المحتوى الرئيسى

سائق الميكروباص والضابط

04/01 10:34

بقلم: عماد الدين حسين 1 ابريل 2011 10:19:17 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; سائق الميكروباص والضابط  توقف سائق ميكروباص أمام نقطة مرور فى شارع فيصل، ثم وجه حديثه للضابط قائلا: «على فكرة ليست معى رخصة قيادة»! فرد الضابط: «ماشى»، ثم عاد السائق ليقول له: وعلى فكرة رخصة السيارة منتهية». فسكت الضابط، وأخيرا فتحت الإشارة، لكن السائق لم يتحرك وعاد لمخاطبة الضابط قائلا: «أنا واقف هنا علشان اشم شوية هوا.. هل عندك مانع؟!».هذه القصة حكاها لى مستشار فى القضاء، وسمعتها من شخص آخر مع بعض التحريف، ولا أستطيع أن أجزم هل حدثت فعلا أم لا، لكن ما يجعلها سهلة التصديق أن روايات كثيرة مشابهة نسمعها كل يوم خلاصتها أن بعض فئات المجتمع فهمت الحرية خطأ وتعتقد أن التجرؤ على رجال الشرطة وإهانتهم هو أحد مبادئ ثورة 25 يناير.لا نحتاج لدليل يقول لنا إن الانفلات الأمنى لايزال كبيرا.. بعض سائقى المقطورات يمرحون فى الشوارع وكأنهم يتجولون بحرية ليس فقط بالسير فى غير الأوقات المحددة، بل وعكس الاتجاه أيضا وحولوا الطريق الدائرى والمحور ومعظم الطرق إلى أرض محتلة.جيوش من العصابات المنظمة بدأت تهاجم مناطق سكنية فى «عز الظهر»، عصابات مخدرات تصفى حساباتها فى الشوارع أمام أعين المارة، حمل السلاح صار مثل حمل موظف زمان للبطيخة وهو عائد إلى منزله.الثورة قامت لأسباب كثيرة منها القضاء على دولة «أمن الدولة» وضرورة أن تعامل الشرطة المواطنين بطريقة محترمة وألا تعذبهم أو تجرح كرامتهم وأنها فعلا فى خدمة الشعب أى المحافظة على أمنه وحياته وكرامته، لكن الذين قاموا بالثورة لم يخطر على بالهم مطلقا أن تنقلب الآية ويعتقد بعض البلطجية أن إهانة الشرطة هى فرض عين على كل مصرى.يمكن تفهم أن بعض المصريين ممن اكتووا بنار بعض عناصر الشرطة فى السابق يريدون التنفيس، ويمكن تفهم أن ضباطا كثيرين يخشون العودة للعمل ويشعرون أن «دولتهم زالت» أو أن البعض قد يتجرأ عليهم.يمكن تفهم كل ذلك، لكن على كل مواطن أن يتذكر أن أمنه وكرامته بل وحياته متوقفة على وجود شرطة فعالة ومنضبطة ومحترمة فى الشارع.على كل مواطن أن يدرك أن جزءا كبيرا من رجال الشرطة كانوا شرفاء، كان منهم الجنود الذين يسهرون الليل لحماية المنشآت والمساكن، هم الواقفون فى الكمائن والطرق السريعة، هم الذين يطاردون تجار المخدرات والآثار، هم الذين تصدوا للإرهاب قبل ذلك.. هم الذين ضبطوا العديد من قضايا الفساد والرشوة وإهدار المال العام.نعم كانت هناك فئة باغية وتتصدر المشهد والحمد لله أنه تم كسر أنفها والقضاء على جبروتها.على كل مواطن صالح مساعدة رجال الشرطة على العودة إلى عملهم، وأن يساعدهم فى أداء هذا العمل بالانضباط والتزام القانون.وعلى وزير الداخلية أن يؤكد لضباطه وجنوده أن يكونوا فى خدمة الشعب الملتزم بالقانون وأن يكونوا حاسمين للغاية مع البلطجية.وعلى المجلس العسكرى الحاكم أن يبحث فى طريقة تبعث برسالة واضحة لا لبس فيها إلى البلطجية والمنفلتين والذين يعتقدون أنهم «القاضى والجلاد» شعارها: سوف تدفعون ثمنا غاليا.القضية باختصار: إما أن نساعد الشرطة فى أداء مهمتها وهى فرض الانضباط وحماية البشر أو نتهيأ لجيوش الظلام وهى تكسر علينا أبواب بيوتنا من أجل السرقة أو ربما القتل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل