المحتوى الرئيسى

زمن الخلافة الإسلامية بقلم:محمود طرشوبي

04/03 18:47

بدء من سيدي بوزيد بتونس مروراً بالسويس و القاهرة إلي بنغازي إلي صنعاء وصولاً إلي درعا بسوريا , مسيرة الحرية بدأت و لا يجب أن تتوقف , انتصرت في تونس و مصر و بدأت تباشير النجاح في اليمن و لن نخذلها و لا نقف منها موقف المتفرج فقد عشنا عقوداً نتجرع من الحكام و الأنظمة المستبدة السم و نحن لا نملك إلا الصبر علي الظالم لعله يرحل أو يستجيب الله لدعائنا و استجاب الله لنا بأن خرجت جموع الشعب العربي تطالب بسقوط النظام . و سقطت أنظمة ما كنا نتخيل يوماً أن الأجنة في بطون أمتهم لو وقفت تهتف بسقوطهم , لقبضوا علي الأجنة و أودعهم سجون و معتقلات لا تعرف فيه من أي جهة تشرق الشمس , يحكمها بشر لا ينتموا إلي أدم , و هم إلي الشيطان أقرب , لن تتعب كثيراً حينماً تريد أن تصفهم مجرد فقط ان تبحث عن مواصفات أسوء أنواع البشر و أطلق ما تشاء من الأوصاف فستجدها حقيقية . سقطت الأنظمة المستبدة , و علت أصوات الشعب العربي تهتف في مدن غابت عنها شمس الحرية منذ مطلع التاريخ المعاصر , مدناً تصبح و تنام علي التسبيح بمجد الحاكم , باتت الآن تلعنه و تهتف بكل لغات العالم ارحل . سقطت أنظمة و مازالت أنظمة أخري ستسقط , و السجون العربية لم تفصح بعد عن قصص الرعب و الخوف و القتل و التعذيب التي حدثت بداخلها, و لم تعلن الرمال المتحركة في الجزيرة العربية بعد أسماء من دفنوا فيها . تاريخ طويل من الدول الفاشلة في المنطقة العربية و لا تزال الثورات تتحرك و تعلن عن تواجدها و تحاول أن تحصد ثمار شهدائها , من الحرية و الكرامة و العزة داخل أوطانها . تقوم الثورة و الطريق إلي القدس مازال طويلاً , و نهاية الدولة السرطانية التي مازلنا نتحمل قلعها و لن تموت إلا إذا قتلناها بأيدينا نحن شباب الثورة . و رفعنا رايتنا فوق الأقصى الأسير . الثورة تشق طريقها في الجسد العربي و محاولات سرقتها من أعدائها كثيرة و محاولة تغيير أهدافها أكثر , و السطو عليها مستمر من شخصيات كانت يجب أن يلقي بها في مزابل أوطانها . الثورة مستمرة و في كل يوم يسترد المواطن العربي جزء من حريته و كرامته , و تعلوا الشعارات العلمانية و اليسارية و الإسلامية , و الكل ينتظر دولة تقترب من أفكاره , بين دولة ديمقراطية , و دولة يسارية , و دولة الخلافة الإسلامية تدور الصراعات الخفية في القلوب و العقول . الحرية هي هدف الجميع , و البناء الأكبر مختلف عليه من الجميع , الوطن العربي الآن محل نزاع بين أجنحة مختلفة من الفكر الكل يقول إن الحرية هي هدفه , و يتعصب لفكره لدرجة من الديكتاتورية تجعلك تشك فيه أن مثل هذا يعطينا الحرية . قامت الثورة و خرج الإسلاميون من السجون و المعتقلات و الحجز و المنع , و يقولون بأن هذا زمانهم , و الصراع شديد و الخوف علي الثورة كبير , و الحرية في صف الإسلاميين و الخلافة ورقة رابحة في أيديهم و لا يقف منها موقف معادي إلا الغرب و العلمانية , و الدولة القومية سقطت في مصر و سورية و ليبيا و العراق من قبل , و البحث عن شكل أخر للحكم غير الدساتير العتيقة مطلب الجميع و العلمانيون يريدون دستور علي النسق الغربي , و الإسلاميون يقدمون البديل في شكل خلافة علي منهج النبوة , و الصراع دائر و الحرية تسمح للجميع بالحديث و بالإعلان عن نفسه و لا حجر علي رأي , و النصر يعلمه الله . و الأوطان مستمرة , و الدول لا تقف عند الثورات بل الثورات تصنع الدول و سننتظر من يكسب الصراع الإسلاميين بمرجعية دينية , أما العلمانية بفكرها الديمقراطي و الذي سيفرز دولة في مرحلة من مراحلها ستكون إسلامية . زمن الخلافة الإسلامية هكذا يري التيار الإسلامي في العالم العربي نظرته إلي ما بعد الثورة . و الجبهة المضادة لا تملك فكرة كاملة تقدمها للجماهير العريضة في العالم العربي غير شعارات كان يرددها أصحاب النظام السابق , و قد سئموا منها لأنهم لا تعطيهم الحد الأدني من طلبات الثورة , و الفرق بين الشعار و التطبيق كان مخيفاً . الشعب العربي حائر في هذا الصراع , فإلي متي يستمر هذا الصراع ؟ الله أعلم محمود طرشوبي

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل