المحتوى الرئيسى

أعضاء فى الجناح المسلح للجماعة الإسلامية يفتحون خزائن أسرارهم لـالشروق : موقف (الجماعة الإسلامية) من الثورة غير مشرف

04/02 10:34

محمد سعد عبدالحفيظ - محمد خيال -  الأربعاء الدامى الذى مثل نقطة تحول فى مسار الثورة Share var addthis_pub = "mohamedtanna"; اطبع الصفحة var addthis_localize = { share_caption: "شارك", email_caption: "أرسل إلى صديق", email: "أرسل إلى صديق", favorites: "المفضلة", more: "المزيد..." }; var addthis_options = 'email, favorites, digg, delicious, google, facebook, myspace, live'; 7 سنوات فى أقبية مبارك لم يروا خلالها النور، لقوا فيها ما لا طاقة لبشر به، بدءا من الضرب والصعق بالكهرباء وصولا لـ«لحس البراز»، ليس بهدف تأديبهم بقدر «إذلالهم وكسر إرادتهم أو دفعهم للجنون».قضوا فى رحلة السجن نحو عقدين من الزمان وخرجوا منها عقب إطلاق الجماعة الإسلامية لمبادرة وقف العنف بسنوات، فاقدين الثقة فى أن تشهد مصر تغييرا، فاختاروا أن يعودوا لحياتهم و«ياكلوا عيش».لكن، وبعد أن تفجرت ثورة 25 يناير، لحقوا بها فى جمعة الغضب، واعتصموا فى ميدان التحرير، وشاركوا فى حماية الثورة يوم الأربعاء الدامى «موقعة الجمل» فهم الأكثر دراية بالمناورات العسكرية، فالمجموعة التى حاورتها «الشروق» حصلت على تدريبات عسكرية بمعسكر خلدن بأفغانستان وشاركت فى الجهاد ضد السوفييت حتى دخلت كابول، وعادت بعدها إلى مصر.المحامى سيد رجب والمدرس الأزهرى محمد عباس ومدرس الرياضيات حامد عبدالعال، يكشفون لـ«الشروق» عن تفاصيل انضمامهم إلى الجماعة الإسلامية، والتحاقهم بالجناح المسلح، ثم انتقالهم من القاهرة إلى بيشاور، ومنها إلى أفغانستان، ثم العودة إلى مصر، ورحلتهم فى سجون مبارك.ما قبل الثورةقضى محمد عباس نحو 20 عاما فى سجون مبارك بعد أن صدر ضده حكم فى القضية التى عرفت إعلاميا بـ«العائدون من أفغانستان» عام 1992 بالسجن 15 سنة.عباس كان قد فقد الأمل فى أن يثور المصريون ضد ظلم مبارك: «فقدت الثقة فى الشعب المصرى، وكنت أظنه لا يغضب، لذا لم أخرج فى مظاهرات يوم 25 يناير، وتوقعت أن يكون يوما عاديا، يتظاهر فيه بعض النشطاء أمام نقابة الصحفيين ثم يصرفهم الأمن وينتهى الأمر، لكن ما حدث فاجأنى كما فاجأ آخرين».ويكمل عباس الذى يعمل مدرسا بالأزهر ويقيم بحى المطرية: «خرج الناس يوم الجمعة فى مظاهرة سلمية حاشدة من أمام أحد مساجد المطرية، وما هى إلا لحظات حتى تعامل معهم الأمن بعنف شديد وأطلق عليهم القنابل المسيلة للدموع والخرطوش وسقط أمامنا عدد من الشهداء، وهو ما استفز شباب منطقة السوق، فهاجموا قوات الأمن دفاعا عن المتظاهرين وألقوا على الأمن الحجارة والمولوتوف، وبعد معركة استمرت 3 ساعات هربت قوات الأمن واختبأ عدد منهم فى احد المساجد وأشعل الشباب النار فى سيارات الشرطة».ويضيف عباس: «بدأنا بعدها التحرك بشكل عشوائى ولم يكن هدفنا الوصول إلى التحرير، وفى المساء علمت أن ابن ابنة عمى الذى لم يبلغ الـ19 عاما استشهد، دفناه صباح السبت، وعقب الجنازة اتخذنا قرارا بالتوجه إلى ميدان التحرير وصاحبنى عدد كبير من أصدقائه وبدأنا رحلة الاعتصام فى الميدان».ويتابع «حضر إلى الميدان بعض السلفيين وقالوا للناس إن هذه المظاهرات خطأ وأفتوا لهم بعدم جواز الخروج على الحاكم، وأحدهم قال لى: هل أنت متخيل إنك بهذا ستقيم الدولة الإسلامية؟».يروى عباس ما حدث فى الأربعاء الدامى: «كان يوما عصيبا على الجميع حتى على البلطجية الذين فوجئوا بمقاومة شديدة وقال بعضهم عقب القبض عليه من قبل الثوار أن من جلبوهم قالوا لهم: انتو هتدخلوا الميدان هتلاقوا شوية عيال فرافير أول ما هيشوفوكم هيخروجوا واحنا نمسكهم».ويقول عباس: «بدأ البلطجية يهاجمون كل مداخل الميدان بأعداد كبيرة، ولم تكن هناك أدوات للدفاع فى البداية، وهذا يدل على أن المولى تبارك وتعالى هو القائد الحقيقى للثورة».عباس الذى حصل على تدريبات عسكرية فى أفغانستان وشارك فى «الجهاد ضد السوفييت» فى ثمانينيات القرن الماضى، أكد أن ما حدث فى الميدان من مقاومة وتحرك للثوار فى هذا اليوم «شىء لا يصدق»، مضيفا: «لو تم تدريب مجموعة من الشباب على خطة طوارئ لمواجهة هجوم بهذا الشكل لما استطاعوا أن يطبقوها بهذه الدقة».أما المحامى سيد رجب الذى اعتقل لمدة 15 عاما على ذمة قضية «الاغتيالات الكبرى» عام 1993، فأكد أنه لم يشارك فى مظاهرات قبل 25 يناير منذ خروجه من السجن قبل عامين: «المصلحة العامة للبلد كانت تقتضى عدم خروجنا فى أى تظاهرات قبل الثورة فالأمن الذى كان يسمح للبعض بالتظاهر خلال الأعوام الماضية لم يكن ليسمح بها فى حال مشاركة شباب الجماعة الإسلامية أو غيرها من التنظيمات الإسلامية التى دخلت فى مواجهات مع الدولة فى تسعينيات القرن الماضى، وكان الأمن سيصور أى مظاهرة نشارك فيها على أنها مظاهرة للإرهابيين الذين حاربوا فى أفغانستان ووقتها سنتحول إلى بلاء على هؤلاء الشباب». الشيخ حامد عبدالعال مدرس الرياضيات الذى حبس على ذمة قضية اغتيال رئيس مجلس الشعب السابق رفعت المحجوب نحو 20 عاما، رغم حصوله على حكم بالبراءة، فقال: «فى اليوم التالى لبداية الثورة قال لى أحد أصدقائى انه اغتسل غسل الموت وأخبر أولاده انه ذاهب كى يموت، فقررت الخروج معه وتذكرت حديث الرسول «لقد شهدت فى مكة حلفا ما أردت أن يكون لى به حمر النعم ولو دعيت له لأجبت» وهو حلف تشكل فى مكة لرد المظالم، مما جعلنى أصر على الوجود معهم مهما كلفنى ذلك، وكنت أحاجج السلفيين فى الميدان بهذا الحديث».الميدان صهر الجميعوعن تعاملهم مع باقى التيارات الفكرية والسياسية الموجودة فى الميدان قال الشيخ حامد: «شعرت أن الميدان صهر كل الفوارق بين الجميع وحولهم إلى كيان واحد»، مضيفا: «عرضت علىّ فتاة متبرجة - بقسماط وأخذته منها بالرغم من أننى لم أكن أرغب فى الطعام لكننى خشيت أن تظن أننى رفضته لأننى «ملتحى» فتشعر بالحرج، وفى مرة أخرى كنت أتوضأ بزجاجة مياه فوجدت احد الأشخاص يمسك الزجاجة منى ليصب الماء وبعد أن انتهيت من الوضوء قال لى هل وضوؤك صحيح أم لا؟ فسألته لماذا؟ فقال لى أنا مسيحى، فقلت له صحيح ونص كمان».وداعــًا للثأريؤكد حامد أن الجماعة قررت وقف العنف عن قناعة، «رغم أنه كان بإمكاننا أن نأخذ بالثأر من ضباط أمن الدولة، فالظروف كانت مهيأة لذلك أثناء فترة الفراغ الأمنى». مشيرا إلى أن العنصر الرئيسى فى النصر أثناء ثورة 25 يناير هو «كلمة سلمية التى كانت بمثابة السكين التى ذبحت قوات الأمن واستفزتهم».محمد عباس والذى تم إعدام شقيقه الأكبر بعد اتهامه فى قضية الاغتيالات الكبرى، يقول: «رغم أن لى تجربة مريرة مع أجهزة الأمن بعد إعدام شقيقى الأكبر، إلا انه عندما تم ضبط احد ضباط امن الدولة فى ميدان التحرير يوم الأربعاء الدامى، دافعت عنه حتى لا يموت فى يد الثائرين».قفز الجماعة على الثورة يصف محمد عباس موقف قيادة الجماعة الإسلامية من الثورة بـ«غير المشرف»، فقادة الجماعة طالبوا أعضاءها بعدم المشاركة فى الثورة، مضيفا: «نحن أكثر الناس دراية بمواجهة النظام والتعامل مع الأحداث بشكل أكثر فاعلية، لكنهم للأسف خذلونا، فشاركنا فى الثورة بصورة فردية وليست تنظيمية».ويرجع حامد موقف قيادات الجماعة من الثورة إلى الضغوط التى تعرضوا لها: «هناك قيادات صادر بحقها أحكام بالإعدام، وتخوف البعض من تنفيذ هذه الأحكام فى حالة ما إذا أصدرت الجماعة أمرا لقواعدها بالمشاركة».عباس رفض هذا التبرير، ورآه غير صحيح: «الجماعة لم تكن ستخسر أكثر مما خسرته فى الماضى، كان يجب عليهم أن يتخذوا قرارا بوجود الجماعة بشكل اكبر فى الميدان إذا أرادت أن يكون لها مصداقية».واعتبر عباس أن قادة جماعته «قفزوا على دماء الشهداء»، وأضاف: «من أفتى بعدم الخروج لا يجوز له بعد نجاح الثورة أن يطالب بحقوق الجماعة وبالإفراج عن المعتقلين»، وتابع أرى أن ما قامت به قيادات الجماعة كان قفزا على جهود الناس وجنى ثمار ثورة لم يشاركوا فيها، ولا يجب أن نتذرع بالضغوط، عندما نزلنا للميدان لم يكن أمامنا إلا أن ننتصر أو نموت».سيد رجب يشير إلى أن موقف مجلس شورى الجماعة دائما ما يختلف عن موقف أفراد الجماعة منذ عام 1997: «بعض أفراد مجلس الشورى يصادر آراء الأفراد ويتحدث باسم الجماعة فى الوقت الذى يكون فيه باقى أعضائها رافضين»، مؤكدا أن ذلك لا يعفى الصامتين من المسئولية.ولم يستبعد رجب أن يكون لأجهزة الأمن دور فى ذلك من خلال تعاونها مع بعض قيادات الجماعة: «الأحداث توحى بذلك». رجب وصف رفض ناجح إبراهيم الرجل الثانى فى الجماعة المشاركة فى الثورة بـ«المخزى والصادم للحركة ولم يوافق أحد منا على هذا الأمر، فالثورة كانت سوقا لن تعوض مرة أخرى كى نغنم منها». ويرى حامد عبدالعال أن الأمن استطاع أن يضرب العلاقة بين قيادات الجماعة وقواعدها والتى كانت تقوم على العاطفة والولاء فى مقتل، مضيفا: «فرق الأمن بين القيادة والأفراد وأوقع بينهم عندما اخرج قيادات الصف الأول من السجون قبل غيرهم من القواعد وهو ما أحدث شروخا فى العلاقة».حزب الجماعة يرى حامد أن تأسيس الجماعة الإسلامية حزبا سياسيا لن يكون مجديا، متسائلا: «لماذا يريد مجلس الشورى أن يؤسس حزبا مادام الإخوان سيؤسسون حزبا، خاصة وأننا لا نختلف مع الإخوان فى العقيدة والمرجعية الإسلامية، فالأمر هنا يبدو انه مرتبط بأشياء شخصية». واعتبر حامد أن سعى القيادات لتأسيس حزب سيؤدى إلى إحداث فرقة فى صفوف الإسلاميين حيث «لن يكون فى هذا الحزب أى جديد أو اختلاف عن حزب الإخوان»، فى إشارة إلى دعوة من يريد الانضمام للعمل السياسى على مرجعية إسلامية من الجماعة أن ينضم لحزب الإخوان. أما سيد رجب فيفضل أن ينتشر أعضاء الجماعة فى الأحزاب، «بعض شباب الجماعة قد يضطرون للانضمام إلى حزب الإخوان». الطريق الثالث والاندماج يرى محمد عباس أن «الشيخ عبود الزمر له منزلته فى قلوب الجميع ولا يختلف عليه أحد» لكن بعد الفترة الطويلة التى قضاها فى السجن وغيابه شبه الكامل عن المجتمع يجعل طرحه «البديل الثالث» غير معبر عن الواقع بشكل دقيق، مطالبا الزمر بأن يعيد النظر فى طرحه ليتواكب مع المجتمع بعد التطورات الكبيرة التى طرأت عليه».المادة الثانية والسلفيونوعن إثارة بعض الإسلاميين والسلفيين تحديدا مسألة المادة الثانية من الدستور، يقول سيد رجب: «كنا نرفض رفع شعارات إسلامية أثناء الثورة، فيما طالب سلفيو الإسكندرية الذين لم يظهروا إلا بعد الثورة بعدم المساس بالمادة الثانية من الدستور علما بأنهم كانوا يحرمون الخروج على الحاكم»، مضيفا: «معظم السلفيين فى القاهرة مخترقون أمنيا».ويرى عباس أن السلفيين قد يكونون صادقين فى نواياهم لكنهم منغلقون فكريا عزلوا أنفسهم بالتعامل مع نصوص فقط. وشكك فى فهم السلفيين للدين: «بينهم أناس لديهم قصور شديد فى فهم الواقع والدين».«الإعلام الذى ظل طوال 30 عاما يحارب الإسلام ويضخم الأحداث بين المسلم والمسيحى لدرجة أنه «كره أهالينا فينا» هو السبب الرئيسى فى توتر العلاقة بين المسلمين والأقباط»، حسبما يرى حامد عبدالعال، مضيفا: «أنا كمدرس اقسم بالله معظم زملائى أقباط وأكلنا مع بعض وشربنا مع بعض ونقف بجوار بعض فى الشدائد».ويشارك عبدالعال فى الرأى سيد رجب ويرى أيضا أن الإعلام كان يلعب دورا كبيرا فى تأزم العلاقة بين المسلمين والأقباط: «هناك 30 ألف إسلامى خارج السجون الآن فلماذا لم يحملوا السلاح على الرغم من أن السلاح كان فى أيدى البلطجية»، مؤكدا أن الحركة الإسلامية عندما لم تطلق طلقة واحدة فى هذه الثورة غيرت وجه الجماعات الإسلامية فى العالم كله، مضيفا: «البلد كانت مفتوحة وكان من الممكن لأى حركة أن تحاول أن تنقض على الحكم». رحلة الجهادعن انضمامهم إلى الجماعة الإسلامية وخروجهم من مصر والجهاد ضد السوفييت فى أفغانستان ثم سنوات السجن الطويلة، يروى محمد عباس، «كنت أحفظ القرآن مع بعض أعضاء الإخوان المسلمين، إلى أن التقيت بصديقى الشيخ نبيل زكى ووجدته يرتدى جلبابا قصيرا ومطلقا لحيته فأثارنى شكله وقلت يجب أن أكون مثله وتواصلت معه وبدا يوضح لى فكر الجماعة الإسلامية وانضممت لها إلى أن جاءت فكرة السفر إلى أفغانستان وكنت وقتها فى الصف الثالث الثانوى، فسافرت إلى السعودية ثم إلى باكستان ومنها إلى معسكر الجماعة الإسلامية فى أفغانستان».ويكمل عباس «كان معسكر خلدن تحت ولاية الشيخ شريف عبدالرحمن الذى قتل فى أديس أبابا فى منتصف التسعينيات، وقضينا فترة تدريبات على كل الأسلحة بدءا من الأسلحة الخفيفة وحتى المدفعية، ثم تم توزيعنا على الجبهات، وذهبت إلى جلال آباد حتى شاركنا فى فتح كابول وتحريرها من أيدى السوفييت، بعدها قررنا مغادرة أفغانستان والعودة إلى مصر فدورنا فى الجهاد انتهى، وكان خط العودة «باكستان ــ السودان ــ ليبيا» ثم الدخول إلى مصر عن طريق منفذ السلوم بالبطاقات الشخصية، وعقب العودة مباشرة تم اعتقالى حيث كان الأمن يرصد بعض القيادات الذى ترددت عليهم فى مصر، وصدر ضدى حكم بخمس سنوات فى قضية «العائدون من أفغانستان»، وتم اعتقالى 10 سنوات تنقلت فيها بين سجون الإسكندرية وشبين الكوم والعقرب ودمنهور، وخرجنا بعد مبادرة وقف العنف بسنوات».حفلات التعذيب«كانت المعاملة فى السجون من 1993 وحتى مطلع الألفية الحالية فى غاية القسوة ومر أبناء الجماعة بفترة عصيبة، ففى إحدى المرات عام 93 كان هناك تفتيش على سجن العقرب، فرقة من العمليات الخاصة مجهزة بأسلحة غريبة، كانوا يخرجوننا واحدا تلو الآخر ويقومون بكلبشتنا من الخلف ثم توضع الغمامات على أعيننا، ويسكبون على وجوهنا جرادل البول، ثم يتركوننا للكلاب تنهش فينا، ثم يسحبوننا على أرضية ترابية، ويلهبون أجسادنا بكابلات الكهرباء ضربا، كانت تلك الحفلات تستمر لأكثر من 5 ساعات».ويضيف: «كانوا يستغلون مرض بعض الإخوة الشديد ويساومونهم على العلاج حتى يصبحوا مرشدين لهم على إخوانهم. وفى إحدى السنوات انتشر مرض السل بيننا، وكانت حصتنا فى السجن فى هذا الوقت من السكر ملعقتين فى الأسبوع لكل معتقل، وعندما اعترضت ضربت بالجزمة فى وجهى، وتم تعذيبى بشكل وحشى». وفى إحدى المرات جاءنا طبيب من مستشفى صدر العباسية فقال لنا أنتم طبيا ميتون، وسألنا لماذا لا تسيرون على النظام الغذائى الخاص بمرضى السل؟ فقلنا له إنهم لا يعطوننا طعام السجن، وبعد مغادرته جاءنا طبيب السجن وقال لنا لو متم مش هتفرق معانا فى شىء، ثمنكم ورقة حقيرة مكتوب فيها هبوط حاد فى الدورة الدموية، وعذبونا عقابا لنا على أننا تكلمنا مع طبيب الصدر ولم يرحموا مرضنا.ويؤكد سيد أن حفلات التعذيب كانت تصور بكاميرات فيديو حتى يتم رفعها للأجهزة الأمنية، مضيفا: «حاولوا من خلال التعذيب تحويل الإخوة عن أفكارهم، لكن لم يتخل عن أفكاره إلا عدد قليل جدا».ويتابع سيد «لو كنا سلمنا أنفسنا لهذا الظلم كنا خرجنا كارهين للمجتمع، فمنا من قضى 7 سنوات فى الانفرادى، والله لو كنا سلمنا نفسنا للانتقام لخرجنا قنابل موقوتة».ويكمل: «بعد الظروف التى مررنا بها، أرى أننا للأسف كنا نتمحور حول أنفسنا ونرى أننا الذين سنغير وحدنا».الطريق إلى الدموعن ظروف انضمامه إلى الجماعة الإسلامية ثم ضمه إلى ما كان يعرف بالجناح المسلح للجماعة يقول سيد «كان لدى طاقة وكنت أريد خدمة المجتمع، كنت عايز الشباب يصلى وما يعاكسش بنات ويعرف دينه، ووجدت الفصيل الوحيد فى الساحة الذى سيساعدنى على ذلك هو الجماعة الإسلامية فانضممت إليها، وما هى إلا 15 يوما وشاهدت الأمن يهاجم المساجد، ويحاصرها بجحافل الأمن المركزى ويدوسون المصاحف بأقدامهم ويطلقون الرصاص الحى والمطاطى على الإخوة، وفى أحد الأيام داهموا منزلى وضربوا أبى كان ذلك عام 1989 لم نكن فى هذا الوقت نحمل السلاح، ولم يحدث صدام، لكن بعد اغتيال الدكتور علاء محيى الدين المتحدث باسم الجماعة وكان داعية فقط ولم يدع لحمل السلاح، بدأت المشاكل من جهة النظام، وأنا شخصيا ضرب علىّ النار 4 مرات، وأعدوا فى ذلك الوقت قائمة بالقيادات المطلوب اغتيالها، وانتهكوا حرمتنا ونزعوا ملابس الأخوات فى الشارع، فكان أمامى طريقان إما أن أسلم نفسى ويتم إلقائى فى غياهب السجون أو نواجه العنف بالعنف».«اشتعلت الأحداث فى مصر وبدأنا رحلة العنف والعنف المضاد، كنا فى ذلك الوقت ندافع عن أنفسنا فقط، وبعد أن وجدت أصدقائى يقتلون بالرصاص وهم فى سن الـ17سنة دون ذنب إلا أنهم يصلون ويدعون الناس للصلاة، ولم يكن فى أى نشاط مسلح للجماعة، فقررت عدم البقاء فى مصر وسافرت إلى السعودية ومنها إلى باكستان ثم أفغانستان وهناك انضممت إلى معسكر خلدن ومنها إلى جبهات القتال ضد السوفييت».ويضيف سيد «بعد انتهاء الجهاد قررت العودة إلى مصر، لاسيما بعد ازدياد عمليات القتل والتصفية للإخوة، فكان قرار العودة من أجل التخفيف عنهم وللوقوف إلى جوارهم»، مؤكدا أن هدف العمليات العسكرية فى مصر كان لتخفيف الضغط على الإخوة.وعن تغيير النظام بالقوة قال سيد «التغيير بالقوة المسلحة موجود فى الأذهان ولم يكن وليد الأحداث فلائحة الجماعة تقول إننا سنغير بالجهاد لكن ليس فى هذه المرحلة».مبادرة وقف العنفوعن مبادرة الجماعة الإسلامية لوقف العنف يقول سيد: «وصلنا لقناعة أن حمل السلاح فى ذلك التوقيت كان قرارا غير صائب، والشيخ مصطفى حمزة - أمير الجماعة السابق - قال لى إننا أجبرنا على الدخول فى المواجهات المسلحة، وعندما دخلنا السجن وأعدنا التفكير وجدنا أن فكرة التغيير بهذه الطريقة وبمفردنا غير صحيحة، لكن البعض بدأ يقفز على المبادرة الحقيقية ويقول كلاما غير صحيح».ويؤكد حامد عبدالعال أن الأمن كان يستدرجهم: «تم استدعاء قيادى بالجماعة إلى مقر امن الدولة، ووضعوه فى غرفة مظلمة وحدثه مساعد وزير الداخلية وسأله ماذا تريدون؟ فرد الأخ اسمحوا لنا بالدعوة فى المساجد والجامعات ونعدكم أننا سنهجر مرحلة العنف، فقال له مساعد الوزير أنا أمام خيارين الأول أن أسمح لك بالدعوة وفى المقابل يتم وقف العمليات لكن فى النهاية ستصل لمرحلة لم أتمكن من السيطرة عليكم فيها، والخيار الثانى أن أوجه لك من آن لآخر ضربة وأضطرك للرد، وفى هذه الحالة سأتمكن من السيطرة عليك، واحنا اخترنا الخيار الثانى، الشاهد أن الأمن كان يتعمد دفعنا للصدام، ووصل الأمر أن بعض الضباط خططوا لإفساد المبادرة.ويتابع «مكثنا فى السجون 8 سنوات لا نعلم شيئا عن أهالينا وزوجاتنا لدرجة أن بعضنا عندما فتحت الزيارات بعد هذه الفترة اكتشف أنه تم تطليق زوجته منه وتزوجت من غيره وأنجبت».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل