المحتوى الرئيسى

هل فقد الثوار قدرتهم علي حشد الملايين؟

03/31 13:34

سؤالي في العنوان السابق سببه ماجري في مظاهرة الجمعة الماضية بميدان التحرير التي دعي اليها الثوار وكانت النتيجة أنه لم يذهب للميدان سوي خمسة آلاف مواطن..فأين ذهبت الملايين التي كان يعج بها الميدان من كل مكان.أهمية سؤالي تعود الي أن القدرة علي الحشد المليوني تكاد تكون القوة (الوسيلة) الوحيدة التي يملكها الثوار للضغط علي صانع القرار لتنفيذ مطالبهم مثل اقالة حكومة شفيق وإعادة هيكلة أمن الدولة..لذا فإن ثوار التحرير سوف يجدون صعوبة في عرض مطالبهم علي السلطة إذا فقدوا الزخم المليوني في الميدان..ومن ثم فإن التظاهرة المليونية التي دعا اليها ثوار التحرير الجمعة (أول أبريل) سوف تكون حاسمة..حيث سنكون أمام أحد احتمالين..أولهما:فقد الثوار لقوتهم (الوحيدة) مما سيؤدي الي انتقال مراكز الثقل السياسي الي قوي سياسية أخري كالإخوان المسلمين علي سبيل المثال..والإحتمال الثاني أن يمتلأ ميدان التحرير بمئات الآلاف وعندها سيكون هناك حديث آخر يدفع بالاسراع في تنفيذ بقية مطالب ثوار التحرير.لم يحدث في تاريخ الثورات البشرية أن قامت ثورة وأقصت نظام الحكم ببلادها  ولم (يتولي) الثوار الحكم باستثناء ثورة 25يناير والتي حققت الهدف الأول بإقصاء النظام لكنها فشلت في انجاز الهدف الثاني وهو تولي السلطة.. والسب معلوم للكافة حيث كانت ثورتنا جسدا بلا رأس..ولم يكن هذا الجسد كتلة واحدة بل ضم ما يقرب من ثلاثين حركة سياسية أو احتجاجية أو فصيل سياسي.السؤال الذي بدأت به واحتمالاته..يدعونا الي أن نبحث عما جري وأدي الي تراجع أو فقد الثوار قدرتهم علي الحشد..ظني أن تيار الإسلام السياسي كان يشكل رافدا كبيرا ورئيسيا في حشد المصريين في الميدان رغم غيابهم (المتعمد) عن الظهور في الصفوف الأولي للثوار وبدايات الثورة لكنهم كانوا القوة المؤسسية..كما أن الثورة مدينة لهم بالانتصار يوم موقعة الجمل عندما نجحوا في صد غزو بلطجية النظام عن شباب الثورة بسبب خبراتهم (الميدانية) وتدريبهم وإعدادهم المسبق..لكن بعد تحقيق الهدف الرئيسي لثورة الشعب بالاطاحة بالنظام هدأت المعركة وأصبح من حق كل فصيل سياسي أو حركة احتجاجية أن تختلف توجهاتها ومصالحها مع نظيرتها.ربما رأي البعض منهم أن مظاهرات التحرير لن تحقق أهدافهم أو أن مصالحهم في تلك المرحلة تقتضي التضامن مع الحكومة وليس الشارع الثوري..مثلما جري من حشد قوي بعينها-كانت بميدان التحرير- للجماهير للتصويت بنعم للتعديلات الدستورية بينما حشدت قوي أخري-كانت بالتحرير أيضا- الجماهير للتصويت بلا لتلك التعديلات.ظني هنا أن من حشدوا (لا) للتعديلات ونسبتهم 22% كما ذكرت نتيجة الاستفتاء هم الداعين لتظاهرة التحرير غدا بينما من قالوا (نعم) للتعديلات ونسبتهم 78%  لن يذهبوا ومؤيدوهم الي ميدان التحرير.هل وصلك المعني؟.دعونا ننتظر للغد وأيا كانت نتائجه فإنه سيكون فارقا في الدلالة والمعني.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل