المحتوى الرئيسى

غداً مساء جديد بعيداً..عن المظاهرات المليونية.. الشعب الذي قام بالثورة.. أليس من حقه أن يجني ثمارها..؟؟ نعم.. لقد أسقط الاستبداد والقهر واسترد الكرامة.. ولكن: إنه يريد أن يحيا.. وأن يتحسن مستوي معيشته

04/02 13:16

بعيداً عن المظاهرات المليونية..  ومطالب أصحابها.. واصرارهم علي إنقاذ الثورة.. ولديهم الحق في ذلك كل الحق.. فإن شعب مصر الذي نفض عن كاهله كل مظاهر الظلم. والقهر والاستبداد.. لابد أن يلمس تحسناً ملموساً.. وحقيقياً في حياته المعيشية..!***لقد ظل هذا الشعب علي مدي ثلاثين عاماً كاملة.. ينتظر ثمار الإصلاح الاقتصادي دون جدوي.. حيث أخذت الحكومات المتعاقبة تطالب بالتمهل وممارسة الصبر وطول البال.. انتظاراً لليوم الموعود الذي لم يأت أبداً والذي بات واضحاً أنه لن يجيء أبداً..!لقد كان مفروضاً.. أن يرتفع متوسط دخل المواطن.. وأن تتوفر فرص العمل للأبناء. والبنات.. وأن يتطور التعليم ويتحدث.. وأن يجد هؤلاء الرعاية الصحية اللائقة.. لا أن يطارد الموت.. المرضي.. أمام أبواب المستشفيات.ثم.. ثم.. أن يتم إيجاد حلول جذرية وجادة لأزمة الإسكان..!***لكن للأسف.. كل هذا لم يتحقق..!ثم.. ثم.. قامت الثورة.. وحتي الآن.. مازال الناس يعانون.. ويئنون.. ويتوجعون..!طبعاً.. الحكومة الحالية لديها العذر- كل العذر- فماذا عساها فاعلة إزاء تركة ثقيلة ووسط ضغوط هائلة من كل فئات المجتمع الذين يتصورون- وأيضاً لديهم الحق- أن الوقت قد حان ليعيشوا حياة جديدة مغايرة عن نظيرتها قبل 25 يناير؟!***بديهي.. الإنتاج الصناعي.. مازال في أضيق الحدود..!.. والزراعة.. تعيش أسيرة سياسات الماضي..!وها هي السياحة.. إذا خطت خطوة واحدة للأمام.. وقفنا جميعاً.. نهلل. ونصفق..!أما فيما يتعلق بالاستثمار..  فمع احترامي.. لكل ما يقال ويتردد.. فإن السؤال الذي يدق بالرءوس بعنف:أي رأس مال هذا الذي يمكن أن يغامر أصحابه لكي يأتوا إلي بلد.. لم يتحقق فوق أراضيه بعد الاستقرار الكامل.. والأمان الشامل.. والحماية الكاملة للمشروعات.. ويكفي أن يتسرب نبأ واحد يقول- مثلما هو الحال بالأمس- بأن 40 مواطناً يسقطون يومياً بسبب جرائم القتل والسرقة.نعم.. لقد غمرتنا السعادة.. عندما أخذت بورصة الأوراق المالية تعود للعمل وتدب فيها الحياة تدريجياً.. لكن البورصة في البداية والنهاية.. لا تمثل سوي النزر اليسير من مجتمع تتعدد فيه كافة نشاطات الحياة..!***استناداً إلي تلك الحقائق.. فإن السؤال الذي يدق الرءوس بعنف:إذن.. لماذا قامت الثورة..؟؟لا شك أنها قامت من أجل أن يسترد الإنسان المصري كرامته. وحريته. وأن يشارك مشاركة أساسية في حكم نفسه بنفسه..!.. ولكن:أكرر: ولكن..هل تلك كلها متطلبات البشر..؟!أم أن الحرية. والديمقراطية. وسيادة القانون. والمساواة. والمواطنة التي لا تشوبها شائبة.. إنما هي في الأساس.. عناصر. ومقومات لخلق بيئة أفضل.. وإيجاد مناخ يدفع تلقائياً إلي ما يحقق رفاهية الناس.. وينشر بذور الخير والجمال.. فوق شتي ربوع أرض المحروسة..؟؟الإجابة لا تحتاج إلي جهد.. بل لعلنا جميعاً متفقون علي أننا نملك من القدرات. والإمكانات ما لم يملكه غيرنا.. فلماذا يكون هذا حالنا..؟!***مهما كان الأمر.. ليس هذا وقت البكاء علي قطرة واحدة من قطرات أي كوب من لبن مسكوب.. بل نحن نريد بالفعل.. أن نرسم خريطة طريق مستقبلنا بكل الجدية. والحسم. والصدق. والمصادقة..!دعونا نعترف.. بأن كثيراً من جهدنا سوف نفتقده خلال الشهور القادمة في الانتخابات البرلمانية.. وتشكيل اللجنة التأسيسية لوضع الدستور الجديد وانتخاب رئيس الجمهورية.. وطبعاً ما أدرانا بالانتخابات التي يعلم الله وحده.. ماذا يمكن أن تسفر عنه من نتائج..!***لذا.. فنحن نريد.. أن تكون خريطة الطريق التي نرسمها متمشية مع رغباتنا.. وميولنا.. وأهوائنا.. و.. و... ومصالحنا..!وغني عن البيان أن تلك الرغبات والميول والأهواء تلتقي كلها حول هدف واحد..!إذن ليس هناك مبرر أبداً.. لكي تتواني الحكومة عن أداء عملها بكل ما يملكه أعضاؤها من قوة..!أيضاً.. لا توجد ذريعة واحدة.. لكي نظل نحن- كشعب- نتكلم. ونعلي أصواتنا.. في الوقت الذي يود الآخرون أن يقبلوا علينا.. ويقيموا معنا علاقات تجارية واقتصادية.. لكنهم يترددون..!صدقوني... ليس أمامنا من الآن.. بل من هذه اللحظة سوي أن نجد الصيغة التي تدفع بنا إلي الأمام..!!وأخيراً.. إذا كان الحوار الذي يجري حالياً.. يشكل جزءاً مما يمكن أن يحمله المستقبل.. فإن الجزء الأساسي.. والمهم.. أن نوفر لأنفسنا بأيادينا.. طعامنا.. وشرابنا.. ونضع اللبنات الأساسية لانطلاقة الخير الوفير بإذن الله.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل