المحتوى الرئيسى

الرئيس السوري أساء التعبير وفوت فرصة التغيير‮ !‬روبرت فيسك‮ " : ‬الأسد هو الأسد قبل الخطاب وبعده‮ : ‬لاتغيير‮ !!‬

03/31 23:47

حظي خطاب الرئيس السوري بشار الأسد باهتمام عالمي كبير‮ ‬،‮ ‬إلا أن المحصلة كانت هجوما لاذعا‮ ‬،‮ ‬وانتقادا عنيفا‮ ‬،‮ ‬ولم تكن سخونة رد فعل‮  ‬الخارج‮ ‬،‮ ‬خاصة المفكرين والكتاب السياسيين المهتمين بشئون المنطقة‮ ‬،‮ ‬أقل من درجة‮ ‬غليان الداخل إزاء‮  ‬الخطاب‮ ‬،‮ ‬الذي أتفق الجميع‮ - ‬أمس‮ - ‬علي أنه جاء مخيبا للآمال‮ ‬،‮ ‬ولا يرتقي لما تتطلبه المرحلة الراهنة‮ ‬،‮ ‬بل ويقدم وقودا للمؤامرات الخارجية‮ ‬،‮ ‬التي تحدث هو بنفسه عنها في خطابه‮ ‬،‮ ‬لأنه‮ - ‬ببساطة‮ - ‬سكت طويلا علي ثورة‮ ‬غضب شعبه‮ ‬،‮ ‬وعندما تحدث‮  ‬لم يقدم لهذا الشعب ما كان ينتظره منه‮ ! ** ‬كتب البريطاني الشهير روبرت فيسك كبير مراسلي صحيفة‮ " ‬إندبندنت‮ " ‬في الشرق الأوسط مقالا يحلل فيه الخطاب بعنوان‮ " ‬الأسد‮: ‬الربيع العربي يتوقف هنا‮ ". ‬ويقول مستهجنا موقف الأسد الذي لخصه بقوله‮ : " ‬بينما يطالب المحتجون في سوريا بالحرية‮ ‬،‮ ‬الرئيس يوجه رسالة صارخة لشعبه مفادها أن لا تغيير‮ "!‬ويقول‮ : "‬إن الأسد لم يكن رئيسا متواضعا،‮ ‬ورغم تلميحه‮  ‬أن نيته القيام ببعض الاصلاحات إلا أنهعندما تحدث‮ " ‬في محاولة لتهدئة الأزمة‮ ‬،‮ ‬التي شهدت مقتل أكثر من‮ ‬60‮ ‬شخصا خلال أسبوعين،‮ ‬وهددت حكمه،‮ ‬لم يعط الرئيس السوري بشار الأسد الانطباع بأنه رجل مطارد من شعبه أو تحت الضغط‮ ‬،‮ ‬ولم يقدم المطلوب‮ .‬‮ ‬ويتساءل فيسك عما إذا كانت مأساة ليبيا هي التي منحت الأسد القدرة علي الصمود وشجعته علي القول بأن‮ "‬الإصلاح ليس قضية موسمية‮"‬،‮ ‬وإن‮ " ‬سوريا‮  ‬يجب ألا تنحني للثورة المشتعلة في الشرق الأوسط‮ " ‬،‮ ‬و‮ " ‬أيا كان الأمر،‮ ‬فإن حزب البعث يعتزم المقاومة‮ ".‬وينتهي فيسك إلي أن معمر القذافي في ليبيا ليس المثل الصحيح الذي يمكن اتباعه من جانب الأسد‮ ‬،‮ ‬وإن يوم الجمعة ربما يشهد أحداثا يذهب ضحيتها أرواح أخري في درعا واللاذقية‮ ‬،‮ ‬مؤكدا أن البحث عن الحرية في سوريا مثل البحث عن واحة في الصحراء‮.‬الأسد كما أعرفه‮ !‬أما دبليو ديفيد ليش،‮ ‬أستاذ تاريخ‮ ‬الشرق‮ ‬الأوسط في جامعة ترينيتي،‮ ‬ومؤلف كتاب‮ "‬أسد دمشق الجديد‮: ‬بشار الاسد وسوريا الحديثة‮" ‬فكتب مقالا في صحيفة‮ "‬الجارديان‮" ‬تحت عنوان‮ "‬الرئيس السوري الذي أعرفه‮".‬وفي هذا المقال يتساءل الكاتب أولا‮: ‬أين كان الرئيس السوري الاسبوع الماضي؟ ويستطرد ليش‮: "‬لقد نظم الالاف من السوريين مظاهرات في جميع أنحاء البلاد ضد الحكومة،‮ ‬وقد تم الإبلاغ‮ ‬عن مقتل عشرات من المتظاهرين علي ايدي قوات الأمن‮. ‬وتم اعفاء الحكومة يوم الثلاثاء الماضي‮ ‬،‮ ‬علي الرغم من أن هذه لفتة لا معني لها ما لم يتبعها إصلاح حقيقي‮. ‬وخلال ذلك ظل الرئيس الأسد صامتا بحيث انتشرت الشائعات التي تقول انه تمت الاطاحة به‮. ‬ولكن بينما السوريون في حاجة ماسة للقيادة،‮ ‬فإنه ليس من الواضح بعد أي زعيم سيكون الأسد‮". ‬وتساءل ليش‮: ‬هل سيكون مثل والده،‮ ‬حافظ الاسد،‮ ‬الذي منح قوات الأمن خلال ثلاثة عقود في السلطة مطلق الحرية في الحفاظ علي النظام‮ ‬،‮ ‬وممارسة القمع الوحشي ضد انتفاضة اسلامية في مطلع الثمانينيات‮ ‬،‮ ‬أم أنه سيري في ذلك فرصة لقيادة سوريا في اتجاه جديد،‮ ‬والوفاء بالوعد الذي قطعه علي نفسه عند توليه الرئاسة بعد وفاة والده في عام‮  ‬2000؟ويمضي ليش قائلا إنه كما هو الحال بالنسبة للقادة المستبدين،‮ ‬بدأ الأسد يساوي بين نفسه والدولة نفسها،‮ ‬وعزز المتملقون من حوله هذه الفكرة‮. ‬وكان واضحا أنه أصبح رئيسا مدي الحياة‮. ‬غير أن ليش يستدرك فيقول إننا يجب أن نتذكر حتي مع تصاعد العنف هناك،‮ ‬أن سوريا ليست ليبيا،والرئيس الأسد ليس العقيد معمر القذافي‮. ‬واذا أخذنا في الاعتبار أن سوريا متنوعة عرقيا ودينيا فإن من الممكن،‮ ‬كما يري الكاتب،‮ ‬أن تنهار مثل العراق‮. ‬ولهذا تريد إدارة أوباما منه البقاء في السلطة حتي لو انتقدته علي التباطؤ في طريق الإصلاح‮.‬ويختتم ليش مقاله بالقول انه يتعين علي الأسد أن يتخذ خيارات صعبة أخري،‮ ‬بما في ذلك وضع حدود لفترة الرئاسة وتفكيك الدولة البوليسية‮. ‬إلا أن الكاتب يري أن خطاب الرئيس الأسد خلا من ذكر الإصلاحات بطريقة‮ ‬غامضة مخيبة للآمال‮. ‬نفس المصير ينتظره‮ !‬أما افتتاحية صحيفة‮ "‬ديلي تليجراف‮" ‬فجاءت‮ ‬بعنوان‮  "‬سوريا تجازف‮"‬،‮ ‬وهي تعلق علي الخطاب الأخير للرئيس الأسد‮. ‬وتقول الافتتاحية‮ "‬برفضه تقديم أي تنازلات للمتظاهرين،‮ ‬فوت الرئيس السوري بشار الأسد فرصة مهمة لحل الأزمة السياسية المتفاقمة في سوريا‮". ‬وتقول‮ : " ‬إنه في خطابه أمام مجلس الشعب السوري ادعي بأن موجة الاحتجاجات الغاضبة التي اجتاحت بلاده كانت نتيجة‮ "‬مؤامرة كبيرة‮" ‬وراءها أعداء مجهولون‮ " . ‬وقالت الصحيفة منتقدة الأسد‮ : "‬من السهل بالنسبة للرئيس السوري إلقاء اللوم علي الآخرين بشأن الاضطرابات السياسية التي تجتاح بلاده،‮ ‬بدلا من الاعتراف بأن أسلوب الحكم القمعي هو المسئول عن أخطر تحد لبقاء النظام البعثي من منذ‮ ‬30‮ ‬عاما‮ ".  ‬أما صحيفة‮  »‬جارديان‮« ‬البريطانية فقالت معلقة علي خطاب الأسد بأنه لم يقدم حلولا،‮ ‬وإنما أراد الأسد من خلاله أن يطرح نفسه‮  ‬كجزء من الحل وليس المشكلة وهذه هي المشكلة‮!!‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل