البورصة فى اسبوعها الثانى : تفاؤل .. وذعر .. ودهشة

مع نهاية التداول للبورصة المصرية خلال هذا الأسبوع .. تباينت مشاعر المتعاملين معها .. ما بين التفاؤل للإيجابيات التى حققتها .. وبين الذعر من الاكواد الجديدة التي قيل انها صدرت للرئيس المخلوع حسني مبارك وعائلته .. وبين الدهشة من البيان الذي صدر عن شركة العز الدخيلة للصلب تنفي فيه امتلاك أحمد عز رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب أي أسهم فيها بصفته الشخصية .وقد شهد الأسبوع العديد من المفاجأت المدوية ولعل أكثرها آثارة الأكواد الجديدة التي صدرت للرئيس المخلوع محمد حسني مبارك وعائلته وهو ما دفع إدارة البورصة فقد زين اللون الأخضر شاشات التداول خلال تعاملات هذا الأسبوع واتجهت مؤشرات البورصة الي الارتفاع لتعوض جزء من خسائرها التي حققتها خلال الأسبوع الماضي حيث صعد مؤشر الأفراد EGX70 علي مدار خمس جلسات متتالية ليرتفع بنسبة كبيرة بلغت نحو 13.62% مسجلا 575 نقطة ، فيما صعد المؤشر الرئيسي EGX30 بنحو 9.75% منهيا تعاملاته عند مستوي 5463.72 نقطة وذلك وسط عمليات شراء مكثفة من جانب المستثمرين المصريين والعرب . وهيئة الرقابة المالية لفتح تحقيق لمعرفة المتسبب في تكويد المسئولين الذين صدر قررات ضدهم بالتحفظ وشهد الأسبوع أيضا حالة من التفاؤل لدي المتعاملين من أستمرار صعود السوق خاصة بعد اتجاه المستثمرين الأجانب نحو الشراء في اخر جلستي تداول من الأسبوع بعد سلسلة من المبيعات ومن المفاجأت التي شهدتها البورصة المصرية اعلان شركة عز الدخيلة عدم وجود أي أسهم لأحمد عز بصفته الشخصية وهو ما دفع السهم نحو الهبوط الحاد فور اعادة التداول الا انه استعاد عافيته مع نهاية تعاملات الأسبوع ليصعد بنحو 10% بالإضافة الي مطالب خبراء سوق المال بالغاء الإجراءات الأحترازية التي طبقتها هيئة الرقابة المالية لوقف الإنهيارات التي كانت متوقعة.وقال خبراء سوق المال في تصريحات خاصة "لجودنيوز فور مي" ان البورصة شهدت حالة من التفاؤل في ظل استمرار العمليات الشرائية من جانب المستثمرين العرب والمصريين بالإضافة الي صناديق الأستثمار التي دعمت السوق خاصة بعد اعلان الدكتور محمد عبد السلام رئيس البورصة عن دخول نحو 29 صندوق مما دفع السوق نحو الارتفاع خلال خمس جلسات متتالية وأشار الخبراء الي ان سهم أوراسكوم تيلكوم كان "كلمة السر" في التداول حيث حقق ارتفاعات قوية بعد نجاح اندماجها مع شركة فيمبلكوم الروسية مما دفع السهم الي الصعود بقوة من مستوي الـ 3.4 جنيها وصولا لمستوي 4.6 جنيها. وقد أكد محمد فرحات خبير أسواق المال ان السوق يتسهدف مستويات مرتفعة خلال الفترة القادمة بدعم من الأسهم القيادية وعلي رأسها سهمي أوراسكوم تيلكوم وأوراسكوم للانشاء والصناعة خاصة وان أوراسكوم تيلكوم تستعد لعقد عمومية في 13 أبريل القادم لمناقشة قرار زيادة رأسالمال المرخص من 7.5 مليار جنيه الى 14 مليار جنيه بالإضافة الي تقسيم الشركة إلى شركتين هما أوراسكوم و اوراسكوم للاتصالات و الموافقة على فصل الاصول و الخصوم وحقوق الملكية و الايرادات و المصروفات بين اوراسكوم و اوراسكوم للاتصالات وهو ما سيساعد المؤشر الرئيسي EGX30 نحو الارتفاع .فيما اختفت خلال تعاملات الأسبوع الطلبات علي بعض الأسهم التي تواجه مشاكل مع اعضاء مجالس الإدارات والذي صدر ضدهم قرارات حظر وذلك للأسبوع الثاني علي التوالي ومن أهمها سهم حديد عز الذي واصل تراجعه بفقدانه أكثر من 40% من قيمته خلال الأسبوع الا ان جلسة نهاية الأسبوع شهدت قوي شرائية علي الورقة بعد ان وصلت الي مستويات مغرية للشراء وعلي نفس المنوال تأثر سهم بالم هيلز الذي واصل أيضا تراجعه بالإضافة الي سهم عز الجوهرة وطلعت مصطفي ويري عادل بركات خبير أسواق المال اننا توقعنا ان تصل هذه الأسهم الي مستويات دنيا مع فتح البورصة خاصة وان هذة الشركات تواجه مشاكل لا حصر لها خاصة فيما يتعلق بسحب الأراضي من بعض الشركات ، ويري بركات ان هذة الأسهم قد تشهد عمليات شرائية من جانب صناديق الأستثمار خلال الأيام القادمة حتي تتجه نحو الارتفاع ومن هنا تستطيع هذة الصناديق ان تقلل نسبة المتوسط وتقوم بالبيع نظرا لأن صناديق الأستثمار تمتلك هذة الأسهم بأسعار مرتفعة وبالتالي فهي تتجه حاليا الي الشراء .حالة من الذعر أصابت مستثمري البورصة خلال الأسبوع بعد الكشف عن مستندات تثبت تكويد عائلة مبارك باكواد جديدة بعد مرور 17 يوما من تنحي الرئيس محمد حسني مبارك وهو ما خلق حالة من الخوف لدي المتعاملين من قيام المسئولين السابقين وأفراد عائلة مبارك لبيع ما في حوزتهم من أسهم قد تؤثر علي البورصة وهو ما دفع لفتح تحقيق موسع بشان تلك الأكواد ويشمل التحقيق النظر في صحة إصدار تلك الأكواد من قبل إدارة العضوية بالبورصة وإرسالها إلى شركات السمسرة.ومن المفاجآت التي أثارت نوعا من الدهشة .. خرجت علينا بها البورصة هو البيان الذي صدر عن شركة العز الدخيلة للصلب تنفي فية امتلاك أحمد عز رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب اي أسهم بصفته الشخصية موضحة أن هناك من 4 من المجمد حصصم بالبورصة يمتلكون أسهمهاً بالشركة وهم رجل الأعمال يس منصور ويمتلك 112 سهم وأمير جرانة 302 سهم وحيد عطا الله 148 سهم ورجل الأعمال صفوان ثابت 4195 سهماً، وعلي نفس المنوال اقرت شركة حديد عز ان رجل الأعمال أحمد عز يمتلك فقط 3027 سهما فقط حيث أوضحت الشركة أن 7 من المجمد حصصهم فى البورصة والصادر بحقهم قرارت النائب العام بمنع التصرف يمتلكون أسهماً بالشركة وهم يس منصور 4305 سهماً و أحمد بهجت 3680 سهماً وخديجة أحمد يس 30 ألف سهم وعلاء أبو الخير 3 آلاف سهم وأنس الفقى 3860 سهم وشهاب مظهر 10 آلاف سهم.اما فيما يخص السوق فقد كشف محمد عبد السلام رئيس البورصة عن دخول عدد من صناديق الاستثمار والمؤسسات المالية الأجنبية لأول مرة بالسوق بلغ 29 صندوقاً ومؤسسة مالية الأمر الذى يؤكد جاذبية الأسهم المصرية رغم الظروف الجارية . وقال عبدالسلام أن هذه الصناديق تشمل 8 صناديق من أمريكا الشمالية و13 من أوروبا و8 عرب وأوضح أن جاذبية البورصة المصرية لم تقتصر على المؤسسات والصناديق الأجنبية بل شملت ما يقرب من 6100 مستثمر من الأفراد .ومع هروب المستثمرين من أسهم الأزمات خاصة فيما يتعلق بالشركات التي تواجة مشاكل سواء فيما يخص الأراض التي تمتلكها او مع مسئولين سابقين فقد أصدرت المجموعة المالية هيرميس بعض التوصيات الأيجابية عن بعض هذة الأسهم ومنها توصياتها للمستثمرين بشراء أسهم طلعت مصطفي موضحة ان لقوي الشرائية تمكنت مؤخرا من السيطرة على السهم و هو ما يمثل عملية تجميع فى مواجهة الضغط البيعي الذى شهده السهم خلال جلسات التداول الست الاخيرة . وقال محمد الاعصر كبير المحللين الفنيين بالمجموعة المالية هيرمس ان القوى الشرائية نجحت فى تكوين قاع جديد للسهم عند مستوى 4.77 جنيه. واوضح الاعصر ان مستوى 4.77 جنيه يمثل نسبة التصحيح 61.8% لأسفل بمقياس فيبوناتشى وذلك للمسافة التى قطعها السهم صعوداً منذ مارس 2009 حتى يناير 2011 . ونصح الاعصر المستثمرين على المدي القصير بالشراء على المستويات السعرية الحالية او عند أى نزول طفيف للسهم بالقرب من 5 جنيهات ليكون الهدف التالي عند 5.6 جنيه ، فيما نصح المستثمرين على المدي المتوسط بالاحتفاظ بالسهم للاستفادة من الهدف التالي فى منطقة 6 -6.25 خلال الربع الثاني من العام الجاري .فيما أكد ان سهم حديد عز لم يتمكن من السيطرة علي القوي البيعية المكثفة التي قابلته و الدفع به إلى النزول الحاد خلال جلسات الأسبوع وإن الاضطراب الذى شهده السهم أدى به إلى العودة إلى مستويات جاذبة للشراء مع الأخذ فى الاعتبار أن عمليات البيع الاخيرة ستؤدى إلى ظهور القوى الشرائية مرة أخرى على السهم بمجرد تأكده استئناف الاتجاه الصاعد ونصح الأعصر المستثمرين بشراء السهم على المستويات الحالية (12.00 - 11.50) ليكون الهدف الرئيسى القادم فى منطقة (15.00 - 15.50 ) خلال الربع الثاني من العام الجاري .حالة من الجدل سيطرت علي خبراء سوق المال حول استمرار او الغاء الإجراءات الأستثنائية حيث طالب عيسى فتحي العضو المنتدب لشركة المصريين فى الخارج لادارة المحافظ بضرورة الغاء بعض الاجراءات الإستثنائية ومنها القيد المفروض على المؤشرات بايقاف التداول عند الارتفاع أو الانخفاض بنسبة 5% ، وان كان يطالب بضرورة استمرار تطبيق الحدود السعرية علي الاسهم بـ 5 و10% بدلا من 10 و20% . كما طالب بضرورة عودة ساعات التداول إلى 4 بدلا من 3 ساعات وهو ما قد يحدث مع بداية الأسبوع القادم وفقا لمصدر داخل البورصة ، وقال انه يجب استمرار إيقاف الية البيع و الشراء فى ذات الجلسة خاصة بعد ان ظهر بوضوح خلال الجلسات الماضية الجدوى من هذه الايقاف حيث ان نهاية التعاملات لم تشهد اي حالات بيع اجبارية لاغلاق المراكز المفتوحة بسبب هذه الالية . وبوجه عام يرى عيسى ان الإجراءات الإستثنائية ساهمت بشكل او باخر فى الحفاظ على توازن السوق بعد فترة الايقاف الطويلة التى تعرض لها بسبب الاضطرابات السياسية التى تعرضت لها البلاد ، كما ساعدت على تحجيم هلع وفزع المستثمرين ، حيث يرى ان استئناف التداول فى السوق بالاجراءات السابقة كان سيتسبب فى هبوط كبير و حاد كما حدث فى جلستى 26 و 27 يناير . وأكد عصام خليفة مدير إدارة صناديق الاستثمار بالبنك الأهلى المصرى ان هذه الاجراءات اثرت بشكل كبير على توازن و استقرار السوق المصري منذ عودة التداولات يوم الاربعاء الماضي وهو ما ظهر بوضوح على مدار الجلسات الست الماضية . وأضاف :"ايجابيات هذه الاجراءات تفوق سلبيتها فى الوقت الراهن "، تابع :"فى ظل الظروف الراهنة لازلنا فى حاجة الى هذه الاجراءات لفترة قادمة حيث اننا لم نصل الى الاستقرار الكامل حتى الان . وطالب عدم التسرع فى الغاء هذه الاجراءات بشكل كامل و ان كان يرجح ان يتم النظر فيها مرة اخرى و الغائها بشكل تدريجي حيث يرى ضرورة عودة ساعات العمل الى معدلاتها الطبيعية اعتباراً من الاسبوع المقبل مع استمرار حذر التعامل بالية البيع و الشراء فى ذات الجلسة وكذلك العمل بالحدود السعرية المفروضة على الاسهم . واكد خليفة على ضرورة التزام الشركات المقيدة بالافصاح عن اية احداث جوهرية نظراً لاهمية الفترة التى تمر بها البلاد بشكل عام و السوق المصري بشكل خاص ، مطالباً الالتزام التام بمعايير الافصاح و الشفافية التى تطبقها البورصة حتى يكون المستثمر اكثر دراية بمجريات الامور فى الشركات .