إنها فعلا مؤامرة بقلم:علي عبد العزيز أبو شريعة

إنها فعلا مؤامرة الصحفي : علي عبد العزيز أبو شريعة اشتملت اللغة العربية على الكثير من التصريفات النحوية منها الفاعل والمفعول بعه والمضاف و المضاف إليه والحال ...... الخ مما أضافه الباحثون في علم اللغة والنحو والصرف وقاموا أيضا " علماء اللغة " بإيجاد العديد من القواميس بما تحويه من مترادفات ومتضادات وذلك بهدف الرجوع إليها عند الحاجة العلمية البحثية ليستفيد منها كثير من طلاب العلم مستقبلا . لكن علماء السياسة العرب وفطاحلها وقفوا عاجزين أمام أنفسهم وأمام شعوبهم حتى اللحظة أي بعد دخولنا الشهر الخامس من ما يسمى الثورات الشعبية أو الشبابية سمها ما شئت المهم انه حتى الآن لم يقوم أي سياسي أو مفكر عربي وبشكل واضح بعرض ما يجري في امتنا العربية وكل من خرج إلى الفضاء من هؤلاء السياسيين والمفكرين إما يكون محابي لطرف على حساب الآخر أو يطلب منه الحديث في اتجاه محدد من قبل مستضيفيه أو يكون له مصلحة شخصية ما بعد الأحداث كأن يصل إلى منصب في بلد ما . بعد أيام من القصف " الدولي " لقوات القذافي وعاصمته طرابلس وسقوط العديد من الضحايا وعدم تمكن الحليف الليبي على الأرض من تحقيق وعوده وسحق قوات القذافي بدأت الآن تتضح الرؤيا قليلا حيث أن المتآمرين على العرب ووحدتهم يرون في الصراعات العربية الداخلية هي المناخ الصحي والجيد لتمرير سياساتهم وتقسيماتهم الجديدة للأرض العربية مع ضرورة المحافظة على الخلافات الداخلية لكل دولة أو منطقة وما عليهم سوى دعم الأطراف المتصارعة ماديا وعسكريا وبهدف إطالة هذا الصراع " لا يموت الديب ولا تفنى الغنم " وبذلك على كل طرف من أطراف النزاع أن يقوم بتقديم القرابين لولي النعمة الذي يحافظ على وجوده على كرسي الحكم وبنظرة بسيطة لما يجري على الساحة العربية نلاحظ التالي . فلسطين : دولة واحدة بثلاث حكومات حكومة غزة – حكومة الضفة الغربية – حكومة أراضي 48 " إسرائيل " السودان : حكومة شمال السودان – وحكومة الجنوب التي حصلت على استقلالها بعد استفتاء عام مدعوم غربيا ليبيا : حكومة الشرق " بنغازي وضواحيها " – حكومة الغرب " طرابلس وما حولها " اليمن : التقسيم قائم بمجرد سقوط علي عبد الله صالح " اليمن الجنوبي – اليمن الشمالي " العراق : دويلة الأكراد – دويلة الشيعة – دويلة السنة إعادة هيكلة وتسميات دول الخليج ودول الشام حسب تقسيمات موضوعة منذ زمن ولم يتبقى سوى اختيار الوقت المناسب للتنفيذ . كنا ننتظر أن تكون هذه الثورات موجهة ضد من احتل الأرض العربية واغتصبها وتكون مطالبها موحدة إنهاء الاحتلال لأي ارض عربية , وإزالة جميع الحدود والحواجز التي مزقت وفرقت الإخوة عن بعضهم لعقود من الزمن تحت اسم الثورة العربية الكبرى . قرأت مقالة للدكتور ناصر اللحام الصحفي المبدع والتي كانت بعنوان "أحمق من يصدّق نظرية المؤامرة وأحمق من لا يصدقّها " وبالرغم من كامل قناعتي بان ما يدور في وطننا العربي فعلا مؤامرة إلا أنني تعجبت من وصف الدكتور ناصر اللحام لمن لا يصدق أنها مؤامرة بأنه أحمق بالرغم أن قناعتي تعززت بعد ما ذكره في نفس المقالة والتي سأنقل نص الفقرة حرفيا " في شهر تموز 2010 ، كانت دهشتي كبيرة حين تلقيت دعوة لحضور مؤتمر دولي في العاصمة البرتغالية لشبونة ، بحضور نائب الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس البرتغالي والسفير الأمريكي حيث طلبوا منا نحن الصحافيين أن نركّز اهتمامنا على الفيس بوك والتويتر ووسائل الاتصال الاجتماعي " تلك هي الفقرة التي وردت في المقالة . السؤال الآن هل تبقى لدى احد شك في أنها مؤامرة بشعة تستهدف أوطاننا وهل نحن أمام مجموعة من الساسة المتسلقين الذين يريدون الحكم حتى لو كان على أنقاض الوطن . أتمنى من وسائل الإعلام العربية المؤثرة أن تقول حقيقة ما يجري وتنبهه إلى حجم المؤامرة وأطرافها وألا تكون شريكة في ما يجري ولن يرحمها احد بعد انتكاسة الأمة العربية والإسلامية وتقسيمها إلى دويلات .