المحتوى الرئيسى

حزب واحد يكفي

03/31 11:30

بقلم: محمد الشريف جدل دائر هذه الأيام حول: هل يكون للإخوان حزب واحد أم أن حزبًا واحدًا لا يكفي، ويجب أن يكون هناك أكثر من حزب: (العدد سيكون مفتوحًا بدون حد أقصى).   لا أخفيكم سرًّا أني قد دُهشت للوهلة الأولى حين سمعت أنه سوف يكون للإخوان أكثر من حزب، وخشيت أن يكون ذلك حقيقة! وقد اعترضت على ذلك في حينه، وكانت وجهة نظري في الاعتراض منهجية بحتة.   إذا كانت هذه الأحزاب ستحمل نفس المنهج ونفس طريقة التطبيق ونفس الحلول؛ فلماذا التعدد إذًا؟!   إذا كانت تحمل نفس المرجعية وتختلف في المنهج ووسائل التطبيق فسيكون أحدهم هو ممثلاً لجماعة الإخوان والآخرون سيكونون غير ممثلين لها! وبالتالي ستكون النتيجة أن للجماعة حزبًا واحدًا فقط.   من البديهي أن كل مجموعة من البشر اتفقت على المرجعية والمنهج ووسائل التطبيق؛ أن تنضمَّ في كيان واحد؛ حتى يكلَّل له النجاح، ويستطيعوا أن يطبِّقوا ما يريدونه على أرض الواقع.   إنه من المعلوم في السياسة أن تنشأ الأحزاب حتى تنافس بمنهجها الأحزاب الأخرى؛ حتى تستطيع أن تخدم مجتمعها، من خلال حزبها وتصوراتها، وبالتالي يحاول كل حزب أن ينتقد ما يراه من وجهة نظره عيبًا في الحزب المنافس، ويحاول- بأفراده- أن يجتذب الآخرين لتأييد حزبه، فكيف يتأتَّى للأخ أن ينافس أخاه على نفس المقعد وعلى نفس الدائرة وما عساه يكون من جموع المؤيدين لجماعة الإخوان في هذه المنطقة في هذه الحالة أم سنصبح مثل الحزب الوطني وما حدث بين أعضائه في الدوائر المفتوحة وكيف صارت حربًا بينهم ولو كانت هناك انتخابات نزيهة لخسروا كل المقاعد المفتوحة بجدارة ومن أول جولة؟!   أي حزب في العالم يريد أن يزيد من عدد المنتميين له والمؤيدين له، ولكني أرى من أصحاب هذه الدعوة- مع تقديري لهم- من يطالبون جماعة الإخوان المسلمين بأن تنزل لتتنافس على السباحة في هذا البحر (بحر السياسة)، وقد تركت أسباب قوتها على الشاطئ، ليس هذا فحسب، بل إنها نزلت وقد ربطت في قدميها أكياسًا من الرمال وانشغلت بأن لا يتسرَّب منها شيء أثناء السباق؛ حتى لا تنزل في القاع ويصعب عليها استعادتها إلا بجهد جهيد يبذل من أجله الكثير من الوقت والمال من أفراد الصف إن استطاعوا استعادتها، مع يقيني أنه سيكون من المستحيلات في ذاك الوقت.   ومن العجب العجاب أن العالم كله الآن يتجه إلى التكتلات الكبيرة ذات الجماهيرية العريضة، وما زال بيننا من يريد أن نكون كيانات صغيرة لا يكون لها قدر عن الآخرين ولا تأثير فيهم.وهَبْ أننا وافقنا على أن يكون للجماعة أكثر من حزب، فما المانع أيضًا أن يكون لنا على مستوى الجماعة الآتي:   1- أن يكون لنا أكثر من مرشد، وبالتالي أكثر من مكتب إرشاد، وأكثر من مجلس شورى!.   2- كل محافظة يصبح لها أكثر من مكتب إداري.   3- يصبح لدينا أكثر من قسم لنشر الدعوة، وأكثر من قسم للتربية، إلى آخر الأقسام المركزية بالجماعة.   وأيضا ما المانع أن يكون لنا على مستوى الأفراد الآتي:   1- أن يكون للأخ الحق في الانتقال بين الأسر وبين الشُعَب وبين المناطق حسب ما يرى هو؛ أي أننا ننتهي في النهاية إلى أن الجماعة الواحدة أصبحت- أقصد انتهت- إلى أفراد متناحرين أو على الأقل غير متفقين على شيء إلا على عدم الاتفاق.   في النهاية ما أريد أن أقوله: إننا في البيت الواحد قد نختلف كإخوة في النسب والدم، ولكننا أمام أصدقائنا وجيراننا يجب أن نظهر يدًا واحدةً حتى ولو كان الأصدقاء والجيران من أقاربنا؛ لأننا بالوحدة سيتحقَّق لنا ما نريد، وبالفُرقة وإظهار الخلاف- وليس الاختلاف- لن يتحقق ما نصبو إليه؛ فالخلاف بين الأسرة الواحدة يوسِّع الفجوة ويهدم الفكرة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل