المحتوى الرئيسى

رويترز: الإسرائيليون والفلسطينيون يرون أن بقاء الأسد في مصلحتهم

04/01 13:54

البديل- رويترز:فيما أعلن السوريون عن مظاهرات اليوم الجمعة للاحتجاج على الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه، يعد مصير الاسد من الموضوعات النادرة التي يتفق فيها الاسرائيليون مع الفلسطينيين إلى حد كبير لان الطرفين يريدان استمراره في الحكم.فإسرائيل ودمشق من ألد الاعداء كما يشعر كثير من الفلسطينيين بالقلق من الاسد الذي حاولت ادارته أن تلقي عليهم اللائمة في الاضطرابات التي تشهدها سوريا. لكنه في نهاية الامر شريك يمكن التنبؤ بتصرفاته وسيؤدي اسقاطه لا محالة الى حالة من عدم اليقين تمتد لفترة طويلة.وقال جابرييل بن دور مدير دراسات الامن القومي بجامعة حيفا “سيفضل الجانبان أن يستمر الاسد في الحكم. تنطبق في هذه الحالة مقولة من تعرفه افضل ممن لا تعرفه.” وأضاف “لا يعتقد أي من الجانبين أن هذه الاضطرابات ستتمخض عن الافضل ويشعران بالخوف من أنه اذا رحل الاسد من هناك فسيؤدي هذا الى فترة طويلة من عدم الاستقرار.”وتضطر إسرائيل لمراجعة خياراتها الاستراتيجية أسبوعيا هذا العام. وبعد أن شهدت الاطاحة بحليفها الذي تثق به في الشرق الاوسط الرئيس المصري السابق حسني مبارك تواجه الان اضطرابا محتملا في جارتها الشمالية الشرقية المسلحة جيدا. وعلى خلاف مصر لم تعقد سوريا سلاما مع اسرائيل بعد حرب عام 1973 لكنها تقيدت بشدة بالتزاماتها الخاصة بفك الارتباط فأنشأت واقعا أمنيا ناسب الجانبين على مدار السنين.وبطبيعة الحال فان اسرائيل لا تسعدها مساندة سوريا لاثنين من ألد أعدائها وهما حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس). ويرى بعض المحللين أن التغيير في دمشق قد يفيد اسرائيل في نهاية المطاف. لكن اخرين يقولون انه اذا أدت الاحتجاجات في سوريا في نهاية المطاف الى اسقاط القيادة في دمشق كما حدث في تونس ومصر فان المتشددين الاسلاميين السنة قد يملاون الفراغ ويجعلون البلاد اكثر تشددا. ويقول موشي ماعوز خبير الشؤون السورية بالجامعة العبرية في القدس “فكرة أن هذه الانظمة ستحل محلها ديمقراطيات ليبرالية غير واقعية.”وكما يراقب الاسرائيليون الوضع في سوريا في صمت يراقبه أيضا الفلسطينيون في غزة التي تديرها حركة حماس والضفة الغربية التي تحكمها ادارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الموالية للغرب. وقال وليد العوض القيادي في حزب الشعب الفلسطيني وهو فصيل من منظمة التحرير الفلسطينية ان أهمية ما يحدث في سوريا بالنسبة للفلسطينيين اكثر كثيرا من الاحداث في أماكن أخرى لعدة أسباب اولها أن 400 الف فلسطيني يعيشون هناك كما أن مكاتب الكثير من الفصائل موجودة هناك ايضا.ويعتقد محللون أن الطرفين لا يريدان أن تتم الاطاحة بالاسد ويقولون ان الفلسطينيين قد يكونون بمثابة داعم لحكومته مما ينفي تلميحات من دمشق بأن “أجانب” لم تحدد جنسياتهم ربما يقفون وراء الاضطرابات. ويقول المحلل السياسي الفلسطيني الذي يعيش في غزة طلال عوكل ان وجود فصائل المقاومة الفلسطينية الرئيسية في سوريا يعطي النظام بعض القوة الداخلية.ومن شبه المؤكد أن حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي ستضطران الى العثور على مقار جديدة اذا سقط الاسد وحلت محله اي حكومة موالية للغرب تطمح في أن تنأى بنفسها عن ايران. وسيكون هذا السيناريو هو الافضل لاسرائيل التي تخشى طموحات ايران النووية وتريد عزلها تماما.وقال جوش بلوك الباحث في معهد السياسة التقدمية بالولايات المتحدة “سوريا تلعب دورا شديد الاهمية في جهود ايران للتأثير على المنطقة والسيطرة عليها.” وأضاف “اذا رحل الاسد فسيضعف هذا بشدة حماس وحزب الله وايران وكل القوى المعارضة لعملية السلام.” ويرى متفائلون أن من شأن ظهور ادارة أقل عدوانية في سوريا فتح الباب لاتفاق سلام مع اسرائيل.وفشلت كل المحاولات السابقة للتوصل الى تسوية عن طريق التفاوض بين الخصمين كان أحدثها عام 2008 حين انهارت المحادثات غير المباشرة التي جرت بوساطة تركيا بعد أن هاجمت اسرائيل غزة في محاولة لوقف هجمات حماس الصاروخية المتكررة.والاسرائيليون منقسمون بشأن ما اذا كان السعي لتحقيق السلام مع سوريا يستحق العناء فهو ينطوي لا محالة على اعادة مرتفعات الجولان التي احتلتها اسرائيل عام 1967 وضمتها لها فيما بعد في خطوة قوبلت برفض دولي.ويقول المدافعون عن ابرام اتفاق ان على اسرائيل تطبيع العلاقات مع كل جيرانها اذا كانت تريد مستقبلا امنا. ويرى معارضون أن سوريا ليس لديها ما تقدمه لاسرائيل ليبرر التكلفة العسكرية والاقتصادية والنفسية للتخلي عن الجولان التي يعيش بها نحو 20 الف مستوطن اسرائيلي. لكن اي حديث عن اتفاق للسلام في الوقت الحالي غير معقول.وكانت اسرائيل قد قالت انها بحاجة الى مناخ مستقر لاجراء محادثات سلام ويشك محللون فيما اذا كان خلفاء الاسد سيسارعون بخوض مفاوضات خشية أن تتضرر مصداقيتهم في الداخل في وجود مواطنين تربوا على الخطاب المناهض لاسرائيل.وقال بن دور من جامعة حيفا “لن يستطيع أي نظام جديد تعريض شرعيته للخطر بالتوصل الى اي اتفاق مع اسرائيل.” غير أنه اذا استمر الاسد في الحكم فقد يبدي مرونة اكبر تجاه الغرب في محاولة لتعزيز اقتصاد سوريا واخماد الغضب الشعبي بشأن الفقر والبطالة. وقال ماعوز خبير الشؤون السورية “اذا استمر فقد يكون اكثر براجماتية” مشيرا الى أن الاسد يريد سلاما دائما. وأضاف “يريد استرداد مرتفعات الجولان من اسرائيل. والده ( حافظ الاسد) فقدها… والهيبة المرتبطة بالامر مهمة جدا بالنسبة له.”مواضيع ذات صلة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل