المحتوى الرئيسى

أسامة كمال في رسالة إلى الفارس الأبيض : .. ارحل يا شحاتة

04/02 16:45

بعين طفل ، ما زال يتحسس خطواته وعالمه ، شاهدتك للمرة الأولى ، يوم أن أحرزت هدفاً في مرمى النادي الأهلي في مطلع الثمانينات من القرن الفائت ، وألغاه حكم المباراة ، بقصد إهداء البطولة كالعادة لنادي القرن القابع في الجزيرة ، والذي تمتلئ خزائنه بكل البطولات قديماً وحاضراً ومستقبلاً ، وإلى أبد الآبدين .. فكما السلطة في مصر أبدية ، فالبطولة أيضاً ليس لها إلا خزينة واحدة  .. يومها جعلتك فارساً نقياً أبيض، حالت عقيدة الاستحواذ المصرية، عن تتويجه بما يستحقه .. وظل وجهك معي ، سنوات وسنوات ، حتى عندما غبت في غيابات البعد ، ظللت أحكى عنك كشاطر حسن نبيل  ، ترجل عن أحلامه ، وارتضى بالعزلة والبعاد .. وحينما عدت مدرباً ، أضاءت لك الكرة المستديرة  سحر ألقابها ، وتفوقت مع كل فريق دربته ، بدءاً من فرق الدرجة الثانية التي صعدت بها إلى الدرجة الأولى ، ومروراً بكؤوسك الذهبية مع فريق الشباب عام 2003، وفريق المقاولين العرب  عام 2004، وبطولات الأمم الإفريقية الثلاث المتتالية ..  وفى كل ذلك كنت جاداً ومخلصاً ، وأدرك الجميع قيمة ما قدمته ، مقارنةً بما قدمه منتقديك .. حتى حينما تخلت الساحرة المستديرة عنك ، وعن فريقك في أم درمان ، وضاعت فرصة التأهل لكأس العالم ، دافعت عنك بعاطفة محب قديم ، وليس على المحب ملام ..  لكنني أخذت عليك وعلى فريقك ، أنكم صدقتكم بقصد أو بدونه ، أن الوطن مجرد بطولة في كرة القدم ،  وتحول اللاعبون إلى زعماء وقادة ،  يفتون فيما يعلمون أو لا يعلمون ، في دولة لم تجد ما تقدمه لشعبها إلا كرة القدم ..  وقفزت العائلة الرئاسية في النظام السابق على انتصاراتك المتتالية ، ووصل الأمر بأن حشد الوريث في مباراة أم درمان ، أعوانه و مريديه ، وفى مقدمتهم نجوم الصف الثاني والثالث والرابع من نجوم الفن والغناء ، حتى يعود منتشياً مع نصر فريقك المنتظر ، ومتقدماً لموكب رمزي ، يكون بمثابة الإشارة الأولى لتوريثه الرئاسة ، لكن لحسن الطالع خابت كل التوقعات ، وعاد الوريث بدون أي نصر .. و بالطبع لن ننسى لك ، دفاعك عن الرئيس المخلوع  ، أثناء اشتعال أوار الثورة النبيلة  ، حتى وإن كان دفاعك دفاعاً عن شخص اقتربت منه ، ونلت من حدبه وثنائه ، وليس عن رئيس جمهورية جثم على أرواحنا ثلاثين عاماً ، ويريد ثلاثيناً أخرى لوريثه ، وأنت من قبل ومن بعد ، لم تدع يوماً أن لك اهتماما بالسياسة ، واهتمامك الوحيد محصوراً في كرة القدم .. لذلك أتمنى عليك أن ترحل ، فالوقت لم يعد وقتك ، سيما أن الكرة استدارت ، ونال فريقك الهزيمة تلو الأخرى ، ويعتبرك الثائرون جزءاً من صفحة قديمة بالية ، مهما قلت أو فعلت .. والأفضل أن تدخل في تجربة جديدة ، وبعيدة عن منتخب مصر ، حتى لا يصير تدريب  المنتخب مقصوراً على أحد ، ونتخلص من عقيدة الاستحواذ والتملك ، التي نالت منك لاعباً .. فالزمن القادم لم يعد زمن الفرد ، سواء كان رئيساً للوطن أو حتى مدرباً لفريقه الكروي ..مواضيع ذات صلة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل