كل يومقـصـــة فـســــاد!
من خلف زجاج نظارته السميك تأمل الكاتب »الألمعي« والمثقف »اللوذعي«، ابنه الذي كبر ويقف امامه الآن معلنا عن نضجه، وحاجته بعد ان تخرج إلي احتلال مركز مرموق في الحياة، وقد حدد لأبيه المناضل القديم مكانا بعينه، ولم يبطيء الكاتب »اللامع« والمثقف »الجهبذ« في الرد علي ابنه المتطلع إلي شغل ذلك المركز المرموق، وفعلا لم يهدر المثقف الكبير وقتا في الاعداد لانجاز المهمة، وتحقيق المطلوب، فهرع إلي مساحته »الملاكي« في جريدته ذائعة الصيت، وشهر قلمه مهاجماً الوزير الذي بيده تنفيذ رغبة ابنه، وأخذ يكيل للمسئول الكبير الاتهامات ذات الصدي، فارتعد الوزير »الهش«، واعاد المثقف الألمعي الكرة بمقال ناري اتهم فيه الوزير بالعمالة والنذالة والفساد، فهرع الوزير إلي من تربطه بالكاتب الشرس صداقة، وطلب إليه ترتيب لقاء معه، وفعلا جلس الكاتب يحتسي عصير »الليمون« والوزير يشرح متحمساً ما حققه، وارتفع صوته يفند الاتهامات الموجة اليه، بينما جلس الوسيط يحتسي كوبا من »السحلب« وبعد ساعتين من الشرح، هز الكاتب الألمعي رأسه، ثم اقترب من أذن الوزير وهمس فيها: ابني يريد ان تعينوه في المركز الفلاني، تفاجأ المسئول بالطلب، وتراجع قليلاً إلي الوراء، ثم انفجر ضاحكاً، وقال للكاتب الجهبذ: اعتبره يجلس الآن علي كرسي الوظيفة المرموقة.
Comments