المحتوى الرئيسى

«حرب الجبناء» قصة معاناة سكان المناطق الحدودية الجزائرية من ألغام الاستعمار

04/01 13:47

«حرب الجبناء» فيلم جزائري قصير يروي معاناة سكان الشرق الجزائري من خطر ملايين الألغام المضادة للأشخاص، زرعتها الحكومة الفرنسية خلال ثورة الجزائر (1954 - 1962) على طول الحدود الشرقية مع تونس، والغربية مع المغرب، لمنع مجاهدي حرب التحرير من الحصول على السلاح من خارج الجزائر. وظلت الألغام تحصد آلاف الأرواح حتى بعد 50 سنة من استقلال الجزائر. يصور الفيلم حياة سكان قرية معزولة بولاية تبسة بأقصى الشرق الجزائري، تقع على خط التماس مع الألغام، أبناؤها عرضة للموت بفعل انفجار لغم في أية لحظة. ويقول سكانها إن فرنسا رحلت عن بلدتهم منذ عشرات السنين ولكن حربها لم تنته بسبب الألغام، التي يقارب عددها على الحدود الشرقية مليوني لغم. وقد تمكن الجيش الجزائري من اقتلاع الآلاف منها بعد الاستقلال، وتتهم الحكومة الفرنسيين بإخفاء خرائط الألغام. ويذكر المؤرخ محمد القورصو في الفيلم، أن الحكومة الاستعمارية زرعت 12 مليون لغم عبر خطي موريس وشال (كل واحد منهما يحمل اسم ضابط كبير مكلف بمحاربة ثورة الجزائر)، وأن المجندين ضمن الحرب وحتى المدنيين هم من قاموا بزرعها تحت الأرض وتطويقها بأسلاك كهربائية. وتفيد معطيات أخرى أن الجيش الفرنسي استخدم المساجين في نشر القنابل. وقال القورصو إن «فرنسا الاستعمارية وضعت أهالي القرى المجاورة لمناطق الألغام في محتشدات شبيهة بمحتشدات النازية». وأجبرت السلطات الاستعمارية آنذاك، 3 ملايين جزائري على مغادرة المناطق الشرقية والغربية لتهيئة الأرضية لزرع الألغام ونصب الحواجز. واقتيد النازحون إلى 160 محتشدا، أقاموا بداخلها سنوات طويلة في ظروف مأساوية. ويظهر الفيلم، صورا من الأرشيف عن قرويين يعيشون داخل جحور بجبال الشرق، بعد أن رحلتهم فرنسا من قراهم. وينقل الفيلم عن الكثير من الضحايا الذين ما زالوا أحياء، أن مساحات شاسعة من الأرض التي زرعت بها الألغام، كانت زراعية تضمن لسكان مناطق الشرق قوتهم. وينقل الفيلم شهادات الكثير من الأشخاص، قطعت سيقانهم وأيديهم وتشوهت وجوه بعضهم، جراء انفجار الألغام. والبعض من هؤلاء كانوا بصدد رعي أغناهم عندما انفجرت فيهم الألغام. ويذكر صاحب شركة إنتاج الفيلم، «أفروفيزيون»، الإعلامي الجزائري المقيم ببريطانيا حسن حليمي لـ«الشرق الأوسط»، أن اسم العمل كان في البداية «الوباء المتفجر». وبعد نقاش مستفيض مع المخرج علي بلود، تم الاتفاق على عنوان «حرب الجبناء». ويشرح حليمي أسباب اختيار العنوان: «اسم الفيلم مستلهم من اعتقاد سائد في أوساط الجزائريين ونظرتهم للاستعمار، فالجبان هو من يهرب ويترك شيئا من ورائه يزرع الموت. والعمل شريط موثق عن فظاعة مخلفات الاستعمار، نضعه تحت تصرف السلطات الجزائرية لتستفيد منه في حال قررت محاكمة فرنسا وطلب التعويض منها». وأضاف حليمي: «هذا العمل عبارة عن شهادات لضحايا، من خلالهم يظهر أن فرنسا غادرت الجزائر منذ ما يقارب نصف قرن ولكن الحرب ما زالت مستمرة. أما أهدافه، فتتمثل في إيقاظ الضمير العالمي ولفت انتباه العالم إلى معاناة سكان المناطق الحدودية الجزائرية. وسيترجم الفيلم إلى ثلاث لغات؛ فزيادة على العربية، سيكون متاحا بالإنجليزية والإسبانية والفرنسية».

Comments

عاجل