المحتوى الرئيسى

شهادة بقلــم:مؤمــن الهبَّـــاء حتي الأزهر يا مولانا

03/30 19:16

نعم.. حتي الأزهر الذي هو قلعة الإسلام أصابه الفساد في ظل النظام الساقط.. بل أصابه "العفن" وإذا كان الأزهر بهذا السوء فكيف يكون وضع مصر؟!هذه ليست شهادتي.. وإنما شهادة شجاعة أقر بها العالم الجليل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.. الذي آثر أن ينطق بالحق ويعترف بوجود الفساد ولم يتستر عليه خشية أن يقال ان الأزهر قد ساءت سمعته وتزعزعت مكانته.قال فضيلة الإمام الأكبر المعروف بتقاه وورعه انه تعرض لحرب من جانب بعض الموظفين بسبب اغلاقه "حنفية الأموال" بعد أن وصل الفساد إلي ذروته خلال الفترة الماضية وهو ما تؤكده التقارير الرقابية التي تلقاها.ولم يتهيب فضيلة الإمام من ان يعلن علي الملأ انه رفض الحصول علي المكافآت والبدلات المخصصة له والمقدرة بـ 70 ألف جنيه شهريا بينما راتبه لا يتجاوز 2600 جنيه شهريا فقط.. وكشف فضيلته ان مخصصاته الكبيرة تلك بها بنود غير منطقية وغير مبررة مثل مكافأة لفتح الكراتين وقال بكل حسم انه رفض الحصول علي مخصصات شيخ الأزهر القانونية التي توازي مخصصات رئيس مجلس الوزراء.وقد أعطانا فضيلة الإمام الأكبر بهذه الشجاعة درسا بليغا في الاعتراف بالحق دون خوف أو حرج أو حسابات وتوازنات.. الخوف والحرج لا يكون إلا من التستر والكتمان والتهاون والتسامح مع الفاسدين.ولأن فضيلته قوي في الحق وصادق في الاعتراف فقد ادركنا انه جاد في محاربة الفساد بكل حسم وسوف ينتصر في معركته وهكذا فإن أول خطوة لمواجهة الفساد هي الاعتراف بوجود هذا الفساد ومحاصرته.ورغم الحملة البشعة التي تعرض لها فضيلة الإمام من جانب الفاسدين وأذنابهم إلا انه انتصر بعون الله ورد الحقوق لأصحابها واجتمعت إليه قلوب الأزهريين جميعا تشكره وتعترف بفضله وعلمه وشجاعته.. وفي هذه اللحظة التي انصفه الله عز وجل فيها آثر ان تصل رسالته إلي مسامع محبيه واضحة جليلة ويا ليتها تصل إلي كل مصري ومصرية.قال فضيلة الإمام: لن يعود جلال الأزهر إلا بترتيب البيت من الداخل.. البيت كان مبعثرا.. لا نهضة لنا بغير تعليم جيد وامتحان جاد.. لا يهمني ان خرجت النتيجة صفرا.. يهمني أن توردوا للجامعة والمعاهد طلابا حقيقيين لابد أن يعود للأزهر علماؤه.. كونوا أئمة في الزهد والأخلاق والعلم وارتفعوا عن سفاسف الدنيا.. لا يمكن أن تسودوا الناس إلا بالتقي.. لي عليكم وللأزهر عليكم حق ان تعملوا.. أعملوا حتي يبارك الله لكم في ارزاقكم.. ابعدوا عن الحرام.. غيركم يتقاضي الألوف ولكنها تزول.يا الله.. ما أروع هذا الكلام وما أصدقه.. وما أجمل هذه الوصية.. لو عملنا بها لا نصلح بها حالنا وحال مصر كلها.. ولما بقي في بلدنا طمع وجشع وظلم وفقر وسرقة ونصب ورشوة وسلب ونهب للمال العام وغلاء في الأسعار.ما أحوجنا إلي هذا الكلام ليوقظ الضمائر الميتة.. وما أحوج علماء الأزهر ورجاله وموظفيه وطلابه إلي هذه الروح الطيبة.. روح القناعة والرضا.. حتي يبارك الله لنا في طعامنا وشرابنا وأولادنا وأرزاقنا.. وتنتهي أزماتنا المزمنة..وهكذا.. فإنه حتي الأزهر كان في حاجة إلي ثورة يا مولانا الإمام لكي يعود إلي رشده.. إلي جلاله. وإلي موقع القيادة والريادة.وما أنقاها ثورة.. وما أطيبك إماما.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل