نهار
يبدو أن موضوع (المصالحة مع رموز النظام القديم) المقترح علي أجندة الحوار الوطني،والذي بدأت أولي جلساتة أول أمس.. يبدو أن الموضوع ينتمي الي الدكتور يحيي الجمل (نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس جلسات الحوار الوطني).. فكرة المصالحة تنتمي بالتأكيد لمنهجية د. الجمل في (عفا الله عما سلف)، وفي البكاء علي سلالم مجلس الوزراء أثناء خروج د. أحمد شفيق من الوزارة !!فكرة المصالحة مع رموز النظام القديم غريبة جدا، وطرحها علي أجندة حوار وطني بين مختلف القوي السياسية غير مفهوم، وكان طبيعيا أن تقابل بالرفض الصريح من كثيرين ومنذ بداية جلسات الحوار..المصالحة كمفهوم هي نوع من تقريب وجهات النظر بين الاطراف المختلفة ،والاراء المختلفة من أجل الوصول الي توافق أو أتفاق، أو ربما تفاهم.. وهي رغبة في تجاوز ماحدث،تجاوز العوائق ومحاولة تصحيح ماترتب عنها من أثار.. ومرة آخري تبدو الفكرة غريبة ومثيرة للدهشة والاستغراب ، فثورة 25 يناير، وأي ثورة عموما، ليست خلافا مع أفراد أو أشخاص يمكن أن ينتهي الامر بتصالحهم بمرور الايام.. ولكنها أختلاف جذري وتناقض حاد وأسقاط كامل لنظام بكل رموزة وسياساتة وقوانينة وقيمه ومعانيه، ولا مجال فية للحديث عن مصالحة أو أصلاح أو ترميم أو معالجة ، هي هدم صريح لبنيان تداعي ولابد له أن يهدم.. وعلي العكس تصويب المسار واعادة البنيان يبدأ بالضرورة بمحاكمة هذا النظام ، والتحقيق مع رموزه، وفضح قيمه وآلياته والاصرار علي أسقاطها..
Comments