المحتوى الرئيسى

الاندبندنت: البحث عن الحرية في سورية مثل البحث عن واحة في الصحراء

03/31 05:02

الصحف البريطانية الصادرة الخميس ركزت كثيرا على موضوع لجوء وزير الخارجية الليبي موسى كوسا الى بريطانيا بعد ان غادر ليبيا الى تونس ومنها الى بريطانيا حيث اعلن أنه لا يمكنه التعامل بعد اليوم مع نظام القذافي.واهتمت صحف الخميس أيضا بخطاب الرئيس السوري بشار الأسد الذي كان أول خطاب له منذ بدء الاحتجاجات في درعا وعدد من المدن السورية.ولعل الملف السوري وتداعيات الأحداث التي وقعت في سورية منذ أكثر من أسبوع كانت محورا لاهتمام الكثير من المعلقين والمحللين في الصحافة البريطانية.أول هؤلاء دبليو ديفيد ليش، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة ترينيتي، ومؤلف كتاب أسد دمشق الجديد: بشار الاسد وسوريا الحديثة الذي كتب مقالا في صحيفة الجارديان تحت عنوان الرئيس السوري الذي أعرفه .وفي هذا المقال يتساءل الكاتب أولا: أين كان الرئيس السوري الاسبوع الماضي؟ ويستطرد: قائلا: لقد نظم الالاف من السوريين مظاهرات في جميع أنحاء البلاد ضد الحكومة، وقد تم الإبلاغ عن مقتل عشرات من المتظاهرين على ايدي قوات الأمن. وتم اعفاء الحكومة يوم الثلاثاء، على الرغم من أن هذه لفتة لا معنى لها ما لم يتبعها إصلاح حقيقي. وخلال ذلك ظل الرئيس الأسد صامتا بحيث انتشرت الشائعات التي تقول انه تمت الاطاحة به. ولكن بينما السوريون في حاجة ماسة للقيادة، فإنه ليس من الواضح بعد أي زعيم سيكون الأسد .ومضى الكاتب متسائلا: هل سيكون مثل والده، حافظ الاسد، الذي منح قوات الأمن خلال ثلاثة عقود في السلطة مطلق الحرية في الحفاظ على النظام وممارسة القمع الوحشي ضد انتفاضة اسلامية في مطلع الثمانينيات؟ أم أنه سيرى في ذلك فرصة لقيادة سوريا في اتجاه جديد، والوفاء بالوعد الذي قطعه على نفسه عند توليه الرئاسة بعد وفاة والده في 2000؟ إجابة الكاتب تأتي على النحو التالي عن تساؤلاته: إن خلفية الأسد توحي بأنه يمكن ان يذهب في اي من الاتجاهين. وهو طبيب عيون مؤهل تلقى تدريبا في لندن ومغرم بالكمبيوتر وبالألعاب التكنولوجية الغربية؛ وكانت زوجته، أسماء التي ولدت في بريطانيا لأبوين سوريين، تعمل في مصرف جي بي مورجان. ومن ناحية أخرى، هو ابن الصراع العربي الاسرائيلي والحرب الباردة. وهو على العكس من المصالح الأمريكية، يعتقد اعتقادا راسخا بأن لبنان يجب أن يكون في نطاق النفوذ السوري. وهو أيضا عضو في طائفة الأقلية الإسلامية من العلويين، الذين يقبضون على زمام السلطة في سوريا منذ عقود . ويتطرق الكاتب بعد ذلك الى تجربته الشخصية فيقول انه في عامي 2004 و 2005 حينما كان يؤلف كتابا عن الرئيس السوري، أجرى معه مقابلات طويلة. وبعد نشر الكتاب، واصل الاجتماع معه بوصفه حلقة الاتصال غير الرسمية بين سوريا والولايات المتحدة في وقت كانت العلاقات بين بين البلدين قد تدهورت. ويضيف أنه في ذلك الوقت رأى أن الأسد يتطور ويكتسب ثقة بنفسه. ويضيف انه رأى أيضا أن الأسد استغرق في قضايا النظام السوري الداخلي. ثم تغير، وأنه عندما قابله في مايو/ أيار 2007 بعد الاستفتاء الرئاسي اعرب له عن شعوره بالارتياح من حقيقة ان الناس يحبونه حقا. وفي الواقع، بينما كان يمكن أن يكون الوضع افضل اذا لم يكن الأسد هو المرشح الوحيد، أو اذا لم يكن التأييد الشعبي منظم بشكل كبير،ويمضي الكاتب قائلا إنه كما هو الحال بالنسبة للقادة المستبدين، بدأ الأسد يساوي بين نفسه والدولة نفسها، وعزز المتملقون من حوله هذه الفكرة. وكان واضحا أنه أصبح رئيسا مدى الحياة.غير أن الكاتب يستدرك فيقول إننا يجب أن نتذكر حتى مع تصاعد العنف هناك، أن سوريا ليست ليبيا،والرئيس الأسد ليس العقيد معمر القذافي.واذا أخذنا في الاعتبار أن سورية متنوعة عرقيا ودينيا فإن من الممكن، كما يرى الكاتب، أن تنهار مثل العراق. ولهذا تريد إدارة أوباما منه البقاء في السلطة حتى حتى لو انتقدته على التباطؤ في طريق الإصلاح.ويختتم الكاتب مقاله بالقول انه يتعين على الأسد أن يتخذ خيارات صعبة أخرى، بما في ذلك وضع حدود لفترة الرئاسة وتفكيك الدولة البوليسية. إلا أن الكاتب يرى أن خطاب الرئيس الأسد خلا من ذكر الإصلاحات بطريقة غامضة مخيبة للآمال.افتتاحية صحيفة الديلي تليجراف حملت عنوان سوريا تجازف ، وهي تعلق أيضا على الخطاب الأخير للرئيس بشار الأسد. تقول الافتتاحية برفضه تقديم أي تنازلات للمتظاهرين، فوت الرئيس السوري بشار الأسد فرصة مهمة لحل الأزمة السياسية المتفاقمة في سوريا .ويضيف أنه في خطابه أمام مجلس الشعب السوري أمس، ادعى الرئيس السوري بشار الأسد أن موجةالاحتجاجات الغاضبة التي اجتاحت بلاده كانت نتيجة مؤامرة كبيرة وراءها أعداء مجهولون. وترى الصحيفة أن من السهل بالنسبة للرئيس السوري إلقاء اللوم على الآخرين بشأن الاضطرابات السياسية التي تجتاح بلاده، بدلا من قبول أن أسلوب الحكم القمعي هو المسؤول عن أخطر تحد لبقاء النظام البعثي من منذ 30 عاما.وترى الصحيفة أن هذا التكتيك ليس مخادعا فقط، بل هو ومحفوف بالمخاطر أيضا. وتيضف أن رفض تقديم أية تنازلات للمتظاهرين الذين يطالبون بإصلاحات على نطاق واسع، فوت الرئيس فرصة مهمة لحل الأزمة السياسية المتفاقمة في سوريا. وتمضي قائلة إنه كان يمكن على الأقل، الغاء قانون الطوارئ الصارم الذي فرض منذ 48 عاما عندما استولى البعثيون على السلطة. منذ ذلك الحين، سمحت قوات النظام الأمنية سيئة السمعة بخنق الحريات المدنية وقمع المعارضة السياسية.وتختتم الافتتاحية بالقول كما كان الحال في تونس ومصر وليبيا، برز جيل جديد من الشباب العرب من المحرومين اقتصاديا ليسوا مستعدين لقبول حياة القمع وانعدام الفرص. وفي سورية اصبح واضحا أن المتظاهرين مستعدون للتضحية بحياتهم بدلا من الخضوع للاستبداد. في ظل هذه الظروف، فإن من مصلحة السيد الأسد القيام بإصلاح سياسي كبير وفوري. وإلا فإنه يخاطر بان يلقى نفس مصير الطغاة في المنطقة المتمردة .في صحيفة الاندبندنت يكتب روبرت فيسك مقالا يعنوان الأسد: الربيع العربي يتوقف هنا .. بينما يطالب المحتجون في سوريا بالحرية، الرئيس يوجه رسالة صارخة لشعبه . يقول فيسك إنه لم يكن رئيسا متواضعا، صحيح انه كانت هناك تلميحات الى احتمال قانون الطوارئ وعمل بعض الاصلاحات ولكن عندما تحدث أمس، في محاولة لتهدئة الازمة التي شهدت أكثر من 60 شخصا قتلوا خلال أسبوعين، وهددت حكمه، لم يعط الرئيس السوري بشار الاسد الانطباع بأنه رجل مطارد . ويتساءل روبرت فيسك: هل كانت ليبيا هي التي منحته القدرة على الوقوف وشجعته على القول إن الإصلاح ليس قضية موسمية ، وإن سوريا لا يجب أن تنحني للثورة المشتعلة في الشرق الأوسط؟ أيا كان الأمر، فإن حزب البعث يعتزم المقاومة. والأسد لا يزال هو الرئيس السوري. لا تغيير . يقول فيسك إن معمر القذافي في ليبيا ليس المثل الصحيح الذي يمكن اتباعه، وإن يوم الجمعة ربما يشهد أحداث تروح ضحيتها أرواح أخرى في درعا واللاذقية.يرى الكاتب أن الرئيس بشار الأسد لديه مزايا تتمثل في كونه شابا وفي زوجته التي يسخر منها خطأ أولئك الذين يكرهون سوريا وقد تمكن خلال حكمه من التخلص من أسوأ التجاوزات التي كانت تقع في عهد والده حافظ. ولكن - وهذه لكن كبيرة – لايزال التعذيب مستمرا، وقمع الاجهزة الامنية متواصل، والبحث عن الحرية في سوريا مثل البحث عن واحة في الصحراء، والبرلمان السوري، حسب تعبير محلل قناة الجزيرة مروان بشارةمثل سيرك من المؤيدين . ينتقد الكاتب الرئيس الأسد على القول في خطابه إن الأحداث الأخيرة وراءها مؤامرة أجنبية.إلا أنه يتفق أيضا مع التحليل القائل إن الأمريكيين في حاجة إلى سوريا لاخراج آخر ما بقى من قواتهم من العراق. كما أن من السهل ارجاع المشاكل الى الطائفية في سوريا.ومع ذلك فقد ظلت سورية دائما دولة موحدة، ولم تمتثل لمطالب الغرب في التعاون الأمني ??إلى أن جاء الامريكيون وأرسلوا رجلا كنديا الى أحد السجون السرية لكي يتم تعذيبه هناك حتى ادرك الاميركيون انه بريء، وسمح له بالعودة بخجل إلى تورنتو.هذه الاشياء يرى الكاتب، ليس من الممكن مناقشتها في الأخبار التليفزيونية أو من قبل وزيرة الخارجية الأمريكية التي تبدي شعورها بالقلق الشديد حول الأبرياء في ليبيا وتقصف قواتها القذافي لكنها لا تشعر بالقلق حيال الأبرياء في سوريا ولاشك ان قواتها لن تقصف بالتالي سوريا .وفي صحيفة الجارديان يكتب الصحفي الأمريكي الشهير توماس فريدمان مقالا بعنوان يبحث عن الحظ في ليبيا .يبدأ فريدمان مقاله بقوله إن هناك قول مأثور في الشرق الأوسط هو أن الجمل حصان تم تصميمه من قبل لجنة .ويضيف أن هذه الفكرة طرأت على ذهنه وهو يستمع إلى خطاب الرئيس أوباما وهو يشرح تدخل أمريكا وحلفائها في ليبيا. ويستدرك: إنني لا أقول هذا على سبيل الانتقاد. بل من باب التعاطف .ويتساءل فريدمان في مقاله لمذا بدات التحالف الغربي بليبيا. ويقول إنه يتعين علينا أن نعرف لماذا نساعد المتمردين الذين لا نعرفهم على الاطاحة بديكتاتور لا نحبه، بينما في نفس الوقت نغض الطرف عن العاهل البحريني الذي نحبه، الذي قمع بعنف المطالبين بالديمقراطيةمن البحرينيين لأن هؤلاء الناس الذيننحبهم، يوجد في صفوفهم أناس لا نحبهم، من الشيعة الموالين لايران.ويمضي الكاتب في طرحه المثير قائلا: إن قادة المملكة العربية السعودية يوجهون اللوم لنا على تخلينا عن الزعيم الذي كان شعبه يكرهه- حسني مبارك – لكننا لا نستطيع أن نقول للقادة السعوديين اي شيء في هذا الموضوع لأن لديهم الكثير من النفط والمال الذي نحبه.ويواصل متطرقا الى الموقف من سورية المعضلة التي تتمثل في موقفنا مما يحدث في سورية حيث يوجد نظام لا نحب، ويعتقد أنه قتل رئيس وزراء لبنان الذي لا يحبونه، وهو نظام معرض للاطاحة به من قبل أناس يقولون ما نحب، لكننا لسنا على يقين من أنهم جميعا يرددون ما نؤمن به، لأن بينهم يمكن أن يوجد الاصوليون السنة، الذين لو يمكن في حالة استيلائهم على السلطة، أن يقمعوا كل تلك الأقليات الموجودة في سوريا التي لا تعجبهم. ويقول الكاتب إن آخر مرة حاول الاصوليون السنة في سوريا تولي السلطة كان في عام 1982، وتولى قمعهم الرئيس حافظ الأسد، الذي ينتمي الى احدى تلك الأقليات وقتل 20 ألف منهم في مدينة حماة.وأصبح هناك نوع من الثأر بين السنة والشيعة العلويين، على الرغم من أن بعض الخبراء يقولون ان الأمر هذه المرة ليس من هذا القبيل فمظاهرات الاحتجاج تنشد الحرية للجميع.ويتساءل فريدمان بدوره: لماذا لا نسعى بنفس الجدية للاطاحة بالديكتاتور السوري كما نفعل مع الديكتاتور الليبي؟ ويجب بأن السبب يعود الى أن الوضع في سوريا ليس واضحا تماما واضحة كما نود، ولأن سوريا هي لاعب حقيقي في أزمة الشرق الأوسط. إذن ليبيا تنهار. وسوريا تنفجر . يرى الكاتب أن مطقة الشرق الأوسط منطقة عنيفة خطرة، مليئة بالفوضى والمخاطر، ويقول إن علينا أن نبني الديمقراطية في الشرق الأوسط الذي نعرفه، وليس ما نريده . وهذ ويضيف انه لهذا السبب يشعر بالفخر من خطاب الرئيس اوباما الذي أعلن فيه ان الولايات المتحدة لا تستطيع ان تقف مكتوفة الأيدي أمام المذابح التي تجري للمدنيين في ليبيا.إلا أن فريدمان يعتقد أن من السذاجة الاعتقاد بأن المساعدات الإنسانية يجب أن تقتصر فقط على الغارات الجوية، ويقول انه لابد من وضع القدم على الأرض.ويرى فريدمان ان الواقع سيفرض انزال القوات على الارض إما لتقديم ساعدة عسكرية للمتمردين للاطاحة بالقذافي، أو كقوات لحفظ السلام في مرحلة ما بعد القذافي للحكم بين القبائل والفصائل والمساعدة في أي انتقال إلى الديمقراطية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل