناية من قبل الجهاز الأمني كما أعتقد جازما – الآن – لقد نجح الجهاز الأمني في تفتيت الحركة الثقافية وعز لها عن الشعب وعن مستحقيها وقصرها على أفراد محدودين من منتجي هذه الثقافة إضافة إلي زراعة الانقسامات والفتن بين هؤلاء المنتجين الثقافيين والذين من المفترض أن يعملوا على إزالة سوء الفهم وأسباب الاختلاف والانقسام في المجتمع فكيف تتحول الانقسامات والصراعات إليهم هم أنفسهم ؟ لقد زرع الجهاز أمني عناصره ذات الذكاء الجماعي والصناعي والتي تسير بخطي محسوبة وتعمل بدقة متناهية لتخريب الثقافة في مصر وتستر هؤلاء تحت قناع الشاعر أو القاص أو الصحفي وللأسف فمعظم هؤلاء معروفون لنا جميعا ولم يكن يمنع من الكشف عن هوياتهم الحقيقية سوء الخوف من البطش والتنكيل وتلفيق التهم التي لا قبل للأدباء والمبدعين الحقيقيين بها أو عليها ... وهذه العناصر الأمنية المقنعة لها سمات تميزها :- فهي 1) أولا صاحبة إبداع ردئ باهت لا بصمة له تميزه يجتر أصوات الآخرين وينقل إبداعات لقيت رضا واستحسانا من جموع المثقفين ثانيا :- هذه العناصر تعرف كل شيء عن المبدع الحقيقي وتعرف أين تجده ؟ وما هو المدخل الذي تكلمه به ؟ وتعرف نقاط ضعفه فتخاطبه وتتعامل معه على أساسها ... في الوقت الذي لا يجد فيه المبدع حقيقي الوقت الكافي أو المناسب للقاء مع مبدع حقيقي مثله تجد هذه الأقنعة الأمنية طريقها إلي من تريده بسهوله ويسر . ثالثا :- بعض هذه الأقنعة رغم أنه لا يعمل نجده ينفق ببذخ على المبدعين والمثقفين ولا يستمر هذا الإنفاق بل سرعان ما يتوقف دون الحاجة إلى تمهيد حين يصل القناع إلي مكان محدد أو مكانة لأن القناع سوف يكون قد تحول لمستوي آخر من العمل أو ربما يكون قد كلف بمهمة أخري أو ربما يكون قد هجر وترك الإبداع أصلا ومن طرائف ما حدث بين أحد الأدباء وأحد الأقنعة الأمنية أن هذا الأديب المبدع والخالي من الموهبة قد عزم أديبا على مأدبة غذاء فاخرة وفي أثناء التهام الأديب لطعامه فاجأه الأديب الأمنى بقوله : ما هي الاشتراكية يا أستاذ ؟ فما كان من الأديب المسكين المدعو للمائدة إلا أن قال له : الاشتراكية هي أن تشترك في أكبر عدد من الصحف والمجلات يعني تشترك في الأهرام والجمهورية والقاهرة وأخبار الأدب والثقافة الجديدة والعربي والعربية وأدب ونقد وكلما زاد اشتراكك زادت اشتراكيتك وبعدين رؤساء التحرير يبلغ بعضهم بعضا بأي اشتراكي فأنت عندما ترسل عملك إلي مجلة ما فإن رئيس التحرير يسأل عنك باقي رؤساء التحرير فإذا قالوا له : إنك اشتراكي اطمأن إليك ووثق بموهبتك ونشر لك كل ما ترسله إليه من أعمال حتى لو كانت كلها أخطاء في النحو والصرف !!! وتخريب الثقافة وعز لها عن الشارع من قبل الأمن ليس من باب التكهنات الشخصية فإن أية قراءة متأملة للواقع المعاش ستخرج لنا بهذه الحقيقة ظاهرة في جلاء ووضوح رغم أنها كانت محجوبة عنا أو نحن غافلون عنها فمن كان يصدق أن أحداث الفتنة الطائفة هي من صنع جهاز أمني تابع لوزارة الداخلية التي كان يرأسها حبيب العدلي الذي كان قادما من مباحث أمن الدولة .. ؟! وإذا ثبت أن نظام الرئيس السابق مبارك كله نظام فاسد إذن فمن الطبيعي أن يعمل هذا النظام على تعمية الناس وتضليلهم وإبعادهم عن المعرفة والتنوير الحقيقي لذا فمن المهم لهم تكسير عظام المثقفين وعزل الثقافة عن المواطن وفشل برامج محو الأمية وتركيز التعليم في الحصول على شهادة وإغلاق قناة التنوير و إغلاق مجلة و جمعية النداء الجديد و إغلاق مراكز الشباب وعدم وجود ورق فى هيئة الكتاب لطباعة أعمال الأدباء و المثقفين والقضاء على المركز القومي للبحوث وتحويل المجالس القومية المتخصصة إلي هياكل لا قيمة لها سوي أن تمنح القائمين عليها رواتب مغرية وحصانة زائفة .. وتدمير الأحزاب وتخريب الزراعة وحصار المواطن المصري بالفقر والمرض وجنون الأسعار ورعب الثانوية العامة وهلوسة الفضائيات الخليعة ، و الأمر الذى يؤكد سيطرة الأمن وتدخله الدائم في الشأن الثقافي هو أن معظم قصور وبيوت الثقافة مغلقة أمنيا بحجة عدم وجود وسائل الحماية المدنية و أدوات الدفاع المدني وبناء على هذه الحجة يمنع منعا باتا إقامة أى نشاط ثقافي أو أدبى وهى حجة المقصود منها قتل الثقافة لماذا ؟ لأن هذه القصور كانت تعقد بها ندوات ومؤتمرات للحزب الوطنى ولقاءات مع السيد المحافظ ، ولأن وسائل الحماية المدنية كان من السهل توفيرها لو كانت الدولة الأمنية حريصة على توعية الشعب ومدركة لدور الثقافة ، وأيضا أليس من حقنا أن نسأل هل المدارس والمستشفيات في جمهورية مصر العربية يتوفر بها وسائل الحماية المدنية و أدوات الدفاع المدني ؟ الإجابة هي لا بالتأكيد إذن لماذا لم تغلق المدارس ولم تغلق المستشفيات خوفا على أبناء الشعب كما أغلقت قصور وبيوت الثقافة ؟ محمود الأزهري

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل