يومياتسيد عبدالعاطيبقلم: أنور الهواري
سيد عبدالعاطي متواضع إلي حد الدهولة, يحمل لزملائه ومرءوسيه عاطفة أقرب ما تكون إلي عاطفة الأمومة, لا تكاد تراه يجرح أحدا, لا يعرف العقاب, لديه استعداد عجيب للاستيعاب والاحتواء والتهدئة والتسامح. صادفته الكثير من الصدمات التي أعاقت لبعض الوقت اكتشاف أستاذيته, ترأس تحرير الوفد اليومي لفترة محدودة في ساعات الاضطراب والانتقال والصراع من عهد نعمان جمعة إلي عهد محمود أباظة. جاءته الفرصة السانحة في الوقت المناسب, ترأس تحرير الوفد الأسبوعيه, لم تبخل عليه الأقدار, أضافت إلي طبيعته الثورية, ثورة جديدة, ثورة أمة بكاملها, انفتحت أبواب الحظ وطاقة القدر لسيد عبدالعاطي, أطلق مواهبه ومواهب الفريق الذي يعمل معه, أنجز تقدما جبارا في الوفد الأسبوعي, أصبحت له علامة مميزة في السوق, البائع ينتظره, والقارئ يسأل عنه, وينفد من الأسواق, أصبح ماركة مسجلة, أنجز استقلالا مهنيا عن الوفد اليومي, عاد إلي طبيعة أيام مصطفي شردي, باعتباري أن الأسبوعي هو الأصل وهو الأم وهو العباءة الكبري التي خرج الوفد اليومي من تحت دثارها. قبل سيد عبدالعاطي, كان الوفد الأسبوعي عبئا علي الوفد اليومي, الآن الوفدان يتنافسان وينطلقان بحرية في سوق صحفية جديدة, تحلو فيها المنافسة وتنكسر فيها القيود. لي ملاحظات علي الوفد الأسبوعي, يسمعها سيد عبدالعاطي ويعترف بها دون مكابرة, لهذا أتوقع مزيدا من الدقة والالتزام المهني والتوازن بين الحرية والمسئولية, وحفظ المسافة المطلوبة بين الإباحة والاستباحة, وعندي يقين أن التجربة سوف تطور مزاياها, وسوف تنتصر علي سلبياتها. وإلي الأمام يا سيد أنت وزملاؤك....
Comments