المحتوى الرئيسى

بين الدعوة للوحدة الوطنية وقمع الداعين لها!بقلم: زياد ابوشاويش

04/01 19:36

بين الدعوة للوحدة الوطنية وقمع الداعين لها! بقلم: زياد ابوشاويش الفلسطينيون يعرفون أن حركتي حماس وفتح من دعاة الوحدة الوطنية لكن كل على طريقته ومن أجل تنفيذ أجندته الخاصة وليس الأجندة الوطنية التي تعني المواطن الفلسطيني. الفلسطينيون أيضاً يعرفون القواسم المشتركة وماذا يعني الحرص على المصلحة الوطنية في هذا الإطار، وهم قد جربوا طويلاً كافة التكتيكات والمماحكات بين الفصائل والتنظيمات للوصول للبرنامج الوطني في دورات المجلس الوطني الفلسطيني على امتداد سنوات النضال منذ إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية وحتى اليوم. المواطن العادي والذي لا يملك تجربة سياسية يعلم أن الوصول لاتفاق وطني بين الطرفين لإعادة القضية الوطنية على سكتها الصحيحة لا تحتاج لأكثر من صفاء نية الطرفين وإبداء الثقة في الآخر أما القواسم المشتركة وكل الحديث في السياسة والبرامج فإنها من باب المماحكات أو التهرب من تسديد ما عليهم من التزامات لا يرغبون في أدائها لأنها تعطل مصالح الطرفين الفئوية. الأخ محمود عباس طرح مبادرة الزيارة لغزة لكنه حدد لها جدولاً من نقطة واحدة هي تشكيل وزارة تكنوقراط من خارج الفصائل تعد لانتخابات جديدة وهذه طريقة لا تجعل الأمور تسير بشكل مفيد أو منتج، ذلك أنه لو قام بزيارة شخصية أو حتى فتحاوية فقط يمكن أن يحدد جدولها كما يريد أما من أجل الوحدة الوطنية والمصالحة فمن المجدي والأكثر منطقية أن يتفق مع حماس على جدول أعمال الزيارة والحوار معها ولا يضع الجميع بين قوسين مغلقين. لقد قام إخوة من اتجاهات مختلفة وكتاب نثق بهم ونحترمهم بطرح تصورات للزيارة وتفاصيلها من أجل نجاحها في رأب الصدع والعودة صفاً متراصاً في مواجهة العدو الصهيوني. اقترح هؤلاء أن يدخل الرئيس عباس من معبر رفح حتى لا تتحكم سلطات الاحتلال الاسرائيلي في طريقة دخوله ولا توقيتها، كما اقترحوا أن يرافق الرئيس قيادات عربية وإسلامية من أجل تسهيل الحوار وحل العقد التي تعترض الاتفاق على الحل ولتأمين جدية أعلى من جانب طرفي الخلاف وليشهدوا بالحق حول من الذي يعرقل. كما أن هناك من اقترح وصولاً مشتركاً من مصر للرئيس والسيد اسماعيل هنية بعد أن يكون رئيس وزراء حكومة حماس قد حل بمصر لهذا الغرض. إذن هناك إمكانية ميسرة وليست صعبة للقاء والاتفاق على الحل فما الذي يمنع؟ في الضفة الغربية عمل إخوتنا في حركة فتح على إثارة الجماهير للخروج في مظاهرات ومسيرات من أجل الوحدة الوطنية شارك فيها عدد من قيادات الحركة العليا، وكان واضحاً أن الحركة تريد وضع حماس في الزاوية، كما أن شعارات الحراك الشعبي والشبابي تم اختزالها في عنوان وحيد إسمه الانقسام ووضعت الشعارات الأخرى وهي على ذات المستوى من الأهمية في خلفية الحدث فقط مما أدى إلى فقدان هذه التحركات الزخم والتأييد الشعبي اللازم لاستمرار الاعتصامات حتى تحقيق الهدف كما حدث في البلدان العربية الثائرة. في قطاع غزة كان هناك ذات التحايل والتملص من تحمل المسؤولية حيث بادرت حركة حماس بمسيرات تدعو للوحدة الوطنية ولكن تم إرفاقها بشعارات أخرى ولم تأخذ قوة الدفع الضرورية لإحداث النقلة المطلوبة في توجه حماس للوحدة، ثم حين قام الشباب وجماهير الشعب الفلسطيني بعمل أكثر زخماً وتنظيماً ويؤثر بطريقة أعلى في مسيرة المصالحة لجأت حماس للقمع وإرهاب الناس بعد أن حددت للناس أماكن وتوقيتات تحركها واعتصاماتها حيث قامت بحملة اعتقالات لشباب كثر من نشطاء التحرك الوحدوي بينهم منتمين لفصائل مختلفة ومارست عليهم صنوف التعذيب والإهانة الأمر الذي أوقف كل شيء وأحدث ردة فعل غاضبة لا تزال تتصاعد في قطاع غزة. لقد أخبرني أحد الذين جرى اعتقالهم من جانب حماس بسبب دعوتهم للاعتصام والشعارات التي كانوا يحملونها بأنه تعرض للإهانة بالإضافة للضرب والتعذيب من جنود حماس ورجال أمنها الذين تنقصهم الحكمة والثقافة والأخلاق. لقد سمعت كلاماً لا يجوز أن يطلقه منتسبوا حماس على المعتقلين تحت أي ظرف لأنه كلام معيب ولا يمكن قبوله ناهيك عن الاعتداء بالضرب والإهانة على بعض الماجدات الفلسطينيات اللواتي كن في الاعتصام ورفضن الانصياع لأوامر حماس بالعودة لمنازلهن. إن هذه الأجواء سواء كانت في غزة أو الضفة لا تساعد على خلق الظروف الملائمة لنجاح الحوار والمصالحة، كما أن حصر القضية بين حركتي فتح وحماس سيجعل الحل أبعد مهما كانت الإجراءات والتسهيلات لزيارة السيد عباس لقطاع غزة أو كثرت اللقاءات بين الطرفين. الشعب الفلسطيني غاضب من قادته وناقم عليهم لكن الظرف لا يسمح له بانتفاضة تطيح بهم جميعاً في غزة والضفة، ونحن نريد أن يفهم هؤلاء القادة كيف يمكن تحويل هذا الغضب من أجل نجاح انتفاضة فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال إن لم يستطيعوا حل خلافاتهم المقيتة. إن الاتفاق على برنامج سياسي بقواسم مشتركة يمثل بداية صحيحة لولوج السكة الصائبة لحل الخلافات على باقي الصعد، وحينها تصبح زيارة الرئيس الفلسطيني لغزة مضمونة النتائج. حماس تعرقل وفتح تراوغ والشعب لا يريد إسقاط الطرفين أو بالأحرى غير قادر على ذلك فما هو الحل؟ [email protected]

Comments

عاجل