يا عيني .. علي الجمعة!!

 أصبح يوم الجمعة كما أراده الله سبحانه وتعالي.. ليس لأداء الفريضة فقط. ولكن للاجتماع وبحث القضايا والمشاكل المختلفة..هكذا بدأت الثورة من ميدان التحرير يوم الجمعة.. وبدأت في جامعة صنعاء ضد نظام الرئيس اليمني يوم الجمعة.. وفي الجمعة الماضية كانت هناك مسيرتان: واحدة مليونية تطالبه بالرحيل رغم ما أعلنه الرئيس اليمني من تنازلات منها التعجيل بانتخابات الرئاسة هذا العام. بدلاً من العام بعد القادم.. والثانية أطلقوا عليها جمعة التسامح. نظمها أنصار الرئيس صالح. رداً علي جمعة الرحيل المليونية..** في درعا السورية خرجت مظاهرة حاشدة من مسجد العمري الذي شهد جرائم النظام السوري ضد المتظاهرين.. ورغم ما قدمه الرئيس السوري من تنازلات بوعده بإلغاء حالة الطوارئ وإعادة هيكلة قوانين الإعلام لتسمح بالمشاركة الجماهيرية. ثم.. منح الموظفين علاوة فورية. وإصلاحات أخري وعدت بها السيدة ثريا شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد..¼¼ وفي البحرين رغم مظاهر الهدوء فإن النار مازالت تحت الرماد. وخرجت من ميدان اللؤلؤة بالمنامة مظاهرة يوم الجمعة رغم كل ما وعد به ملك البلاد من إصلاحات..** أما ليبيا فإن المظاهرات تحولت إلي قتال ضاري تعرض له الشعب الليبي من قوات الرئيس القذافي أو من قوات التحالف الدولي التي تطارد العقيد.. وقع الشعب بين مطرقة هذا وسندان ذاك. ودفع المواطن الليبي الثمن.. ويبدو أن المعركة ستستغرق أياماً.. فالعقيد يتحصن في طرابلس العاصمة. ولكنه لا يقوي علي مواجهة المعارضين في بنغازي.. والمعارضون في بنغازي لا يستطيعون حسم المعركة بالاستيلاء علي طرابلس.. هكذا كل فريق أضعف من أن يهزم الفريق الآخر. وربما يكون الحسم علي يد قوات التحالف التي نرجو ألا تحول ليبيا إلي عراق آخر..** وبوادر احتجاجات ومسيرات الجمعة بدأت في المغرب تطالب بإصلاحات دستورية ومشاركة شعبية.. نفس ما يحدث في المملكة العربية السعودية التي تفجر بها غضب المنطقة الشرقية الغنية بالبترول لأسباب كثيرة. وقدم الملك عبدالله حزمة من الإصلاحات قد تطفئ نار هذا الغضب..** في كل الدول العربية التي كانت مغلوبة علي أمرها تسير معصوبة العينين. مقيدة اليدين والساقين. أيضاً تموج رياح التغيير ومحاولة الوصول إلي الأفضل ومواجهة الفساد والعنصرية والتطرف..** ولكي نعطي الفضل لأصحابه فإن محمد بوعزيزة التونسي الذي أحرق نفسه وأحرق معه كل النماذج القديمة والقوالب التي عفا عليها الزمن في كل البلاد العربية. كان هو البداية في أحد أيام الجمعة.. وبعدها بأيام ثلاثة رحل الرئيس التونسي السابق.. وأخذ في طريقه الكثيرين..