المحتوى الرئيسى

اندلاع انتفاضة شبابية.. هل يهدد الفصائل الفلسطينية؟!بقلم: ثابت العمور

03/31 23:17

اندلاع انتفاضة شبابية.. هل يهدد الفصائل الفلسطينية؟! بقلم/ ثابت العمور تتململ الساحة الفلسطينية منذ وقت ليس بالقريب، وهو تململ شبابي متعدد الأبعاد والاتجاهات، بدأت معالمه تتضح وتتحدد في الأسبوعين الأخيرين، والملاحظ أن أحد لم يستوعب هذا التململ أو التحرك الشبابي، بل تم الالتفاف عليه وإجهاضه بعدة طرق ووسائل، طبعا دوافع التحرك الشبابي عديدة ووسائله وخياراته أكثر تعدد، وهو تحرك مقلق لكافة الأطراف، حتى وإن بدأ ظاهره إنهاء الانقسام، ولكن حتى إنهاء الانقسام يترتب عليه نتائج ودوافع يسعى هؤلاء الشباب لتحقيقها، وبالتالي لا يتوقف الأمر فقط عند قضية إنهاء الانقسام، ولا عند تحقيق النتائج المرادة من وراء ذلك كتحقيق بعد المطالب والاحتياجات لهؤلاء الشباب، الأمر يتعدى ذلك كله ويتوقف عند بحث الشباب الفلسطيني عن دور فاعل ومؤثر ومحدد داخل المنظومة الفلسطينية، التي تتنازعها الفصائل وقياداتها التاريخية، والتي أغفلت عن قصد أو بدون أي دور للشباب، وبات الأمر يخضع لإرادة هؤلاء، وجلهم طبعا ليسوا من الشباب. حراك الشباب الفلسطيني مؤخرا غير محمود عن البعض بل عند الكثيرين لأنه ولأول مرة يقفز هؤلاء الشباب دون إطار أو مرجعية فصائلية أو توجيه ورعاية من طرف ما، وإشارة القلق هنا بأن البعض اعتبر أن هذا نوع من التمرد، وبالمناسبة هو تمرد حميد خاصة في ظل الأوضاع الفلسطينية الحاصلة منذ ما يزيد على أربعة أعوام، ولم يعد سرا خافيا القول أن اهتمامات الشباب وتطلعاتهم وانشغالاتهم أصبحت في أدنى سلم الأولويات الفصائلية هذا إن لم تكن غائبة ومغيبة من الأصل، لا تستدعى تطلعات الشباب وانشغالاتهم إلا فترة الانتخابات التشريعية، واليوم بتنا في زمن ما بعد وما فوق الانتخابات التشريعية، بتنا أما شرعيتين تاريخية موغلة في التاريخ وثورية مقاومة موغلة فقه الجهاد وضروريات ومقتضيات المقاومة، أما الشرعية التي تأتي عبر الاختيار ومن خلال التعبير عن حاجة الشباب وتطلعاتهم فهي لا داعي لها لأنها متعبة ومرهقة، "طلبات الشباب كثيرة ومش حنلحق". اليوم فهم الشباب الدرس وتعلموا من التجربة وبالتالي خرجوا للشارع لينافسوا ويزاحموا ويعلنوا أنهم هم أيضا لهم أجندات ولهم تطلعات ولهم وزن سياسي واجتماعي، وكان المفترض أن يتم استيعاب حركتهم وتوظيفها للباحثين عن المضي نحو طهارة الشرعية وقداسة الكرسي، ولكن الذي حدث أن فريقا أعدم هذا الحراك وأجهضه وفريقا تبناه ووظفه لنفسه في محاولة لامتطائه للوصول والعودة للماضي، وبالطبع أدرك الشباب مراد الطرفين لذلك عادوا لدراسة الأمر من جديد ولقطع الطريق على كل المتاجرين بأحلامهم وإرادتهم وتطلعاتهم، وكلمة حق مطالب هؤلاء الشباب واحتياجاتهم أكثر شرعية وعقلانية وموضوعية من جعجعة هذا الطرف أو ذاك، بل من السهل جدا أن تدرك وتعرف ماذا يريد الشباب الفلسطيني، لكن ستجد صعوبة وتحتاج جهدا وعصفا ذهنيا غير مجدي لكي تتلمس ما الذي تريده الفصائل الفلسطينية، هل هي مع الشباب أم ضدهم؟، هل يقلقها تحرك الشباب ويهز عروشها؟، موقف الشباب واضح من الانقسام ومفاعيله ولكن موقف الفصائل غير مفهوم وغير واضح؟، والأهم أن الشباب تجاوزوه، وربما يتجاوزوا الفصائل مستقبلا إذا بقى الحال على ما هو عليه واستمرت الحالة الراهنة. انتفاضة الشباب وحراكهم هذه المرة لن يكون موجهة للعدو الصهيوني ولا يخرجه من دائرة الاستهداف، ولكن يتركز الاستهداف تجاه السلطة والفصائل الفلسطينية، وسيكون استهدافهما المحدد والدافع لانتفاضة الشباب،وساء نجح هذا السيناريو أم لا فإن كل النتائج ستكون في صالح الشباب لأن تحركهم خارج الإطارين يعتبر مكسب ستجنى نتائجه فيما بعد ربما في الجولة الثانية، وبالتالي سنكون أمام سيناريو بروز وظهور قيادات شبابية فلسطينية جديدة، تهدد القيادات التاريخية والتقليدية تحلها أو قد تتجاوزها من الداخل وليس فقط من خارج الإطار ، حدوث ذلك حتما سيهدد سيطرة كثير من الفصائل المتناحرة والمتقاسمة والمستحضرة لمصالحها وشعاراتها دون أي اعتبار للشعب وللشباب الفلسطيني. تحقق هذا السيناريو وظهوره سيؤدي لوجود نوع من الوحدة الشبابية " بالوحدة ينجح الشباب فيما فشل فيه أكبر فصيلين" ، ولكن نجاح أي حراك مرهون بقدر ابتعاد هؤلاء الشباب عن الوصاية الفصائلية لأن أي اقتراب أو تلاقي وتلامس يؤدي لأمرين، إما الإجهاض في المهد وإما استثمار الجهد لصالح فصيل ما وقد رأينا الحالتين وعشنا التجربتين مؤخرا. حدوث ثورة شبابية فلسطينية لن يهدد ولن يستهدف السلطة والفصائل فقط، بل سيهدد المنظومة والمسلمات كلها، قد يعاد النظر في أوسلو وأخواتها، وما بعد القضاء على الانقسام وتجاوزه ستعود البوصلة حتما لمواجهة العدو الصهيوني واستنزافه وزيادة الأعباء عليه وعلى حلفائه، وستعود القضية الفلسطينية وشبابها الملثم والمتلفح بالكوفية "الرمز" ومحصن بمقلاع وحجر إلى الصدارة وتتسيد المشهد الدولي والعربي والإقليمي بعدما نخر سوس الانقسام في أوصالها وقطع أطرافها وأضاع حبلها السري المربوط بالأمة الإسلامية، بعدما اختفي النضال الفلسطيني خلف "الكرافتات" والمكاتب والوزارات والسيارات والبطاقات الممغنطة والمكيفات والحسابات، و17 ألف قضية فساد واختلاس. إن إقصاء الشباب واستبعادهم دهرا عن المشهد الفلسطيني كان له تداعياته التي تولد اليوم من عصف المعاناة ورحم الانقسام، وبالتالي على الذين اتخذوا قرار استثنائهم تحمل النتائج والتبعات، وقد بات حضورهم اليوم بعد سنوات الانقسام العجاف وسنوات التيه مابين الهدنة والمفاوضات والذي تطور مؤخرا ليصبح فريقا سقف مطالبه تجميد البناء في المستوطنات وفريقا أعلى سقفه ردة فعل على قصف هنا أو هنا "عملا بقاعدة إن عودتم عدنا وكأننا لا نعيش تحت الاحتلال" حتى غاب عن قاموسنا مقاومة الاحتلال حق مشروع، وبات الرد على العدوان أمر ينظر فيه ولا نريد أن ننجر لحرب وعلى الناس أن تتفهم حرصنا على مصالحهم وحياتهم، هذه المصطلحات والشعارات كبيرة على فهم الشباب وإدراكهم تلك لغة الساسة وأصحاب المصالح والحسابات، أما الشباب فلا مصالح ولا حسابات ولا ارتهانات. سيعود الشباب الفلسطيني وستنتصر الثورة وسيحقق هؤلاء الوحدة، نحن لا ننتصر إلا بالوحدة، ووحدتنا هي كلمة السر في ثورتنا، وحدتنا هي السد وهي الصاروخ الذي يخافه الصهاينة، وأقول للعقلاء القادة التاريخيين والتقليديين، هل رأيتم شعبا أو ثورة عانى شعبها من الأمرين الاحتلال والانقسام؟، لستم مسئولين عن الاحتلال وإن كان إطالة عمره مسؤوليتكم ولكنا ذقنا الويل من انقسامكم أما آن الأوان بعد لوحدتكم أن تتحقق؟ إن لم يكن فإننا في طريق الثورة والوحدة متجاوزين زمن ما بعد الفصائل لنصل لزمن ثورة الشباب وهي ليست معجزة ولا حكرا عل أحد. [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل