المحتوى الرئيسى

هل يشهد شهر أيلول ولادة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين ؟؟بقلم:محمد سليمان طبش

04/02 22:19

هل يشهد شهر أيلول ولادة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين ؟؟ في إطار التقييمات المتلاحقة والدراسات السياسية المعمقة التي تجريها سفارات إسرائيل في الخارج والتي تواكب تطورات الحركة السياسية والدبلوماسية الفلسطينية والتي تسعى إلى حشد التأييد والإسناد والدعم الدولي لمبدأ الدولة الفلسطينية في حدود عام 67 وهذا كاستحقاق مشروع يجب انجازه في حدود أيلول المقبل .... في إطار هذه التقييمات بعث سفراء الدولة العبرية في الخارج - وبخاصة الدبلوماسيون الإسرائيليون العاملون على صعيد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والدول الفاعلة على الصعيد الدولي – بآرائهم وتوصياتهم إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية يطالبون فيها أن تسرع حكومة نتنياهو للاعتراف بدولة فلسطينية في حدود مؤقتة وبعد ذلك وفي سياق مرحلة لاحقة يتم الشروع في مفاوضات فورية على الحدود الدائمة . وأكدت صحيفة يديعوت احرنوت أن تقييمات سفراء إسرائيل وكبار موظفي وزارة الخارجية جاءت في أعقاب ما تخطط وتنشغل به القيادة السياسية الفلسطينية للحصول على اعتراف دولي من خلال مؤسسات الأمم المتحدة بدولة فلسطينية في حدود 67 وذلك في سياق زمني لا يتجاوز شهر أيلول المقبل . وتحذر ذات المصادر أن الفلسطينيين سيتقدمون بمشروع الدولة الفلسطينية في حدود 67 إلى مجلس الأمن وإذا ما تم إحباط هذا المشروع من خلال الفيتو الأمريكي فان الأمور ستسير في تجاه نقل الملف إلى الجمعية العامة للخروج بقرار دولي بأغلبية الأصوات لدعم هذا المشروع . ويحذر مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى قائلا : " إذا ما انتظرنا حتى أيلول فسنكون في إطار مشكلة عسيرة ونحن ملزمون بأن نأخذ المبادرة ونعلن صباح الغد أننا نعترف بالدولة الفلسطينية. " ثمة استفهامات ملحة تفرض نفسها في هذا الإطار : • هل تنتظر حكومة نتنياهو حتى تصطدم بواقع الاعتراف الدولي الشامل بالدولة الفلسطينية في حدود 67 مع مطلع أيلول المقبل ؟ • أم أنها ستلجأ إلى جملة من المواقف والإجراءات والقرارات لإحباط هذا المسعى – التحرك – الفلسطيني الذي يقوده شخصيا الرئيس أبو مازن حيث يطوف العالم ليل نهار سعيا لتوفير الحشد الدولي اللازم لانجاز هذا الهدف ؟ الذي يبدو أن حكومة نتنياهو ستندفع في تجاه وضع العراقيل أمام التحرك الفلسطيني لإحباطه وهذا باعتقادنا من خلال الآتي : أولا : قيام حكومة نتنياهو بنشاط دبلوماسي وسياسيي وإعلامي مكثف يستهدف الضغط على دول الاتحاد الأوروبي كي لا تسرع بالاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 67 وكذا تحذير مجموعة الاتحاد الأوروبي من أن دعمهم للمشروع الفلسطيني يشكل عملا معاديا لدولة إسرائيل بجانب أن ذلك يشكل خروجا وضربا للمفاوضات المباشرة بين الجانبيين الإسرائيلي والفلسطيني ، تلك المفاوضات التي انسحب منها الجانب الفلسطيني بسبب استمرارية الاستيطان هذا بجانب ممارسة الضغط على الإدارة الأمريكية لاستعمال حق الفيتو في مجلس الأمن من اجل إحباط المسعى الفلسطيني . ثانيا : ممارسة الضغط من جانب حكومة نتنياهو على الرباعية الدولية – وبدعم أمريكي – ودفعها للضغط على الجانب الفلسطيني للعودة إلى استئناف المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي وهذا بهدف تضييع الوقت والهروب من دفع الاستحقاقات المطلوبة . ثالثا : إن تواصل حكومة نتنياهو ومن خلال استعمال كل الأوراق التي بحوزتها لتعميق حالة الانقسام السائدة الآن في الساحة الفلسطينية ومحاولة التأثير الفاعل على كل ما من شانه إعاقة انجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية عبر تصعيد الأوضاع الميدانية وخلط الأوراق التي تسهم في استمرارية الانقسام وهذا من منظور أن بقاء الجرح الوطني الفلسطيني مفتوحا دونما إغلاق يصب في خدمة السياسة العنصرية التي تنتهجها حكومة نتنياهو والقائمة على الهروب من دفع أي استحقاقات سياسية للجانب الفلسطيني بذريعة عدم وجود شريك موحد قادر على تجسيد متطلبات العملية السياسية ؟! رابعا : لجوء حكومة نتنياهو إلى لغة التهديد باتخاذ إجراءات أحادية الجانب – إذا ما أقدم الجانب الفلسطيني على طرح هذا المشروع على المؤسسات الدولية - مثل اتخاذ قرارات عبر الحكومة والكنيست بضم الكتل الاستيطانية الكبرى إلى الدولة العبرية ( معاليه ادوميم ، ارئيل ، غوش عتصيون ، كريات أربعة وغور الأردن ) وهو الأمر الذي يقود إلى تنفيذ المخطط الإسرائيلي الخاص بالاعتراف بدولة فلسطينية في حدود مؤقتة وتفريغ الدولة الفلسطينية المتواصلة جغرافيا والقابلة للحياة من مضمونها الحقيقي . يتضح مما سبق إن الأشهر القليلة القادمة ستكون حاسمة حيث ستحدد طبيعة المعركة السياسية والدبلوماسية الذي يسعى الجانب الفلسطيني من خلالها إلى تتويج التحرك السياسي المكثف ، الذي انطلق منذ فترة بصدور قرار دولي يؤكد الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 67 سواء من خلال مجلس الأمن إذا ما التزمت الإدارة الأمريكية بالموضوعية السياسية – وهذا مستبعد – ولم تستخدم الفيتو أو من خلال صدور قرار بالأغلبية من الجمعية العامة حال لجوء الإدارة الأمريكية إلى تعطيل مشروع القرار في مجلس الأمن ومن ثم الحصول على قرار دولي غير مسبوق يؤكد حق الشعب الفلسطيني بقيام دولته المستقلة على كامل حدود الأرض ا لمحتلة عام 67. بالمقابل فان حكومة نتنياهو لن تتردد في استخدام ووضع كافة العراقيل – أنفة الذكر – على طريق عدم تمكين الشعب الفلسطيني من إنجاح هذا المشروع الوطني التاريخي ، ومن هنا تبرز مدى خطورة السلوك الغير مسؤول الذي لا يزال يعمل أصحابه على إعاقة وتعطيل انجاز المصالحة الفلسطينية التي تشكل – حال انجازها – عاملا حاسما على صعيد إنجاح المشروع الوطني ... إن من يسهم في تعطيل المصالحة الوطنية بهذه الطريقة أو بتلك إنما هو يسير على ذات الطريق المؤدية إلى إطالة أمد الاحتلال والمعاناة للشعب الفلسطيني والأمر يتطلب العمل بمسؤولية عالية ودون أي هوادة في تذليل كل العقبات وبسرعة – قبل أن يداهمنا أيلول الذي سيكون هذه السنة ليس اسودا – من اجل انجاز المصالحة الوطنية المفتاح الحقيقي لإنهاء الاحتلال وما يثير التفاؤل بخصوص ذلك هو العودة السريعة للدور الكبير الذي تلعبه الشقيقة مصر – بالرغم من انشغالها الكبير في إعادة بناء مؤسساتها الشرعية – بالاهتمام بانجاز المصالحة الفلسطينية في اقرب فرصة وهي بانتظار زيارة الرئيس أبو مازن لهذا الغرض وهذا في إطار أول زيارة على مستوى رفيع تستقبل فيه القيادة الانتقالية في مصر الرئيس أبو مازن وهو ما يؤشر على مدى التزام مصر بمركزية القضية الفلسطينية في سياستها الخارجية . الكاتب والمحلل السياسي / محمد سليمان طبش

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل