قتال عنيف حول قصر الرئاسة في أبيدجان‏

في تدهور مفاجئ للأزمة السياسية الإيفوارية ربما يؤدي إلي ترجيح كفة علي أخري خلال ساعات‏,‏ اندلعت أمس اشتباكات ضارية في أبيدجان‏-‏ العاصمة التجارية‏ - بين القوات التابعة للحسن واتارا المعترف به دوليا رئيسا للبلاد وبين قوات الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو, فيما أعلن المتحدث باسم حكومة واتارا أن القوات الموالية له هاجمت مقر إقامة جباجبو وواجهت مقاومة عنيفة, في وقت أفادت تقارير إعلامية بوقوع أعمال سلب ونهب حول المدينة. وفي حين هيمن قتال ضار بالأسلحة الثقيلة في محيط قصر جباجبو في حي كوكودي الراقي عقب قيام القوات الموالية لواتارا بمهاجمة المقر, سيطر أنصار واتارا بالفعل علي مدن رئيسية في البلاد وعلي مبني التليفزيون الحكومي, حيث اكد متحدث باسم الأمم المتحدة في أبيدجان لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن التليفزيون أوقف بثه. وأكد مصدر عسكري رفض ذكر اسمه أن قوات الدرك وحوالي50 ألف جندي تخلت عن مواقعهم ولا يزال الحرس الجمهوري الموالي لجباجبو وطلاب مسلحون وحوالي ألفي مقاتل يقاتلون للدفاع عن مقر إقامة جباجبو. ومن جانبه, أكد رئيس الوزراء في حكومة واتارا, جيوم سورو, أن أمام جباجبو مهلة ساعات قليلة للاستقالة, وخاصة بعد أن أعلن قائد الجيش التابع له انشقاقه عنه. وفي السياق ذاته, أكد رئيس بعثة الأمم المتحدة في كوت ديفوار تشوي يونج جين لإذاعة فرانس إنفو أن جباجبو لم يتبق له قوات سوي الحرس الجمهوري وبعض القوات الخاصة بعد أن تخلت عنه قوات الشرطة والأمن, غير أن أحد أعوان جباجبو قال لقناة فرانس24 إن جباجبو لن يتنحي. وفي هذا الصدد, ذكرت وسائل إعلام أن أنصار واتارا احتفلوا أيضا بالسيطرة علي مدينة ياموسوكرو- العاصمة السياسية للبلاد- وهو ما يعني أن معظم مناطق كوت ديفوار واقعة الآن تحت سيطرة قوات واتارا. ولكن اسياكا كواتارا- المسئول البارز في القوات الجمهورية لكوت ديفوار- التابعة لواتارا أعلن أن الاستيلاء علي ياموسوكرو رمزي وليس حاسما, وأضاف قائلا: ياموسوكرو هي العاصمة اسما فقط, أما مقر سلطة جباجبو الفعلي فهو في أبيدجان, لذا فإن سقوط أبيدجان هو وحده ما سيضع نهاية لنظام جباجبو. وذكرت وكالات الأنباء نقلا عن شهود عيان أن بعض أعمال السلب والنهب بدأت تقع في مناطق حول مدينة أبيدجان في ظل هذه الأوضاع الأمنية. وفي جبهة أخري, اكد أحد شهود العيان العاملين في أحواض السفن بميناء سان بيدرو أن مقاتلين من القوات الجمهورية لكوت ديفوار- قوات واتارا- تفرض سيطرتها علي المدينة التي يخيم عليها الهدوء الآن باستثناء بعض حوادث إطلاق النار المتقطعة. وأضاف قائلا إن جنود جباجبو كانوا يخلعون ملابسهم الرسمية ويلقون ذخيرتهم وبنادقهم في الغابات أثناء فرارهم. وعلي صعيد آخر, تعهدت فرنسا بتقديم5,2 مليون يورو, أي ما يعادل5,3 مليون دولار كمساعدات إنسانية للنازحين جراء احداث العنف في كوت ديفوار, كما قررت نشر حوالي ألف جندي فرنسي في أنحاء مختلفة من أبيدجان لحماية جاليتها هناك.