المحتوى الرئيسى

خواطرأســـــبوع ســــعيد للبورصة والمصريين

04/02 21:46

بدأت فعاليات الأسبوع الثالث لاستئناف نشاط بورصة مصر بعد توقف استمر لحوالي الشهرين‮. ‬بهذه المناسبة اعترف بأنني لست‮ »‬بورصجي‮« ‬ أي لا أحترف التعامل مع البورصة ولكنني لا أنكر انشغالي بأخبارها من واقع ميولي المستمدة من الهواية والاهتمام المهني والشخصي بالقضايا المتعلقة بالأنشطة الاقتصادية‮. ‬لهذه الأسباب أقول إنه قد انتابني قدر هائل من التفاؤل والسعادة وأنا أتابع الأحداث والتطورات المتلاحقة بعد تفعيل القرار الجريء بتشغيلها رغما عن ضغوط المناخ السلبي المحيط بالأوضاع الداخلية المتأثرة بغياب الأمن وانتشار الاضرابات والاعتصامات وتحقيقات الفساد وتوقف عجلة الإنتاج‮. ‬ولقد صاحب الإحباط اليوم الأول لإعادة الافتتاح والذي جاء في ظل ضغوط تخفيض المؤسسات الاقتصادية الدولية للتصنيف الاقتصادي لمصر وإطلاق التهديدات بشطب البورصة من قائمة الأسواق الناشئة‮. ‬انعكس ذلك علي التعاملات والمؤشر الرئيسي الذي انخفض بنسبة ‮٩.٨‬٪‮.‬هذه الصدمة رآها بعض الخبراء طبيعية وغير سيئة‮. ‬وفي اليوم الثاني ظهرت صحة هذه التوقعات عندما تقلصت الخسائر إلي ‮٧.٣‬٪‮ ‬وهو ما كان ينبئ بأن المنحني في طريقه للاتجاه الإيجابي نحو التوازن والتذبذب في الأيام التالية وهو ما حدث بالفعل مع بداية الأسبوع الماضي حيث توالت الارتفاعات في الأيام الأولي بدلاً‮ ‬من الانخفاضات وبنسب مبشرة تضمنت مكاسب مرتفعة عوضت جانباً‮ ‬كبيراً‮ ‬من الخسائر التي كانت قد بلغت ما يزيد علي المائة مليار جنيه في أسبوع ثورة ‮٥٢ ‬يناير وأحداثها‮. ‬إضافة إلي اليومين الأولين لافتتاحها في الأسبوع قبل الماضي‮.‬لا جدال أن الملايين من المصريين سواء الذين لهم علاقة بالبورصة أو الذين لا علاقة لهم بها قد تعلقت قلوبهم بما سوف تشهده ساحتها بعد الجدل الطويل الذي دار حول قرار إعادة استئناف أعمالها من جديد وعلاقة ذلك بمستقبل الاستثمار والاقتصاد القومي‮. ‬وقد عاش المصريون خلال اليومين الأولين العصيبين لاستئناف النشاط وسط قلق شديد‮. ‬إلا أنهم تنفسوا الصعداء مع بداية الأسبوع الثاني عندما حقق المؤشر ارتفاعاً‮ ‬قياسياً‮ ‬بلغت نسبته ‮٢.٥‬٪‮.‬هذه المفاجأة السارة لبداية أسبوع التداول ووفقاً‮ ‬للوصف الميداني الشيق الذي جاء في التحقيق الصحفي المنشور في‮ »‬الأخبار‮« ‬للزميل هشام مبارك المتخصص في شئون البورصة ومساعديه المحررين الشابين محمد صابر وأحمد زكريا‮.. ‬كان دافعاً‮ ‬للسعادة الغامرة وتبادل القبلات ابتهاجاً‮ ‬بهذا العبور المظفر لأنشطة التعامل‮. ‬لم‮ ‬يكن سبب الفرحة حجم هذا الإنجاز فحسب وإنما كان محوره هو النجاح في الخروج من أزمة عدم الثقة والتخلص من الخوف والهلع مما كان يمكن أن يحدث‮. ‬سيطر علي قاعة البورصة أصداء اللون الأخضر الجميل الذي‮ ‬غطي شاشات التداول بعد معاناة طويلة مع اللون الأحمر الذي جسد التراجع والانهيار والتشاؤم‮.‬كان أسعد المتابعين لهذه التطورات الإيجابية التي بدأت يوم الأحد الماضي واستمرت حتي يوم الخميس رئيس البورصة محمد عبدالسلام‮. ‬لم يكن‮ ‬غريباً‮ ‬أن تنعكس أصداء الأحداث السياسية في شكل انخفاضات حادة في قيمة الأسهم التي كانت تقود البورصة قبل ثورة ‮٥٢ ‬يناير والتي يمتلكها ويديرها من جاءت أسماؤهم في التحقيقات القضائية‮.. ‬ورغم ذلك استطاع الإقبال علي التعامل وشراء الأسهم الأخري أن يحقق التوازن المطلوب وإن كان هذا لا يمنع من تذبذب المؤشر وهو أمر لا يتعارض مع اعتبارات الاتجاه نحو الاستقرار‮.‬أرجو أن يكون ما شهدته البورصة حافزاً‮ ‬ومشجعاً‮ ‬لكل المصريين للدعم المباشر من خلال شراء الأسهم ومن خلال المساندة‮ ‬غير المباشرة بالعمل والإنتاج وبذل الجهود من أجل نشر الأمن وعودة الاستقرار‮.‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل